العلاقة بين «المستقبل» و«القوات» تهتز بعد عودة الحريري و«ندوبات» المشنوق

على ضوء تصريح المشنوق الناقد للقوات اللبنانية أمس، إلى أين ستتجه العلاقة بين الثنائي المستقبل - القوات بعد التباينات الواضحة في المواقف؟ ماذا بعد تريث الحريري عن تقديم إستقالته على سيستقيل وزراء القوات؟ ولماذا هجوم "القوات" على الوزير نهاد المشنوق بدلاً من التوجّه إلى الرئيس سعد الحريري؟

توتر العلاقات بين تيار “المستقبل” و”القوات اللبنانية” لم يعد خفيّا، وما كان يحكى بالصالونات السياسية والإعلامية عن شرخ كبير بين الثنائي بعيد أزمة إستقالة الرياض وظروف الرئيس سعد الحريري الملتبسة، أكّده وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في برنامج “كلام الناس” على قناة الـ “ال بي سي اي” الخميس الفائت، في رسالة وجهها الحريري عبره  إلى رئيس حزب القوات سمير جعجع  بالإشارة إلى أنّ “ما حصل بيننا وبين القوات ترك ندوباً و مآخذنا عليها تطرح خارج اطارالاعلام ولنترك النقاش بين الرئيس والحكيم”.

إقرأ ايضًا: كيف ردّت «القوات» على الوزير المشنوق؟

وقد ردَّت مصادر القوات على المشنوق عبر “الجمهورية”، بالإعتراف بوجود ندوب في العلاقة بين الثنائي “إلا أن هذه الندوب نتيجة تعامل بعض قيادات “المستقبل” التي استغلّت غيابَ الحريري لاستهداف «القوات» لحسابات معروفة”.

وكرّرت “مصادر القوات” هذه الرسالة، وهجماتها على المشنوق، في “الكلمة أونلاين” وفي “النهار” وعلى لسان النائب فادي كرم لـ”LBCI” صباح السبت. المصادر القواتية حاولت توجيه السهام إلى وزير الداخلية، ونأت بنفسها عن التوجّه إلى الرئيس الحريري، في حين أنّ المشنوق يعبّر عن رأي كتلة كبيرة من اللبنانيين ومن المستقبليين، الذين وجدوا أنّ “القوات” سارعت إلى “طعن” الحريري خلال أزمته الأخيرة، خصوصاً خلال مقابلة سمير جعجع على “أم تي في”، حين سطّر محضرا كاملا بما اعتبره أخطاء الرئيس الحريري، كما لو أنّه يبرّر محاولات استبعاده عن الساحة السياسية.

حدّة الأجواء المشحونة هذه عكستها أيضا اتهامات تناقلها مناصرو تيار المستقبل قبل أيام عن “طعن في الظهر” تعرض له الحريري من أكثر من جهة، بإتهام جعجع وشخصيات أخرى في قوى 14 أذار بالتآمر عليه مع السعودية بهدف عزله سياسيا وإستبداله بشخصية سنية، أخرى باعتباره “عاجزا عن مواجهة المحور الإيراني في لبنان”. وهو ما نفته قيادات “القوات” و”المستقبل” جملة وتفصيلا.

ويستند مناصرو “المستقبل” في ذلك على الموقف الذي نقل عن جعجع خلال زيارته الاخيرة الى السعودية، حين انتقد طريقة الحكم في لبنان وسيطرة حزب الله على مفاصل الدولة. كما أن المواقف التي أعلنها جعجع حول إستقالة الرياض كان لها دور بتغذية هذه الشائعات إذ إستغرب كيف أن الحريري لم يستقل قبل هذا التاريخ.

ولكن ماذا بعد تريث الحريري عن تقديم إستقالته على سيستقيل وزراء القوات؟ وإلى أين ستتجه العلاقة بين الحليفين في ١٤ اذار بعد التباينات الواضحة في المواقف على ضوء تصريح المشنوق أمس؟

في هذا السياق،  أكّدت مصدر مسؤول في “القوات اللبنانية” لـ “جنوبية” أن “العلاقة مع المستقبل ممتازة، أما ما قاله بالأمس الوزير المشنوق فهي وجهة نظره ولا تعني رئيس حزب القوات سمير جعجع، ولا تيار المستقبل، ولا حتى وجهة نظر الرئيس الحريري. فدائما في العلاقات بين أي  تيارين يحدث تباين بالأفكار لكن هذا لا يفقد للودّ قضية”. وأشار “إذا كان هناك بعض الشخصيات في “المستقبل” تقارب الأمور بطريقة ما فان هذا لا يعني أن العلاقة  غير جيدة بل على العكس هي أكثر من ممتازة”.

وأكّد المصدر أن “ما جاء على لسان المشنوق يفتقد قليلا للمصداقية، فالأزمة الأخيرة كانت دقيقة وحساسة  كما كانت تطلب تصرفات حكيمة بعيدا عن الإعلام وهو ما جرى الإلتزام به من قبل القوات.  لكن هناك بعض الأشخاص يريدون من الناس التباكي ويزايدون في المسائل الأساسية والجوهرية بالإعلام وهذه ليست سياسة القوات”.

ولفت  إلى أن “القوات كانت  تتوقع أن هذا الكلام الذي صدر عن المشنوق أن يصدر من الأخصام وليس من الحلفاء، مشيرا أن من يتابع مسار القوات يدرك جيدا أن ما تقوله في السرّ تقوله في العلن”. لافتة أن “في المستقبل سيدرك التاريخ والحريري كيف تعامل جعجع مع هذه المسألة. لكن للأسف بعض أصدقائنا في المستقبل بدلا من أن تجعلهم هذه الظروف يتمتعون برؤية حكيمة تصرفوا بشكل عشوائي وكان أوّلها الهجوم على القوات بإتهمها أنها ذبحت الحريري وباعته.

وفي سؤالنا عن تصريحات جعجع في المقابلة الأخيرة لبرنامج “بموضوعية” على الـ “MTV” بتحميله وزر ما آلت إليه الأوضاع في الحكومة قبيل الإستقالة  شددت المصادر نفسها على أن “الحكيم إستعرض جميع الأسباب التي أدت إلى الإنفجار في الحكومة، كما رفض من قريب ومن بعيد تعريض هيبة صورة الحريري لأي اسقاطات، وإعتبر أنه تحمّل ما لا يستطيع أي إنسان تحمله. كما حافظ على كرامته السياسية والمعنوية “.

وأكد أن “جعجع تصرف بشهامة وبمرونة في المكان الصحيح  لكن الآخرين في المستقبل هم من أخطأوا وبدلا من أي يكون هناك خطاب واحد موحد في المستقبل أصبح هناك عدّة خطابات وهو ما أدّى إلى تشتيت الرأي العام وليس تصرّف القوات”هو اامسؤول عن ذلك.

وأضاف المصدر “من المعيب  على من يعتبروا أنفسهم من الصقور أن يلقوا  بفشلهم على الآخرين خصوصا على القوات”.

إقرأ ايضًا: إحباط محاولة لاغتيال المشنوق.. وزياد عيتاني كان المخطط

وفي سؤالنا إذا كان هذا الأمر يرتبط بعدم إطلالة الوزير ملحم رياشي في برنامج كلام الناس أمس كما كان مقررا بعد حديث المشنوق نفت المصدر ذلم مرجعا الأسباب إلى أن “رياشي كان سيتكلم بالأمور الإعلامية وليس بالشأن السياسي، وقد يكون قد طرأ عليه إجتماع ضروري”.

وخلص المصدر في “القوات اللبنانية” إلى التأكيد على أنّ “العلاقة بتيار المستقبل علاقة إستراتيجية، قد تمرّ بنوع من التباين في وجهات النظر الا انها ثابتة”.وعن إمكانية إستقالة وزراء القوات من الحكومة قال المصدر خاتما إنّ “الأمور تدرس على ضوء المعطيات المستجدة”.

السابق
خروج الأسد ووقف الخطط الإيرانية؟
التالي
الاسطورة ماريا مارسيدس تستعرض فستان زفافها الاسطوري