الخيال «الإعلامي» يواكب إقامة الحريري في السعودية

دفعت استقالت الحريري من الرياض الى انتشار العديد من الروايات والشكوك حول حقيقة اقامة الحريري في المملكة العربية السعودية.

رافقت استقالة الرئيس سعد الحريري المفاجئة من الرياض، يوم السبت الفائت انتشار العديد من الروايات والشكوك حول حقيقة اقامت الحريري في السعودية في الوسائل الاعلام اللبنانية والاجنبية وصلت حدّ الحديث عن الاقامة الجبرية.

بدأت الاشاعات تكبر لتتحوّل الى وقائع أقرب للحقيقة قبل عشرة أيام، عند تقديم الحريري لاستقالته في الرياض ، لينتشر بعدها الحديث عن اقامة جبرية وعن ممارسة  السعودية لضغوطات كبيرة على الحريري كي يتخذ هذه الخطوة.

وفي سياق متصل، تحوّل اللبنانيون إلى محللين وأخصائيين في الطب النفسي ولغة الجسد وأخذوا يعلقون على تفاصيل غير واقعية مرتبطة بالرئيس الحريري وبسفره واستقالته، وذلك بهدف الابتعاد عن السبب الأساسي لهذه الاستقالة والذي هو ما يفعله حزب الله في لبنان بدعم من المحور الإيراني.

إقرأ أيضاً: سعد الحريري… صدمتان لا صدمة واحدة

لقد وصلت الفبركات الاعلامية في تزوير الصور واختراع مصادر منسوب اليها كلام “موثوق” حدّ ابتداع مقال عنوانه  “سعد الحريري والخيانة العظمى” مترجماً الى لغة العربية في موقع “وكالة العربية لاخبار” ونسبه الى صحيفة دير شبيغل الألمانية ولكاتب اسمه فرانتز شتانماير، الا ان المفارقة من خلال البحث فيgoogle  ان الصحيفة المذكورة لا مقال فيها بهذا العنوان ولا كاتب بهذا الاسم.

ومن جهتها وكالة “رويترز” نشرت مقال عنوانه” حصري- كيف انقلبت السعودية على رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري؟” زعمت خلاله انه “حين وصل الحريري الى الرياض لم يكن هناك صف من أمراء سعوديين أو مسؤولين حكوميين كما هو المعتاد لاستقبال الرجل كرئيس لوزراء لبنان في زيارة رسمية للاجتماع مع الملك سلمان”.

ليثير مقال رويترز ضجة كبيرة مما دفع البعض للقول أنّه قد كتب في المطبخ الإيراني.

ومن جهة اخرى ذكرت صحيفة الديار ان صحيفة “لوموند” الفرنسية قد تحدثت في تقرير لها ان السفير الفرنسي قد زار الرئيس سعد الحريري في قصر، وان السفير الفرنسي رفع تقريراً الى الرئيس الفرنسي ووزارة الخارجية الفرنسية، اشار من خلاله الى انه لدى وصوله الى قصر الحريري قد شاهد 3 سيارات للشرطة السعودية كذلك قد شاهد ضابطاً و 6 عناصر من الجيش السعودي وان السفير الفرنسي لم يستطع الانفراد بالرئيس الحريري.

ولكن في الحقيقة ومن خلال البحث نرى ان الصحيفة “لومند” قد اشارت في مقالها الى ان” الرئيس الفرنسي قد ناقش الوضع في لبنان مع ولي عهد المملكة العربية السعودية، محمد بن سلمان” مضيفةً ان”فرنسا تعتقد ان الحريري حر في تحركاته في السعودية”، مؤكدةً ان”  كل ما يهم الدولة الفرنسية هو استقرار لبنان وان هناك حلا سياسيا سريعا”.

وفي المقابل فإن العديد من القنوات اللبنانية قد احضرت خبراء نفسيين ومحللين من اجل التحدث عن ملامح  وجه الحريري ونبرة صوته وحتى كلامه ، من اجل معرفة ان كان الحريري  حزين او خائف او محتجز.

وانشغل اللبنانيين خلال اطلالات الحريري الى البحث عن ساعة الـ “smart watch” التي  اعتاد رئيس الحكومة سعد الحريري أن يرتديها والتي أصبحت جزءا منه في كل مقابلاته وزياراته بحيث قد ربطوا اختفاء الساعة بإحتجازه، لتظهر الساعة مجدداً في يده اثناء لقائه مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي قد اثاروا جدلاً حول حقيقة “الرجل المجهول الهوية” الذي ظهر خلف الاعلامية بولا يعقوبيان اثناء مقابلتها مع الحريري وفي يده ورقة، وذلك من خلال نشر الفيديو والتأكيد من خلاله ان الحريري هو تحت الضغط،

لتؤكد بعدها  يعقوبيان  ان ما حدث هو خطأ تقني وان هذا الشخص هو ضمن فريق عمل الحريري.

إقرأ أيضاً: ملاحظات أساسية حول استقالة سعد الحريري

ولم تتوقف التحليلات هنا بل وصلت الى حد انتشار عبر تطبيق “واتساب” فيديو تظهر فيه الإعلاميّة بولا يعقوبيان مع شخص سعودي وهي تتحدث معه تحت الهواء، مع توضيح ان يعقوبيان كانت تقول للسعودي “طالما ما في نت، أعطوه تلفون” فيجيبها “تلفون ما نعطيه”

لتوضح بعدها الاعلامية ان هذا الفيديو هو صحيح وهي التي نشرته عبر حسابها الخاص “انستغرام” الا ان العبارة المرفقة مع الفيديو غير صحيحة

لتؤكد انها كانت تتحدث مع احد التقنيين وتسأله عن الفارق في الصوت او delay .

ومن هنا نستطيع القول ان علينا  انتظار عودة الحريري الى لبنان من اجل قطع الشك وفهم ما جرى معه.

السابق
اجتماع وزراء الخارجية العرب: مأزق لبناني جديد!
التالي
المدمنون ضحايا التقصير في تطبيق قانون المخدرات