“بناية الكواكب” في محلة الكفاءات على ساحل المتن الجنوبي تنهار على سكانيها، فكل يوم تقع شرفة من شرفاتها، وقد هجرها سكانها عدا مجموعة عوائل لا تملك بديلا للانتقال إليه. هذه البناية الشهيرة التي تعرّف اللبنانيون على مأساتها من خلال الاعلام، ومتابعة المحامي حسن بزي للموضوع الا انه الى الان لم تحلّ قضيتها.
إقرأ ايضا: بالصور: زحمة تقاطع الكفاءات الليلكي بعد أول شتوة.. جرصة فيسبوكية
فهل سنصل الى ما وصلت إليه مصر في فترة من الفترات، حيث كثرت الانهيارات نتيجة الخلل في البناء والغش في مواد البناء؟.
وفي اتصال مع المحامي حسن بزي للاستفسار حول القضية، وهو الذي أعاد اثارة القضية عبر صفحته على الفايسبوك، تساءل عن الهيئة العليا للاغاثة، وعن بلدية المريجة الغنية، وعن الفعاليات السياسية في الضاحية كحركة امل وحزب الله، وعن المؤسسات الانمائية كمؤسسة جهاد البناء.
لدرجة ان ألمه على العوائل التي لا تزال تحت انقاض هذه البناية المتصدعة دفعه للقول “يا عمي وين الضمير.. وين جماعة الصلاة والصوم.. والله كفرتونا… بس توقع البناية بتعملولهم عزاء وبتصيرو تهتفو لبيك يا حسين” .
وبحسب المحامي بزي، الذي تواصلت معه “جنوبية” اكد ان “البناية منذ العام 2000 وهي بحالة اهتراء للحديد بشكل كبير، بسبب استعمال تاجر البناء لكمية من الرمل تفوق كمية الباطون في الانشاءات. وقد رفع الاهالي الصرخة عبر التقدم بدعوى لدى قاضي الامور المستعجلة في بعبدا، عبر لجنة البناية التي يرأسها الدكتور محمود غنوي”.
هذه المشكلة، التي تضيء على الفلتان في البناء وعدم المتابعة من قبل نقابة المهندسين ووزارة الاشغال العامة، لم تجد طريقها الى الحل بسبب التسيب. وقد عيّن قاضي الامور المستعجلة خبيرا للبت بالقضية فتبين له انه من المستحيل ان تقع.
ويشرح بزي بالقول “لا تزال الدعوى عالقة، لكن الى اليوم لم تزل الهيئة العليا غائبة عن السمع، اما بلدية المريجة فلم تتحرك، بل اصدرت قرارا أن البناية سليمة. وبعد الفضيحة في الاعلام اصدرت بلدية المريجة قرارا جديدا بالاخلاء وبالقوة عبر عناصر بلديتها”.
فـ”الحديد ضربه الصدأ نتيجة المياه المالحة، والبناية مكونة من ثمانية طوابق، كل طابق شقتين ولا بزال في البناية اربع عوائل لا مكان لديهم يلجأون اليه. وقرار البلدية الجديد سيخلي البناية بالقوة كما قالت”.
ويشدد المحامي بزي على ان “في ظل عدم تقديم اي بديل كايجار سنوي مثلا عبارة عن 5000 دولار لمدة سنة. مع العلم ان احزاب المنطقة غير مبالين لوضع هذه العوائل المعدمة خاصة ان الموضوع انساني ولولا اننا حرّكنا الاعلام لما تحركت البلدية، حيث خافوا من سقوطها وتحميلهم المسؤولية”.
وقد اشار المحامي بزي الى ان “المالكين سيقطعون الطريق يوم الخميس لحلّ مشكلتهم، علما ان هؤلاء العوائل هم من الجنوب والبقاع، فهل ان موسم الانتخابات سيحرّك الفعاليات السياسية في المنطقة؟”.
وفي اتصال مع رئيس جمعية البشرى الانمائية، ابراهيم زين الدين، قال لـ”جنوبية”: “اصدرنا بيانا نطالب فيه وزير الداخلية بالتحرك، ونحن نحاول مساعدة هذه العوائل من خلال الاضاءة على مشكلتهم، والتي هي من مسؤولية بلدية المريجة، ومن مسؤولية التاجرالبناء الذي يعمد الى التقليل من مواد البناء لمزيد من الربح”.
واكد زين الدين ان “المنطقة تعاني من وجود عدة أبنية متصدعة وهي قصة قديمة، علما ان بلدية المريجة تأخذ ضرائبها من الناس ومن مطار بيروت ايضا، وهذه البناية تقع بين بلدية المريجة وبلدية برج البراجنة”.
إقرأ ايضا: إبراهيم زين الدين لـ«جنوبية»: سنقاطع بلدية الحدث ماليّا!
ويرى انه “من الضروري تأمين البديل للسكان في ظل شتاء بارد، ولكون هذه الحالات الطارئة تقع المسؤولية على عاتق البلدية. ولكون الرخصة صادرة عنها دون أية مراقبة”.