أزمة المياه ليست بسبب قلة الأمطار ولكن بسبب الانفجار السكاني!

منخفض جويّ حلّ ضيفا على لبنان قبل الميلاد ولكنه سرعان ما تلاشى فتلاشت معه آمال اللبنانيين بمطر غزير وخير وفير، وسط تساؤلهم متى سيحلّ فصل الشتاء؟

من المعلوم أن شهر كانون الأوّل يشير إلى نهاية فصل الخريف وبداية فصل الشتاء بعواصفه وأمطار وثلوجه، إلّا أن هذا العام بدلا من أن تتكلل جبال “بالأبيض” كما جرت العادة فاجأنا بحرارته المرتفعة حيث وصلت الحرارة قبل أسبوع إلى 24 درجة في بيروت لولا الإنفراج الذي شهدناه أمس الأوّل بمرور منخفض جوي إنتهى صباح اليوم، لينحسر هذا المنخفض اأمس(الاثنين)، ويضرب لبنان الجفاف مجدداً في الأيام اللاحقة.

هو ليس العام الأوّل الذي نتحدث فيه عن تأخر قدوم فصل الشتاء والتراجع بمعدلات الأمطار، فمن الملاحظ أن السنوات الخمس الفائتة يتراجع معدل المتساقطات عن العام الذي سبقه.

وفي هذا السياق، تحدثت “جنوبية” مع رئيس المصلحة الرصاد الجوية لتابعة للطيران المدني في لبنان المهندس مارك وهيبة الذي أشار إلى أن هناك “تراجعا بنسبة المتساقطات عن السنوات الفائتة، إلّا أن هذا التراجع لا يزال ضمن المعقول وليس شيئا إستثنائيا، فكما مرّ سنوات “بحبوحة” بنسبة المتساقطات بـ 2000 مم في التسعينات والثمنينات إذ كانت من أكثر السنوات غزارة بالأمطاركمعدل عام سنوي حيث بلغ معدل الأمطار السنوي إلى 825 ملم في وقت أنه ما قبل الثمنينات كنا في حقبة شحي-حة بلغت الـ 700 – 750 ملم ونمر اليوم حتى الآن بحقبة مماثلة ولا نزال ضمن المعدلات الطبيعية التي مرّت في السنوات الفائتة”.

إقرأ أيضاً: الطقس يتقلّب في لبنان بين فصلين فقط!

وحول ما إذا كان إنخفاض معدل المستاقطات ستستمر أجاب وهيبة “لا نستطيع معرفة ذلك لأنه لا نملك علميا المؤهلات الكافية لمعرفة هكذا تقديرات”.

أحوال الطقس

 

وفي مقارنة لمعدلات الأمطار عن العام 2016 قال أن “بشكل عام هناك تأخير في المعدلات عن العام الفائت. مشيرا إلى أن معدل الأمطار يتفاوت بحسب المناطف مثلا بلغ معدل الأمطار في مثل تاريخ اليوم من 2016 في بيروت حوالي 250 ملم فيما اليوم في 2017 سجلت معدلت الأمطار 150 ملم أي تأخير حوالي مئة ملم، وفي زحلة إنخفضت هذا العام من 287 إلى 110 ملم. أما في طرابلس إرتفع معدل الأمطار هذا العام من 257 إلى 280 ملم كذلك “.

وحول ما إذا كانت تراجع المتساقطات يدلّ على تغير مناخي في لبنان قال وهيبة أنه “التغيّر مناخي لا يحدد من خلال عام أوعامين إنما على مدى خمسين وأربعين عاما، مشيرا إلى أن هناك سيناريوهات وضعت من قبل المنظمة العالمية للرصد الجوّي عن مستقبل المناخ على الكرة الأرضية إذ من المتوقع أن تشهد مناطق إنخفاضا بمعدل المتساقطات وأخرى ستشهد إرتفاعا بكميات الأمطار ونسبة التغيّرات لن تكون كبيرة في الحالتين”. ولفت إلى أن “في منطقتنا السيناريو المرجح أن نشهد إنخفاض بالمتساقطات بنسبة 20% من الآن إلى 50 – 70 عاما”.

إقرأ أيضاً: الطقس ماطر…. والخير لقدّام

وفي الختام، أشار وهيبة إلى مشكلة النقص في المياه مشددا على أن المشكلة الكبرى ليس بإنخفاض المياه وتساقط الأمطار، إنّما المشكلة إزدياد الطلب على المياه وذلك بسبب إرتفاع نسبة سكان لبنانالى ضعفين أو أكثر عن التسعينات وهو التي تفسر السبب الفعلي بنقص المياه إضافة إلى أن أسلوب الحياة اليومي الذي يتطلّب إستهلاك مياه أكثر. ناهيك عن أزمة النازحين السوريين الأخيرة التي زادت نسبة الطلب على المياه فأصبحنا نستخدم المياه من جوف الأرض دون وجود تعبئة بديلة عنها”.

هذا ومن المتوقع أن نشهد نهاية الأسبوع منخفضا جويا وتساقطا للامطار والثلوج.

السابق
لماذا لا يستحق جبران باسيل الشكر؟
التالي
«بناية الكواكب» في المريجة آيلة للسقوط والمسؤولون لا يبالون