موقف باسيل العربي من القدس: بين المبدئيّة والمزايدة

كلمة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل باسل تثير جدلاً لبنانياً.

سجّل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل موقفاً في اجتماعات وزراء الخارجية العرب قوبل بأصداء لبنانية مرحبة.
وقد تمايز باسيل بموقفه الذي لم يكتف فيه بالإدانة والكلام الإنشائي فقط فيما يتلق باعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة لاسرائيل، إذ طالب بفرض عقوبات اقتصادية على الولايات المتحدة لحين عودتها عن قرارها.
في هذا السياق تواصل موقع “جنوبية” مع عضو كتلة المستقبل النيابية النائب السابق مصطفى علوش، الذي أكد ان” كلام وزير خارجية والمغتربين جبران باسيل جيد، اما مدى فائدته في ظل الواقع العربي فأعتقد أنه قد يأتي في إطار المزايدة”.

مضيفاً فيما يتعلق بفرض عقوبات على اميركا “هذا الكلام نظري إذ يوجد تداخل بين مصالح الدول العربية والإسلامية مع الولايات المتحدة الأميركية”.

وتابع علوش “إجراءات أقل من قطع علاقات وعلى المستوى الدبلوماسي بين الدول العربية واميركا قد يكون غير نافع، يجب على اميركا ان تشعر جدياً بوزن الدول العربية على مستوى الإقتصادي إذا كانت بالفعل تريد تغيير أمر ما، عدا عن هذا فلا أعتقد انه يؤدي الى شيء “.

مشيراً إلى انه “في المقابل مسار المواجهة مع اسرائيل ومع قرارات الولايات المتحدة كانت فاشلة على مدى سنوات طويلة، وأكبر دليل لإستمرار الفشل هو الخطابات ذات الطابع الخشبي التي لا تزال تتردد من يوم النكبة الى الآن، ومن ضمنها خطابات كل المسؤولين العرب”.

من جهته رأى الباحث والمحلل السياسي ومدير جمعية “هيا بنا” الأستاذ لقمان سليم في حديث لـ” جنوبية” ان”ما قاله وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل هو إعادة إنتاج لموقف تقليدي للمسيحية السياسية اللبنانية، حيث تعطي انطباعاً بأنها أكثر تمسكاً بالثوابت العربية ولا سيما بقضية فلسطين، في حين ان ممارساتها على المستوى الداخلي اللبناني هي في الكثير من الأحيان ممارسات عنصرية تجاه هؤلاء الفلسطنيين الذين يجب ان يتم رعايتهم داخل لبنان”.

متابعاً”بهذا المعنى فهذا الكلام هو كلام لا يُقدم ولا يُؤخر كل ما يفعله يزيد الأمر في لبنان تعقيداً ولا يُكلف صاحبه شيئاً، بإعتبار ان هذا الكلام لا يُصرف في أي مصرف ولا في أي مكان”.

مشيراً الى ان”هذا الكلام ليس سياسياً عندما يقول أحدهم لنقطع العلاقات مع أميركا، يعني علينا البدء برفض كل المساعدات التي تُقدمها أميركا للجيش اللبناني”.

وختم سليم بالقول”إذا كان جبران باسيل يتحمل مسؤولية كلامه فيما يتعلق بقطع كل العلاقات مع أمريكا بما فيها العلاقة بين الجيشين اللبناني والاميركي فأنا أبصم له بالعشرة”.

وكان باسيل قد قال في كلمته أنّه “يجب إتخاذ إجراءات ضد القرار الاميركي بدءاً من الإجراءات الدبلوماسية مروراً بالتدابير السياسية ووصولاً الى العقوبات الإقتصادية والمالية”.

اقرأ أيضاً: اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل يصيب لبنان أمنيا وسياسيا

كما دعا باسيل الدول العربية إلى قيام مصالحة عربية عربية من أجل إستعادة الأمة لذاتها و قيام قمة عربية طارئة عنوانها القدس.

وأكد باسيل ان” القدس ليست قضية بل هي القضية وان القدس لا يمكن ان تكون لدولة أحادية ولا مكان للأحادية بيننا”.

مشيراً إلى ان “القدس لليهود والمسيحيين والمسلمين، ونحن أبناء إبراهيم وعيسى ومحمد، وكلنا نريد أن نصلي في القدس، ولا يمكن أن نقبل بأن يمنعنا أحد”.

ورفع باسيل من مستوى لهجته في كلمته حدّ طلب الاستشهاد والموت في سبيل القدس عندما قال ” نحن في لبنان لا نتهرب من قدرنا في المواجهة والمقاومة حتى الشهادة”.

السابق
نصرالله: المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على الفلسطينيين وصمودهم ومقاومتهم وانتفاضتهم
التالي
نصرالله: قرار ترامب سيكون بداية النهاية لاسرائيل