تحالفات الجبل الانتخابية تخلط الأوراق وتربك جنبلاط

ثمانية أشهر تفصلنا عن الإنتخابات النيابية، وعلى الرغم من الجدل التقني حول أدواتها وتنفيذ ما تبقّى من آليات لتطبيق القانون الجديد المعتمد على النسبيىة، إلا أنه بدأت ترتسم ملامح التحالفات المستجدة وهو ما يبقى رهنا للتطورات والمشاورات بين القوى المختلفة.

على الرغم أن المدّة الفاصلة كفيلة بفك تحالفات وبناء تحالفات أخرى، إلّا أن المعطيات تشير إلى ان التحالفات في دائرة الشوف – عاليه باتت واضحة بين الاشتراكي والقوات اللبنانية من جهة والتيار الوطني الحر وتيار المستقبل من جهة أخرى.
وأمام هذه السيناريوهات المطروحة السؤال الذي يطرح نفسه هل يستطيع جنبلاط مواجهة الحلف المستقبلي – العوني وهل ستكون معركة “الحزب الإشتراك” في الإنتخابات المُقبلة معركة “الحد من الخسائر” بعدما كانت في السابق “تحقيق الإنتصارات الساحقة”، في هذه الدائرة التي تتشكل من ثلاثة «بلوكات» طائفية كبيرة (موارنة ودروز وسنة)، والتي يتزعمها رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط .
في الإنتخابات الفائتة العام 2009 كان المشهد مختلف تماماإذ كان الإنقسام سياسياً بامتياز بين قوى مُنضوية ضُمن تحالفي “8 و14 آذار” بخطوطهما العريضة، وقد فازت لائحة قضاء الشوف التي كانت مدعومة من قبل كل من أحزاب “التقدمي الإشتراكي” و”القوات اللبنانيّة” و”تيّار المستقبل” على اللائحة المُنافسة المدعومة من “التيّار الوطني الحُرّ” ومن القوى الدرزيّة والسنّية المحسوبة على قوى “8 آذار”. كما فازت لائحة قوى “14 آذار” على لائحة قوى “8 آذار” في قضاء عاليه أيضاً.
لكن كيف سيكون المشهد بعد إعتماد مبدأ التصويت النسبي بدلاً من الأكثري، وبعد دمج كل من “الشوف” و”عاليه” في دائرة إنتخابيّة واحدة، وفي ظلّ خلط الأوراق الكبير في التحالفات السياسيّة، كيف هي التوقّعات بالنسبة إلى نتائج دورة العام 2018 من الإنتخابات النيابيّة، وما هو مصير “الزعامة الجنبلاطيّة” في المنطقة التي تتحضر لانطلاقة عهد الوريث تيمور جنبلاط؟
في هذا السياق، أكّد الباحث في الشركة “الدولية للمعلومات محمد شمس الدين في حديث لـ “جنوبية” “حتى الآن من المبكر الحديث عن التحالفات في الإنتخابات النيابية بشكل عام دائرة تعتبر شوف – عاليه من أكبر الدوائر من حيث عدد النواب إذ يبلغ عدد المقاعد في الشوف 8 و5 مقاعد في عاليه أي 13 مقعدا. أما من حيث عدد الناخبين في هذه الدائرة فهو ما يقارب 325 ألف تشكل الطائفة الدرزية منها حوالي 120إلى 125 ألف ناخب ويصل عدد الناخبين المسيحيين إلى الرقم نفسه، أم الطائفة السنية فيبلغ عدد ناخبيها حوال 60 ألف والطائفة الشيعية نحو 8 ألاف”. كما أنه بالنسبة للقوى الأساسية في دائرة الشوف – عاليه فيتشاركها كل من “حزب التقدمي الإشتراكي، تيار المستقبل، القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ كذلك الحزب الديمقراطي اللبناني والحزب السوري القومي الإجتماعي”.

ورأى شمس الدين أنه “من المبكر الحديث عن التحالفات في هذه الإنتخابات، إلا أنه في المبدأ كانت التحالفات في الانتخابات الفائتة عام 2009 بين القوات والتيار الوطني والإشتراكي سويا مقابل التيار الوطني بمفرده”.

إقرأ أيضاً: لبنان ومسخرة الانتخابات!

وفي سؤالنا عن إمكانية الطلاق الانتخابي بين الإشتراكي والمستقبل في الانتخابات المقبلة رأى أنه “بالرغم من الخلاف بينهما الا أنه في مكان ما ممكن أن يحدث التقاء بينهما مجددا سيما أن هناك 8 أشهر لاجراء الانتخابات وليس بالضرورة أن يكون على حساب التيار الوطني إذ ممكن أن يتم التواصل إلى تحالف يضم القوى الاربعة الأساسية”.
أما في حال إجتمع الإشتراكي والقوات مقابل المستقبل والتيار الوطني أشار شمس الدين أن “القوى تصبح شبه متعادلة سيما أن الإشتراكي والقوات لديه حضور. وهذا ما يحدد أيضا الرأي العام السني في إقليم الخروب في حال سيكون مع المستقبل ضد جنبلاط أو سينقسم، وهو ما يحدّد حجم الكتلة النيابية للحزب الإشتراكي لأن عمليا هذه الكتلة السنية الكبيرة تتأثر بجنبلاط وكذلك المستقبل، فعندما يلتقيا لا مشكلة إنما في حال حصل الإنفصال يجب معرفة موقف الناخبين في الإقليم إذا كان مناصفة أو مع أي من الجانبين”.

إقرأ أيضاً: دائرة الشوف-عاليه: عرين جنبلاط و«القوات» للدعم !

لكن كيف سيكون خيار زعيم المختارة في حال إختار حليفه الأزرق الدخول في المعركة مع التيار الوطني ضد سائر القوى، قال مصدر مقر من حزب التقدمي الإشتراكي أن جنبلاط حريص على العلاقات مع جميع القوى السياسية إلا أنه في حال تحالف المستقبل مع التيار الوطني سيكون جنبلاط حريص على العلاقة القوات والأحرار وباقي المكونات في الجبل. مشيرا إلى أنه جميع القوى السياسية ستخسر بموجب القانون الجديد، لافتا إلى أنه صيغة التحالفات الانتخابية بين القوى لم تنضج بعد وهي رهنا للتطورات السياسية”.

السابق
دعوة «التحالف المدني الإسلامي» للاعتصام أمام مجلس النواب نصرة لعطلة يوم الجمعة
التالي
التراضي في عقد البطاقة البيومترية يثير خلافات وشكوك