القصة الكاملة لخطة «حزب الله» الاطاحة بالحريري بدءا من نيويورك!

احمد عياش

العاصفة التي أثارها لقاء وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مع وزير خارجية النظام السوري وليد المعلمّ على هامش أعمال الدورة العادية للامم المتحدة في نيويورك لا يبدو أنها تتجه الى الانحسار بل على العكس فإن المعطيات المتداولة في أروقة “المستقبل” تشير الى انها ستتصاعد إنطلاقا من الاهداف التي ذهب لقاء نيويورك الى تحقيقها ,فما هي هذه الاهداف؟
في معلومات ل”النهار” من أوساط بارزة في “المستقبل” انها كانت تتابع منذ فترة ملامح مخطط للاطاحة بحكومة الرئيس سعد الحريري يقف وراءه “حزب الله” وذلك منذ أن أصبح موضوع إجراء الانتخابات النيابية في الربيع المقبل إستحقاقا لا يمكن الرجوع عنه مهما كانت المبررات.ولذلك جرى البحث في كيفية الاطاحة بالحكومة الحالية كي لا تكون مكلفة الاشراف على إجراء هذه الانتخابات والاتيان بحكومة تكون في موقع التبعية الكاملة للحزب على أن يكون رئيسها مطابقا لمواصفاتها.وقد تردد على هذا الصعيد إسم الوزير السابق عبد الرحيم مراد المعروف بصلاته القوية بدمشق و”حزب الله” على السواء.

اقرأ أيضاً: مقاومة ومقاولة

رب سائل:ما هي مصلحة رئيس الجمهورية ميشال عون الذي يدين بالفضل للحريري بوصوله الى قصر بعبدا في تشرين الاول الماضي أن يكون منخرطا في هكذا سيناريو يؤدي الى تطيير حكومة يترأسها من سهّل إنتخابه رئيسا؟تجيب أوساط “المستقبل” على هذا السؤال بقولها ان هناك معطيات تشير الى ان الاطاحة بحكومة الحريري لا تهدف فقط الى إفقاده فرصة الفوز في الانتخابات المقبلة,بل تهدف أيضا الى تأمين إنتخاب رئيس جديد للجمهورية هو الوزير باسيل نفسه وهو أمر يلبي مصلحة الرئيس عون الذي ينظر بقلق الى إحتمال إجراء إنتخابات رئاسية مبكرة لأي سبب من الاسباب ويكون النائب سليمان فرنجية هو الاوفر حظا فيها. من هنا يمكن فهم مضمون اللقاء الذي جمع باسيل والمعلم في نيويورك والذي لم يحقق أي نتيجة منطقية تتصل بملف النازحين السوريين في لبنان.بل كان بمثابة بطاقة إنتساب الى مخطط الاطاحة بالحكومة الذي سيحظى بكل دعم داخلي ممثلا ب”حزب الله” وبدعم إقليمي ممثلا بدمشق وطهران.وعليه سيكون باسيل الذي كان في العام 2011 نجم الاطاحة بحكومة الحريري الاولى نجما مرة أخرى في الاطاحة بحكومة الحريري الثانية ولكن هذه المرة مقابل الوصول الى قصر بعبدا خلفا للرئيس عون.
ولا تستبعد أوساط “المستقبل” ان تكون هناك ضغوط جديدة لإسقاط الحكومة إذا لم ينجح الاهتزاز الحكومي الذي بدأ بعد لقاء نيويورك في الوصول الى هذه الغاية. وفي هذا الاطار تستحضر الاوساط “المستقبلية” كل التجارب التي سبق ل”حزب الله” أن جرّبها منذ إغتياله الرئيس رفيق الحريري وفق إتهام المحكمة الخاصة ولغاية اليوم ومنها على سبيل المثال مسلسل الاغتيالات التي طاولت رموزا في قوى 14 آذار ومحاصرة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة طويلا قبل تدبير إنقلاب 7 أيار 2008 والنزول بالقصان السود قرب السراي عشية الاطاحة بحكومة الحريري الاولى .وهنا لا بد من السؤال :ماذا في جعبة الحزب من جديد أو قديم لفرض التغيير الحكومي وبالقوة؟
في إجتماع ضيق لعدد من الشخصيات السياسية الموالية للحكومة كان البحث يدور حول كيفية مواجهة الانقلاب الجديد الذي يتجه محور دمشق-طهران الى تنفيذه في لبنان.وفي خلاصة لهذا البحث كان هناك إتفاق على ضرورة الصمود في مواجهة هذا الانقلاب بكل الوسائل المتاحة خصوصا وان الظروف التي كانت سائدة عام 2011 لم تعد قائمة سنة 2017.ومن هذه الظروف ان رئيس النظام السوري بشار الاسد الذي كان يحكم بقبضة من حديد أصبح الان تابعا للقبضة الروسية التي أنجدته وأنجدت معه طهران بعدما كادا أن يهزما عام 2015.ثم أن طهران التي تواجه تحديات في غير ساحة من ساحات الشرق الاوسط ليست كطهران قبل ستة أعوام عندما كانت تمتلك قدرات أفضل بكثير من قدراتها اليوم.
ما شاهدناه من ردة فعل غير المسبوقة من وزير الداخلية نهاد المشنوق على تصرف الوزير باسيل في الامم المتحدة والتي تتدحرج تباعا ككرة ثلج وصلت بالامس الى كتلة “المستقبل” ستتوالى فصولا مع الاخذ بالاعتبار ان هناك “شعرة معاوية” لا تزال قائمة بين السراي وقصر بعبدا.وفي المعلومات ان الرئيس الحريري سيبذل قصارى جهده كي لا تنقطع هذه الشعرة لكن ذلك يتوقف على الطرف الذي يمسك بالجانب الاخر من الشعرة والذي إذا ما أراد أن يقطعها فإن باب التطورات مشرّع على كل الاحتمالات.إنها مرحلة في غاية الخطورة يقف لبنان على إعتابها اليوم!

السابق
الكعكة السورية..  مخطط وتقسيمات غربية والعرب غائبون
التالي
وكالة مهر الإيرانية تحرض على المحامي طارق شندب وتهدد بقتله!