اجتماع وزراء الخارجية العرب: مأزق لبناني جديد!

مأزق جديد يواجه لبنان مع دعوة السعودية وزراء الخارجية العرب إلى إجتماع طارئ للبحث في التدخلات والإعتداءات الإيرانية. فكيف سيكون موقف لبنان على ضوء التجارب الماية بالخروج عن الإجماع العربي، وفي ظلّ التصعيد الذي يشنّه الرئيس عون اليوم على السعودية؟

فيما لا  تزال ارتدادات أزمة  إستقالة الرئيس سعد الحريري دون سابق إنذار قائمة، وفي ظلّ التوتر في العلاقات اللبنانية – السعودية سيكون لبنان أمام امتحان عربي دقيق، إذ سيكون على موعد يوم الأحد المقبل  مع مأزق جديد يزيد الطين بلة. حيث دعت المملكة العربية السعودية  وزراء الخارجية العرب إلى إجتماع طارئ لمناقشة التدخل الإيراني في الشؤون العربية في مقر الجامعة العربية في القاهرة.

إقرأ ايضًا: علاقة لبنان مع السعودية في عهد عون…الى أين؟

ومن المرتقب إجتماع وزراء الخارجية على إتخاذ موقف عربي واضح وصريح  بشأن الإنتهاكات والتدخلات الإيرانية ، تتوجّه الأنظار إلى مقعد لبنان والموقف الذي سوف يصدر عن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي من المفترض أن يحضر الإجتماع.

وتكمن أهمية هذا الموقف أنه يتزامن مع تصاعد الأزمة اللبنانية – السعودية من جهة، ومع تجارب باسيل السابقة في مثل هذه المحافل العربية بخروجه ثلاث مرات عن الإجماع العربي والتي يرى البعض فيها دعماً لإيران على حساب المحور العربي. وقد نأى وزير الخارجية  بنفسه من إدانة الإعتداء على السفارة السعودية في طهران، خلال المؤتمر الاسلامي في جدة، وحيداً مقابل 57 دولة عربية واسلامية، في مشهد مكرر لما حصل في إجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة العام الفائت، ومن تنصّل باسيل من إعلان الرياض الذي صدر في ختام القمة الإسلامية ـ الأميركية التي عقدت مؤخرا.

والمفارقة اليوم أن رئيس الجمهورية ميشال عون أعلن صراحة أن السعودية تحتجز الرئيس الحريري مع عائلته، معتبرا ذلك عملا عدائيا ضدّ لبنان. وأضاف “ما حصل ليس استقالة حكومة بل اعتداء على لبنان وعلى استقلاله وكرامته وعلى العلاقات التي تربط بين لبنان والسعودية “.

كما وقد صرّح عون  أمام المجلس الوطني للإعلام اليوم (الثلثاء) أنه “سيلبي مبدئيا الدعوة للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب”، مشيرا إلى انه في حال  اثير موضوع الازمة التي نشأت عن تقديم الحريري استقالته وما تلاها فسنواجه بالذرائع والحجج”.

 

فعلى ضوء تأزم الأوضاع والمضي في التصعيد، كيف سيكون موقف لبنان في هذا الإجتماع الطارئ؟ وهل سيخرج عن الإجماع العربي للمرّة الرابعة؟

وفي هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضوّ، الذي أشار إلى أن “لبنان سيكون أمام مأزقين، الأوّل يتمثل بأنه لا سلطة في لبنان في الوقت الحاضر مخولة لإتخاذ موقف دستوريا. فالذهاب إلى جامعة الدول العربية وفقا لجدول الأعمال المطروح يفرض على مجلس الوزراء الإجتماع لإتخاذ موقف لبنان الرسمي والذي ينقله وزير الخارجية أو سفير لبنان في الجامعة. وتابع ” وفي ظلّ غياب رئيس الحكومة وإستقالته ووجوده في المملكة وعدم إمكانية عقد جلسة لمجلس الوزراء، يواجه لبنان أزمة دستورية تتمثل بالجهة الرسمية التي يجب ان تتخذ القرار ومدى شرعيتها ومدى تمثيلها للشعب اللبناني وللمؤسسات الرسمية”.

أما المأزق الثاني، فهو سياسي ودبلوماسي وبحسب ضوّ “المملكة اليوم لا تطرح مصير “حزب الله”، بل تطرح موضوع إطلاق صاروخ باليستي على أراضيها تتهم فيه إيران وحلفاءها والمطلوب من الدولة اللبنانية  إتخاذ موقف”. وتساءل” هل ستتخذ الدولة موقفا بالنأي بالنفس بمعنى أنها غير معنية بصاروخ إستهدف الرياض؟ ام ستسنكر؟ وبالتالي فالنأي بالنفس في هكذا موضوع مشكلة كبيرة لأنه ليس موضوع نزاع داخلي بل يتعلّق بإعتداء على دولة عربية”.

ورأى أنه “عمليا، لا شيء يلوح في الأفق يوحي بإمكانية إتخاذ لبنان موقفا متضامنا مع المملكة ، ومن المتوقع أن تذهب الأمور إلى تعقيد أكثر”. مشيراً إلى أن “هذا الأمر  ينعكس بشكل سلبي على الرئيس الحريري الذي يتحضّر للعودة إلى لبنان في اليومين المقبلين ومن الغير المعلوم  إن كان سيعود قبل أو بعد الإجتماع يوم الأحد”.

وأضاف ” لا أعلم مدى إمكانية تحمّل الحريري  تفرّد باسيل بإتخاذ موقف دون العودة إلى مجلس الوزراء ودون التنسيق مع رئيسه، في حال لم يتخذ لبنان موقفا متضامنا مع السعودية”.

إقرأ ايضًا: العلاقات اللبنانية – السعودية تتأرجح: النموذج القطري على الطاولة!

وفي سؤالنا عن ردّ فعل المتوقع من قبل السعودية خصوصا أنها لن تكون المرّة الأولى التي يخرج عنها باسيل عن الإجماع العربي، وعن مدى إمكانية تعليق عضوية لبنان بالجامعة العربية. إستبعد ضوّ ان تصل إلى الأمور إلى هذا المنحى سيّما أن الموضوع لا يتعلّق بلبنان كدولة، إنما الموضوع المباشر يتعلّق بالإعتداء على السعودية وموقف الدول العربية.

وخلص ضوّ بالقول “فلننتظر لنرى كيف ستجري الأمور، لكن الأكيد أن السعودية لن تتعامل معنا إلّا بمثل ما نتعامل معها. ففي حال لم يتضامن معها لبنان من الطبيعي أن تختار المملكة الحفاظ على مصالحها ولكن من غير المعلوم كيف ترى مصالحها. لكن الأكيد أن إجتماع جامعة الدول العربية سيكون مأزقا إضافيا للبنان”.

 

السابق
المغرب تبدأ خطة «المساجد الخضراء» لإنارة دور العبادة بالطاقة الشمسية
التالي
الخيال «الإعلامي» يواكب إقامة الحريري في السعودية