معرض الكتاب: جنسٌ وأبراجٌ والتقاط للصور.. وقليلٌ من الثقافة!

طغيان كتب الجنس والأبراج على الفكر والثقافة..

انطلق في الأوّل من الشهر الحالي معرض الكتاب الدولي بنسخته الـ61 في معرض البيال – بيروت، الأيام الأولى للمعرض هي الأكثر ازدحاماً، إن لتواقيع الكتب أو لشخصيات الصف الأوّل من سياسيين ورائدين في مجالاتهم ممن يأتون لالتقاط الصور ولانتقاء كتاب أو اثنين مجاملة للأصدقاء!

عند زيارة المعرض عليك أن تحدد مسبقاً ماذا ستقتني من الكتب، كي لا تقع في فخ الأبراج، أو كتب الخواطر التي ينتجها كلّ من كان في رصيده بضع منشورات فيسبوكية “أدبية” حظيت بأكثر من 50 لايك، أو تلك الكتب التي تحمل عناوين الثقافة الجنسية فيقتنيها كلّ باحث عن الرغبة!

السيارات السوداء المفيمة هي الحاضر الأوّل على بوابة المعرض، وهي أوّل ما سيستقبلك، يليها سيارات المجتمع البرجوازي والتي أبطالها العديد من الرجال والسيدات الذين يضطرون -على مضض- لزيارته، حتى يحصلون على بضع صور يكملون فيها “البريستيج” الاجتماعي.

ما إن تدخل المعرض بعدما تتخطى صف السيارات، حتى تلاحظ كيف تتسابق الكاميرات في كل زاوية لالتقاط الصور مع الكاتب والكتاب.. المجاملات تحضر بقوّة كما الابتسامة المصطنعة من المقبلين والمدبرين، وإن سألت صدفة أحدهم عن خلفية الكاتب الذي يهللون له، لكنت وجدت صمتاً طويلاً وحالة من الإرباك.

إقرأ أيضاً: الكتابة والحب والوطن والدولة

بعيداً عن هذا المشهد الفوضوي، يتم الانتقال إلى الدور التي تعرض مخزونها “الأدبي”، والتي يضيع الباحث عن “الأدب” بين رفوفها وأجزائها إن لم يكن قد حضّر قائمته الثلاثية أولاً وهي التي تتألف من “اسم المؤلف – اسم الكتاب – دار النشر”.
بعيداً عن هذه القائمة ستتفاجأ بأسماء لم تسمع عنها قبلاً وربما ولدت “أديبة” في هذا المعرض، أسماء لا سابقة إبداعية لها كتبت صفحات مال بياضها إلى الأصفر وحينما تقلبها تجد كلمات لا تشفي غليل باحث ولا رغبة مطالع.

الأداب المترجمة تكاد تكون مغيبة عن هذا المعرض وذلك استناداً لعدد من الزوار الذين لم يجدوا في ازدحامه مقصدهم، إذ ليس هناك من زاوية مخصصة – بحسب مشاهدتهم- في دور النشر لهذه الأداب، أو ربما كانت موجودة ولكن سوء التنظيم وعدم الفرز بطريقة منطقية حوّل الباحث عن كتاب كباحث عن إبرة في كومة قش.

إقرأ أيضاً: معرض بيروت للكتاب.. في دورته الـ61

بعيداً عن هذه المشهدية، كان هناك إنتاجات جديدة لكتاب وروائيين قد برزوا في المرحلة السابقة لا بد من الإشادة بها، إضافة إلى بعض المحاولات الجديدة التي احترمت عقل القارئ فقابلها ذات الاحترام. باستثناء ذلك فإنّ معرض الكتاب “الدولي”، هو الأضعف دولياً إن على مستوى المضمون أو الحضور أو الإدارة.

السابق
عبد ربه منصور يدعو اليمنيين إلى الانتفاض
التالي
#مباشر.. غارة إسرائيلية على جمرايا قرب دمشق