خبراء: تأخر الامطار يهدد الآبار الجوفية.. والليطاني مثخن بالتلوث

وصلت نسبة المياه في مجرى نهر الليطاني مرحلة دقيقة، مع تراجع نسبة الامطار في مثل هذه الفترة من العام، كوننا عمليا دخلنا فصل الشتاء.. فماذا ينبأنا الخبير المائي الدكتور كمال سليم بهذا الاطار؟

وصلت نسبة المياه في مجرى نهر الليطاني مرحلة دقيقة حيث بدأ تأثيرها يطال مخزون حوض بحيرة القرعون. ومن غير الطبيعي انحباس الامطار في مثل هذه الفترة من العام بهذا الشكل، كوننا عمليّا دخلنا فصل الشتاء حسابيّا من دون أن ندخله فعليّا.

اقرأ أيضاً: تلوّث نهر الليطاني نحو الأسوء… وقانون تنظيفه لا يُفرج عنه

فاضافة الى الشحّ المرتقب، والذي سيرتد جفافا على السكان في كل من البقاع والجنوب عمليّا وبشكل مباشر، الا انه هناك مخاطر أخرى تضرب النهر، وهي تحوّل مجاري الأنهر التي تغذّي الليطاني الى سواقٍ صغيرة نمت على ضفافها الحشائش، اضافة الى الروائح الكريهة المتأتية من تدفق مياه الصرف الصحي، والنفايات ومحطات المحروقات والمعامل الآتية من المؤسسات والبلدات المنتشرة على ضفتي الليطاني من زحلة حتى البقاع الغربي.

ويؤدي تأخّر المطر، المصدر الأساس للتغذية المائية الناتجة عن الذوبان البطيء للثلوج في مرتفعات صنين والباروك، هذا العام، وشفط كميات كبيرة من مياه لاستخدامها في ري الأراضي الزراعية، الى انتشار عشرات مضخات المياه على ضفاف النهر، رغم ان مياه النهر ملوثة وغارقة بمياه الصرف الصحي.

هذا الجفاف المرتقب يؤدي الى ان تتم عمليات ري المزروعات من هذه المياه الملوثة، مما يؤثر على نوعية المنتوجات الزراعية خاصة الخضار التي هي غذاء متوفر في كل بيت لبناني.

نهر الليطاني
ففي اتصال مع الخبير المائي والباحث في المجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور كمال سليم  للاستيضاح، قال لـ(جنوبية): “طالما انه لم يعد هناك هطولات مطرية، فمن المؤكد ان المياه الجوفية تتأثر، والتبخر سيجفف مستوى المياه. والتلوث الموجود سيفاقم ويزيد من نسبة التلوث، وسيتراكم.. كوضع بحيرة القرعون التي هي بالأصل صارت خزانا للاوساخ، التي لم يدخل إليها مياه نظيفة ولا مصادر جديدة منذ أشهر طويلة”.

ويؤكد الدكتور سليم “شهدنا في بلدة عميّق صورة مهمة حيث تبخرت كل المستنقعات، ولم يعد هناك من مياه، وهي تستعمل أصلا للريّ. فهذه هي المرة الاولى التي تتأخر فيها الأمطار في الأربعين سنة الأخيرة، وقد يتغير الوضع الاسبوع القادم حسبما يقول خبراء الطقس”.

كما يشرح سليم قائلا “اضافة الى ان عددا كبيرا من الآبار قد جفت، لذا يعمدون الى حفر آبار جديدة. ففي مدينة زحلة كانت المياه تظهر مباشرة على عمق30-40 متر، اما الان فقد ظهر الوضع الجديد حيث لا مياه ولو على عمق مئات الامتار”.

وبخصوص  وضع الجهة الجنوبية للنهر، يقول “الليطاني الجنوبي يبدأ تأثيره في البقاع، لان الكثافة السكانية جنوبا قليلة مقارنة بالبقاع، فالوحول الآتية من الكسارات لم تُعالج، وصارت رسوبيات، لا حلول لها مستقبلا، الا بإزالتها. ولم تعد المسألة مسألة رمول بل سموم، وهي مياه آسنة”.

مع العلم انه “لا محطة لتكرير المياه الآسنة في الجنوب كله، الا في صيدا فقط، واليوم في يبنى في مدينة صور محطة تكرير”.

اقرأ أيضاً: نهر الليطاني ميّت وبحيرة القرعون تحوي مواد سامة والوضع بائس

ويختم الخبير المائي الدكتور كمال سليم، فيقول “كل أوساخنا تذهب الى البحر والوديان، والمشكلة الكبرى في  تبقى في البقاع وفي بحيرة القرعون، كونه خزان الزراعات للبنان”.

السابق
حقيقة الانفجار الذي سمع بالقرب من قصر العدل
التالي
السيد محمد حسن الأمين: الأدب الإسلامي وأزمات مجتمعنا الراهنة