اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل يصيب لبنان أمنيا وسياسيا

عوكر
ما زال اعتراف الرئيس الأميركي بالقدس عاصمة لدولة الكيان الاسرائيلي يرخي بثقله على المشهد السياسي في المنطقة، ولأن الدول المجاورة لفلسطين المحتلة لها حصة مما يجري فيها، فقد كان لهذا القرار وقعه السلبي على لبنان ما ينذر بأن حالة اللاحرب واللاسلم التي يعيشها سوف تبقى مهيمنة على حياته السياسية والاجتماعية في المدى المنظور.

بينما توقّع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو بعد قرار ترامب بنقل سفارة بلاده الى القدس “أن تعترف معظم دول الاتحاد الأوروبي بالقدس عاصمة لإسرائيل”، وذلك في استثمار مباشر من قبل نتنياهو للقرار الأميركي المنحاز، فان ايران أعلنت بلسان وزارة خارجيتها أن “بعض الدول العربية كانت تعلم بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القدس وقد تم التنسيق معها، وذلك في استثمار بدورها لقرار ترامب وتوجيهه للنيل من الساحة العربية حيث تنصب جهودها في السنوات الأخيرة من أجل تهشيم وتهميش تلك الدول لمصادرة قرارها السياسي.

اقرأ أيضاً: هذه أشكال الرد الفلسطيني على قرار ترامب بجعل القدس عاصمة لاسرائيل

الأونروا مهددة
أما داخليا فقد كشفت مصادر سياسية لـ”النشرة”، عن أجواء تشاؤمية تهدد جديا جوهر القضية الفلسطينية على خلفية قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة اسرائيل ونقل السفارة الاميركية من “تل أبيب” اليها، اذا لم يستطع الموقف الفلسطيني ومعه العربي والاسلامي من التصدي لهذا القرار كونه بداية لتصفية القضية.
وأوضحت المصادر، انه بعد القرار الاميركي الخاص بالقدس يعني تراجع فرص إستئناف عملية السلام او بقاء الادارة الاميركية كشريك فيها، فإن المخاوف تتزايد من مخطط لإنهاء وكالة “الاونروا” كونها المسمار الاخير في نعش القضية وشطب حق العودة وفرض التوطين.
وقاطعت أوساط فلسطينية لـ”النشرة”، هذه المخاوف مع ما أبلغه مسؤول أمني لبناني رفيع المستوى لقوى فلسطينية خلال لقاء عقد منذ ايام من معلومات عن مخطط دولي لانهاء وكالة “الاونروا” تحت ذريعة العجز المالي، فيما الحقيقة هو قرار سياسي أميركي-اسرائيلي لانهائها وشطب حق اللاجئين بالعودة بعد قرار اعتبار القدس عاصمة اسرائيل.
المسؤول الأمني نصح القوى السياسية واللجان الشعبية بوضع خطة تحرك احتجاجي لافشال هذا المخطط مثلما فعلوا في العام 2016، حين قررت وكالة “الاونروا” تقليص خدماتها الصحية والتربوية والاجتماعية، فقامت “انتفاضة” سياسية وشعبية، ولم تهدأ سوى بالتوصل الى “تسوية” مقبولة، تراجعت فيها ادارة “الاونروا” عن قراراتها وخاصة الصحية منها.

تظاهرة وشغب في عوكر
هذا وتحولت تحولت تظاهرة في محيط السفارة الأميركية في عوكر، احتجاجاً على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس، إلى مواجهات بين المتظاهرين والقوى الأمنية اللبنانية بعدما عمد بعض المتظاهرين إلى رمي زجاجات حارقة باتجاه الحواجز الأمنية ومحاولة نزع الشريط الشائك وإشعال اطارات مطاطية وحاويات نفايات في محيط السفارة، ما اضطر القوى الأمنية الى فضّ الاعتصام بالقوة.

وكتبت “النهار”، عمد متظاهرون إلى حرق إطارات ومجسم لترامب والعلم الإسرائيلي تنديداً بالقرار الأميركي قبل أن يحاولوا اقتحام حاجز أسلاك شائكة، فيما عملت القوى الأمنية على استخدام خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيلة للدموع لإبعاد المتظاهرين عن الأسلاك الشائكة من دون أن تنفع الدعوات لالتزام التعبير عن الرأي من دون إحداث أعمال شغب.

وعمل الصليب الاحمر على نقل حالات اغماء في صفوف المتظاهرين بسبب الغاز المسيل للدموع.

من جهته، استغرب أمين الهيئة القيادية في حركة “المرابطون” مصطفى حمدان “قمع القوى الأمنية المحيطة بالسفارة للمتظاهرين”، وقال: “تظاهرتنا سلمية ومن حقنا التعبير عن تنديدنا بموقف ترامب الجائر حيال القدس”.

يُشار إلى أنّ القوى الامنية قطعت كل الطرقات المؤدية الى السفارة الاميركية في عوكر صباح اليوم ووضعت الاسلاك الشائكة عند مفترق ضبية – عوكر على بعد كيلومتر من السفارة.

هذا وفرضت القوى الامنية من جيش وقوى امن داخلي وفرقة مكافحة الشغب تدابير أمنية مشددة في محيط السفارة الاميركية في عوكر، قبيل التظاهرة الاحتجاجية التي دعت إليها فصائل فلسطينية وحركات يسارية وقومية لبنانية.

اقرأ أيضاً: عن تعاون الاردن وتركيا في سبيل مجابهة قرار ترامب بحق القدس

وبعدما انتشرت معلومات عن دعوة الحزب السوري القومي الاجتماعي مناصريه للإنسحاب من الاعتصام أمام السفارة الاميركية، نفى مسؤول الطلبة في الحزب ما تردد قائلاً: “الاخبار عن انسحابنا من الاعتصام في محيط السفارة الاميركية غير صحيحة وطلابنا لن يتركوا اي ساحة من ساحات النضال التي تخص فلسطين“.

وبعد تهدئة دامت لبعض الوقت أمام السفارة، عمد المتظاهرون الى رشق القوى الامنية بالحجارة، فأطلقت الأخيرة القنابل المسيلة للدموع ما أدى الى تراجعهم. كذلك استعملت خراطيم المياه، وحشدت تعزيزات تحضيراً لإخلاء الساحة من المعتصمين.
هذا ودعا أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الى تظاهرة شعبية كبرى اليوم الاثنين الساعه الثالثة عصرا في الضاحية الجنوبية لبيروت لتسجيل “اوسع حملة ادانة واستنكار واحتجاج وتظاهرة كبرى نصرة للقدس”.

السابق
اشهر خمسة مطاعم شعبية قديمة ما زالت ثابتة في وجه التغيّرات التي طالت بيروت
التالي
ضرب مراسل المستقبل مرفوض ومدان