العلاقات اللبنانية – السعودية تتأرجح: النموذج القطري على الطاولة!

هل سيكسر حزب الله وحلفاؤه مجدداً العلاقة الأخوية مع دول الخليج والمملكة العربية السعودية خصوصًا؟

تسببت التغريدة التي أطلقَها يوم أمس الإثنين وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان على صفحته الخاصة على موقع “تويتر”، في إحداث بلبلة في الداخل اللبناني، إذ هاجم فيها حزب الله موجهاً سهامه أيضا إلى الدولة اللبنانية وذلك بقوله: «ما يفعله حزب الشيطان من جرائم لا إنسانية في أمّتِنا سوف تنعكس آثارُة على لبنان حتماً، ويجب على اللبنانيين الاختيار معه أو ضدّه. دماء العرب غالية”.

هذا التحذير السعودي القديم المستجد والشديد اللهجة إلى لبنان أثار تساؤلات حول كيفية انعكاس غضب المملكة من ممارسات حزب الله على لبنان. سيما أن السبهان تقصّد إستخدام تعبير “حزب الشيطان” إضافة إلى أنّه فرض على الدولة اللبنانية ضرورة الإختيار إما أن تكون بصفّ حزب الله أو ضده.

وكان سبهان في وقت سابق أكد أن جهود الجيش اللبناني تثبت أن المؤسسات الشرعية هي وحدها التي تحمي الدول. مثنيا على جهود الجيش اللبناني في محافظته على أمن واستقرار . وقال في تغريدة له أنّ “الوطنية وليست الطائفية هي من يبني الدول”.
فهل ستشهد العلاقات السعودية – اللبنانية توتراً مجدداً بعدما شهدت مؤخراً هدنة أوصلت العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا؟ وهل سيكسر حزب الله مجددا العلاقة الأخوية مع دول الخليج والمملكة العربية السعودية خصوصًا؟

في هذا السياق، رأى الصحافي والمحلل السياسي راشد فايد في حديث لـ “جنوبية” أنّ “السعودية تمارس حقها في تقييم الأمور من زاوية مصالحها الإستراتيجية وعلى اللبنانيين أن يراعوا مصالح وطنهم وأن يسعوا اليوم إلى أن يتمسك لبنان بتاريخه في العلاقات مع محيطه العربي”.

الكاتب والصحافي راشد الفايد
الكاتب والصحافي راشد الفايد

وفيما يتعلّق بتوقيت تصريح السبهان أشار إلى أن “السعودية والبحرين ومصر والإمارت يخوضون معركة مباشرة مع قطر بسبب مواقفها المبهمة من إيران وبالتالي هناك اطراف أخرى “شبه” دولة السعودية تنبهها إلى محاذير انغماسها في الموقف الإيراني”.

اقرأ أيضاً: العلاقات الإيرانية – السعودية: تقاربٌ ديبلوماسي يقابله تصعيد في الساحات

وعن التقارب السعودي – الإيراني مؤخرا وعودة العلاقات الدبلوماسية بينهما، إعتبر فايد أنّ التقارب بين هذين البلدين مجرد تمنيات وهو بحاجة إلى قاعدة عمل”. مشيرا إلى أنه “في عزّ الحرب الباردة كان هناك علاقات بين موسكو وواشنطن فهذا لا ينفي أن العلاقات متوترة”.

وفي الختام رأى فايد أنّ “السياسة السعودية تسير في طريق توضيح الأمور أكثر في العلاقات مع الجميع، إذ لم يعد يمكن السكوت عن المواقف الملتبسة “. وتابع”فالسعودية التي واجهت قطر بشكل مباشر فيما يتعلق بعلاقتها مع إيران لن تتأخر في وضع لبنان أمام مسؤوليته وتحديد موقفه بينها وبين إيران”.

وكانت قد شهدت العلاقات بين الدولتين الشقيقيتين لبنان والسعودية توتراً مؤخراً مع خروج لبنان عدة مرات عن الإجماع العربي في القمم العربية قبل عام والقمة الإسلامية – الأميركية التي حصلت مؤخرا في شهر أيار الفائت.

السابق
حسين يوسف يأسف لمراعاة داعش: اي انسانية هذه؟
التالي
نصرالله لداعش: اذهبوا فأنتم الطلقاء