طهران تحاول التملّص وتتهم الرياض وواشنطن بالتحريض على الاحتجاجات

تغيّرت وجهة التحركات من مطلبيّة الى سياسيّة، في إيران، في ظل شعارات سياسيّة ضد النظام، فهل استفادت القوى الاقليمية والدولية من هذه الموجات، ومدّت يد العون لها في لحظة ضغط على طهران لوقف تدخلها في شؤون البلاد العربية؟

تصاعدت حدة التحركات في إيران التي انطلقت منذ أيام معدودة، ووصل عدد الضحايا، بحسب بعض القنوات العالميّة الى22 ضحية، وهي آخذة بالتوسع، فهل تصح اتهامات طهران لكل من السعودية والولايات المتحدة الأميركية التي عبر عنها مسؤولين إيرانيين صباح اليوم بدعم المتظاهرين؟.

إقرأ ايضا: احتجاجات إيران بدأها نجاد وانتهت بالمطالبة بإسقاط النظام

ففي اتصال مع الخبير في الشؤون الايرانية، الدكتور طلال عتريسي، للرد على سؤال الى أي حد يمكن اتهام دول بالتحركات الحاصلة في ايران كواشنطن والرياض، قال لـ”جنوبية”: “بدأت الاحتجاجات شعبية ومشروعة على أسعار المحروقات وعلى بعض السلع، خاصة انه تم اقفال بعض صناديق القروض، وهذا كله يُعد مقبولا، لكن ما ان تحوّلت الى اعتداءات على الممتلكات العامة تحول الامر الى قلق، خاصة في ظل رفع شعارات معادية للنظام، مما دفع الى الخوف من الشعارات المعارضة التي تُطلق”.

ويضيف عتريسي “معلوماتي تقول ان ثمة محاولات خارجية لتحويل المظاهرات الى فوضى، وانها لم تثمر الا قليلا، والهدف هو اطالة الأزمة ومحاولة جرّ النظام الى العنف، مما يدفع المجتمع الدولي الى ادانة النظام لتأجيج الوضع داخليّا”.

ويتابع عتريسي، بالقول “ثمة جهود سعودية لتطويل أمد الشغب، خاصة ان هناك فريق تابع لها وهو “مجاهدو خلق”. كما ان واشنطن وبعد اقفال السلطات الإيرانية بعض مواقع التواصل اعلنت عن نيّتها اطلاق قمر صناعي خاص بإيران، في ظل تحرّك الأهوازيين العرب أيضا”.

علما ان “النظام الايراني تراجع عن الاجراءات الاقتصادية لحماية الوضع الداخلي. وفي البداية كانت جهات داخلية تدعم التحركات، ولكن اليوم لن يتمكّنوا من الاستمرار بالدعم بسبب اعمال العنف التي طالت مؤسسات الدولة، وهذه التحركات انطلقت نتيجة الاهمال المتراكم منذ عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد”.

من جهة أخرى، يرى الخبير بالعلاقات الدولية الدكتور وليد عربيد  ان “ما يحدث في ايران خطير جدا، والاحداث الحاصلة اليوم من مظاهرات وغيرها يؤكد لنا ان القوى الكبرى وبعض القوى الاقليمية تحاول زعزعة الاستقرار الداخلي بسبب اتهامهم لايران بزعزعة المجتمعات الموجودة في المنطقة. وهذا ما تطرحه الولايات المتحدة الأميركية بالتزامن مع اعادة النظر بالاتفاق النووي الايراني، مما يدّل على ان هناك ضغط سياسي واقتصادي على إيران للوصول الى ايجاد حلول في المنطقة، خاصة ان ايران لاعب اساسي في كل من سوريا واليمن ولبنان. وهذا ما لفت النظر في الشعارات التي رفعت من قبل المتظاهرين، من انه (لا نريد ان تذهب اموالنا الى العراق)، خاصة ان ايران دولة غنيّة بالثروات، لكن هناك بعض الازمات الاقتصادية الداخلية يحاول المتظاهرون التعبير عنها بالقول اننا بأمسّ الحاجة لهذه الاموال في الداخل. وهذا كله يرتبط بعملية الضغط، اضافة الى ضغط خارجي من مناطق الأقليات كالاهواز، ومناطق الاكراد، من اجل ضرب الذراع العسكرية لإيران أي الحرس الثوري الإيراني، خاصة ان حزب الله اعلن اليوم ان الاعلام الحربي سيكون مشتركا بينه وبين حماس، مما يعني ان المقاومة في لبنان في حال عقد أية تفاهمات، فإن حزب الله لديه خيارات أخرى، وهو ما طرحه السيد حسن نصرالله، وهو أن أي ضغط على حزب الله سيأتي مقاتلون عرب من كل العالم العربي والاسلامي للمساندة”.

ويضيف عربيد “علما ان هذه المظاهرات على الصعيد الداخلي، ليست بجديدة، فقد شهدناها أيام الشاه، وأيام مصدّق، وهي تقول انه يجب ايجاد حلول اقتصادية داخلية، ولكن هل هذه الحلول ستكون حلولا إقتصادية ام سياسية لكف يد إيران عن التدخل في دول المنطقة، وهل استطاعت السعودية، التي تضخ الاموال للمتظاهرين في مناطق الاهواز، ذات الأصول العربية، ان تطالب بالاستقلال مما يؤدي الى تفكيك إيران”.

ويتابع الدكتور عربيد “هذه التساؤلات لا زال مبكرا الحديث عنها، ويمكن القول ان الحركة المطلبية والقوى السياسية بدأت بصراع بين الاصلاحيين والمتطرفين، وقد يتم حلّها باستقالة الرئيس حسن روحاني للحفاظ على النظام!”.

وختم الدكتور وليد عربيد بتوجه سؤال “هل ستبقيّ واشنطن على النظام الايراني، حليفها التاريخي، في ظل تحريك الاقليات وتوجيه ضربة موجعة لها. مع رغبتها بالحفاظ على حليفها، اضافة الى توجيه ضربة الى حزب الله الذي يريد فتح جبهة الجولان الموحدة”.

إقرأ ايضا: احتجاجات «مشهد» سياسية ضد خامنئي أم إقتصادية ضد روحاني؟

أزمة إيران فتحت باب التساؤلات، وفتحت باب التحليلات حول مصير بلد يضج بالملفات المثيرة على كل الجبهات. فكيف سيكون الحل؟ وهل ستكون إيران في منأى عن ثورة داخلية حدث لها مثيل في عدد من الدول العربية المجاورة؟.

السابق
خامنئي:الأعداء يثيرون التوتر بإيران ويستخدمون المال والسلاح وعملاء المخابرات
التالي
السفير السعودي الجديد يقدم أوراق إعتماده لباسيل