العالم الإسلامي يتحدى ترامب: القدس ليست عاصمة إسرائيل

ترامب العالم الاسلامي
لم يكن الرئيس الأميركي يتوقع حجم الإدانة والرفض الدولي والعربي والدولية لخرقه الفاضح للقانون الدولي بإعترافه بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل وقراره بنقل السفارة الأميركية اليها.

ما فعله الرئيس ترامب أعاد للواجهة الاهتمام العربي والعالمي بالموضوع الفلسطيني بعد سنوات من الإهمال، إذ تكاتفت الدول العربية مع بعضها البعض رفضا للإعتراف بالسيادة الاسرائيلية على القدس.

وبعدما صرّح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أنْ لا سلام دون سيادة اسرائيل على القدس. ردّ الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس اليوم بالمثل في الكلمة التي القاها خلال القمة الإسلامية الطارئة التي تعقد ليوم في إسطنبول للبحث بشأن ترامب. فقد حذّرعبّاس من أنه “لا سلام ولا استقرار” في الشرق الأوسط بدون أن تكون القدس عاصمة لدولة فلسطين”. كما هدد أبو مازن بالخروج من الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، مطالبا القمة الإسلامية باتخاذ إجراءات عملية، وعدم الاكتفاء بالمعارضة اللفظية لقرار ترامب بشأن القدس. وأضاف “بيننا وبين إسرائيل اتفاق أوسلو، ولكن إذا بقى الوضع هكذا فنحن سنكون في حل من هذا الاتفاق”، داعيا القمة الإسلامية لاتخاذ قرارات حاسمة لدعم القضية. وأوضح “المطلوب اتخاذ إجراءات اقتصادية وسياسية ضد إسرائيل ومقاطعة بضائعها”. مؤكدا أنه لن يقبل بعد اليوم بوساطة الولايات المتحدة في عملية السلام”.

وبالتوازي مع القمة التي دعا إليها إردوغان، إتخذت السلطة الفلسطينية خطوة رسمية قوية للردّ على إعتراف ترامب، إذ تقدمت بعثة فلسطين في الأمم المتحدة، قبل أيام، بشكوى ضد الولايات المتحدة ، لمجلس الأمن، وأرسلت نسخة منها إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمعية العامة. وجاء في الرسالة إن في الاعتراف الأميركي مخالفة لقرارات مجلس الأمن والإجماع الدولي طويل الأمد.

وفي ظلّ هذا الرفض العربي والدولي لإعلان ترامب هل تتراجع الولايات المتحدة عن هذه الخطوة؟ وهل تترجم المواقف الدولية قولاً وفعلاً في الأمم المتحدة؟

وفي هذا السياق، رأى المستشار الإعلامي في السفارة الفلسطينية في بيروت حسان ششنية في حديث لـ “جنوبية” أن “الشكوى الفلسطينية مهمّة جدا ورب ضارة نافعة، ميشرا إلى أن هذه الشكوى تمّ الإعداد لها مع العديد من الدول العربية الأعضاء في الجمعية العامة أو مجلس الأمن وستكون مرفقة بمشروع قرار”.

ولفت إلى أن “الضارة النافعة هي عدم مقدرة الولايات المتحدة إستخدام حق النقد “الفيتو” كون النظام الداخلي لمجلس الأمن ينص على أن الدولة مشكتى عليها لا تستطيع التصويت. وبالتالي 14 عضو سيصوّت لصالح القرار وسيعتبر قرار ترامب كأنّه لم يكن وسيتم إدانة الولايات المتحدة في هذا الإجتماع”.

وعن ترجمة المواقف الدولية قولاً وفعلاً في الأمم المتحدة وإمكانية إستخدامهم حق النقد بوجه الولايات المتحدة أكّد ششنية على أن ” دول الأعضاء الأربعة كلهم ضدّ إجراء ترامب وعبروا جميعهم عن رفضهم لنقل سفاراتهم إلى القدس كما عدم إعترافهم بالقدس عاصمة لإسرائيل”.

وعن موقف الرئيس الفلسطيني اليوم في القمّة الإسلامية رأى أن “كلمة الرئيس كانت قوية جدا وستؤسس إلى مرحلة جديدة مهمّة من ناحية التعامل مع إسرائيل والولايات المتحدة، سيذما أنه أعلن عن حلّ بالخروج من الاتفاقيات والإلتزامات الموقعة مع إسرائيل بما فيها اتفاق أوسلو بما في ذلك الإعتراف بوجود إسرائيل”. مشيرا إلى أن “هذه المرحلة مهمة وستكون حاسمة”.

وأمل ششنية أن “تأخذ الدول الأخرى حزو السلطة الوطنية الفلسطينية بمقاطعة الولايات المتحدة ومقاطعة وفودها ا وطرد سفرائها من دولها”.

وفي هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع الخبير في العلاقات الدولية الدكتور وليد عربيد الذي رأى أن “خطوة الدولة الفلسطينية برفع شكوى أمام المحكمة الجنائية الدولية هو مكسب وقيمة مضافة للمسألة الفلسطينية لاسيما واننا نعلم بأن دولة إسرائيل تنتهج سياسة القمع والقرصنة في المنظمات والمحاكم الدولية، لكن هذا لا يمنع إعتبار هذه الدعوى مكسبا إضافيا للمسألة الفلسطينية”. مشيرا إلى أن “الصراع العربي -الإسرائيلي يختلف عن الصراع حول مستقبل القدس خصوصا وأن القدس ممكن أن تؤجّج الصراع الديني وليس السياسي بين الدولة المحتلة وفلسطين”.

اقرأ أيضاً: هذه أشكال الرد الفلسطيني على قرار ترامب

وتابع “يمكن الإشارة إلى أن القانون الدولي العام يخدم اليوم المسألة الفلسطينية، لكن للأسف ترتكز إسرائيل إلى ما يسمّى موازين القوى الدولية حيث لديها شركاء وحلفاء في العالم كالولايات المتحدّة التي طالبت بأن تكون القدس عاصمة لإسرائيل”. ولفت “أن هذا الصراع مفتوح ويجب أن يكون النضال في جميع الإتجاهات إن كان في القانون الدولي أو بالإنتفاضات وحتى في الإعلام من أجل إيضاح أن هذه الدول المغتصبة تحاول تشويه تاريخ القدس”.

كما أشار إلى أن “العالم مقسوم حيال قرار ترامب سيما أن هذا القرار جاء بشكل غير مدروس من أجل كسب الناخبين واللوبيات الإسرائيلية المتواجدة في أوروبا، ولكن رأينا الموقف الأوروبي حيث أكّدت الدول الأوروبية بأن دوله لن تسمح بفتح سفارات لها في القدس محتلة لأن المسألة نزاعية بإمتياز “.

وعن إمكانية تراجع الولايات المتحدة عن هذا القرار قال عربيد إن “القرار متخذ من قبل مجلس الشيوخ ولكن ترامب كان جريئ بإعترافه هذا ومن الممكن التراجع بحالتين إذ تمّ رفع دعوى على ترامب داخل المحكمة الدستورية إلى جانب الدعوات الأحرى كما تراجع عن قراره فيما يتعلّق بإعطاء التأشيرات للاجئين، لكن المناخ الدولي ضد موقف ترامب وهذا يتطلب أيضًا عملا سياسيا داخل الولايات المتحدة. ولكن المناخ الدولي ضد قرار ترامب”.

وعن موقف الرئيس الفلسطيني رأى انه “موقف دبلوماسي، وإذا لم يكن هناك وحدة وطنية وتم العودة إلى منظمة التحرير من أجل إنعاش ذاكرة دول العالم بأن المنظمة هي حركة تحرّر وطني من أجل الإستقلال عن الإستعمار الإسرائيلي”. مشددا على أن “المطلوب اليوم وحدة وطنية فلسطينية، وقوةّ قلسطينية تفاوضية وقوى فلسطينية تستطيع القتال في حال المواجهة العسكرية”.

السابق
خسائر مالية تلحق بشيرين بسبب عقوبة توقيفها عن الغناء
التالي
شارل جبّور لـ«جنوبية»: لسنا معنيين بـ«بق بحصة» الرئيس الحريري