هل روسيا بوارد الضغط على سوريا لترسيم الحدود مع لبنان؟

عملية "فجر الجرود" التي انتهت بنجاح الجيش اللبناني بهزيمة الجماعات الإرهابية ودحرهم من الأراضي اللبنانية، أتاحت لجنود الجيش اللبناني الانتشار في شمال شرق لبنان قرب الحدود غير المرسمة مع سوريا للمرة الأولى.

انتشر جنود الجيش اللبناني الشهر الفائت بعد أسبوع من المعارك مع “داعش” في منطقة جرود رأس بعلبك وجرود القاع، والتي انتهت باتفاق قضى بانسحاب عناصر التنظيم الارهابي من جانبي الحدود اللبنانية السوري وتم نقلهم الى الحدود مع العراق عبر صفقة مشهودة مع حزب الله اثارت جدلا واسعا، ولكن من ناحية ثانية ساهم ما حصل بإعادة النقاش حول قضية ترسيم الحدود اللبنانية – السورية التي حاولت الحكومة اللبنانية ترسيمها العام 2010 “لكن الجانب السوري لم يتجاوب معها”. وهي الاشكالية المزمنة بين البلدين اللذين يتشاركان حدودا على طول 330 كيلومترا غير مرسمة في أجزاء كبيرة منها خاصة في شمال شرق البلاد. وهذا ما جعل الحدود طوال سنوات منطقة سهلة للاختراق من قبل المهربين والإرهابيين.

هذا وكان الأمين العام لـ “حزب الله” السيّد حسن نصر الله طرح هذه الإشكالية فور صدور بيان قيادة الجيش وهو ما استدعى مطالبة قوى لبنانية متعددة الاتجاهات بانتشار قوات الأمم المتحدة (اليونيفيل) على طول الحدود مع سوريا وهو الأمر الذي تعرقل فيما بعد مع رفض الأمم المتحدة توسيع مهام اليونيفيل في لبنان.ليصبح الخلاف اليوم حول عودة التطبيع مع النظام السوري وتفاوض الحكومة اللبنانية بشكل مباشر مع النظام السوري لتعويمه بعد ما أصبح في حال عزل.

وفس هذا السياق، تأتي زيارة الرئيس سعد الحريري إلى موسكوللبحث في مجموعة من الملفات أهمها تسليح الجيش اللبناني والبحث مع المسؤولين الروس الطلب من النظام السوري إتمام عملية ترسيم وتحديد الحدود اللبنانية – السورية.

في هذا السياق، رأى العميد الركن الدكتور هشام جابر رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة لـ “جنوبية” أن “الحدود مرسومة على الخريطة إنما غير مجسمة على الأرض وأشار إلى زيارة الرئيس الحريري إلى روسيا وما يحكى عن طلبه تدخل أو وساطة من موسكو لرسم الحدود اللبنانية الروسية في وقت أنه يوجد معاهدة وإتفاقيات بين الدولتين دون إدخل العنصر الروسي، فقال “مع كامل الإحترام لجهود الحريري ومقاصده الطيبة وضرورة ترسيم الحدود أن الجانب الروسي سيتدخل في هذا الشأن”. وأضاف لن ينحصر النفوذ الروسي في سوريا بالخلاف مع السوريين بشأن ترسيم الحدود”.

إقرأ أيضاً: روسيا من المنقذ للنظام إلى «لوسيط» انتداب يستعيد تجربة سوريا في لبنان

ورأى أن ” روسيا ليست في مكان مناسب وجهزة للضغط على السوريين لأنه حتى ان حصل فإنه لن يتم الوصول إلى نتيجة وهناك ضرورة لتفعيل الإتفاقيات بين لبنان وسوريا ونحن نطالب بحقوقنا من السوريين”.

وشدّد على أن “ترسيم الحدود يقتضي أن نضع السوريين أمام مسؤلياتهم وأن نتصرف كدولة وتكليف لجان خاصة بلبنان التي تستطيع التواصل مع السوريين وتطالبهم بهذه الحقوق لأنه أمر ضرور جدا”.

وأضاف “هناك معاهدة عقدت في عهد الرئيسين الياس الهراوي ورفيق الحريري مع سوريا تحت إسم “معاهدة الأخوّة والتعاون” تتضمن عدة إتفاقيات أمنية وإقتصادية وزراعية وتجارية.. “. وأضاف “فليقم الرئيس بري بطرحها على المجلس النيابي أو بتفعيلها أو إلغائها”.
كما رأى أن “ترسيم الحدود لن يتمّ إلا بالإتفاق بين لبنان وسوريا والضغط الروسي يمكن أن يستخدم سياسيا ولكن لا تأثير له في هذا الموضوع”.

إقرأ أيضاً: العلاقات السورية اللبنانية وتهافت مقولة «لبنان سلخ عن سوريا» .. التغريبة السورية 4

فيما يتعّلق بقدرة الجيش على الإنتشار على طول الحدود اللبنانية – السورية وضح جابر أن الجيش اللبناني يمتلك فوجين للحدود كل فوج يتألف من 600 عنصر. وتلك المنطقة بحاجة لقوة لبنانية كافية قادرة على حراسة الحدود وضبطها من عمليات التهريب التي نشطت عقب الحرب السورية”.
وتساءل هل البريطانيون مستعدون لتجهيز الجيش بإمكانيات يستطيع من خلالها تأدية هذه المهمة، التجهيزات التي قدموها للجيش في وقت سابق انحسرت فقط في منطقة رأس بعلبك. لافتا إلى أن “هناك قبل كل شيء يجب البحث بإمكانية تنفيذها لوجيستيا. فالترسيم يقتضي تجهيز الجيش بالعتاد اللازم”.
وفي الختام تمنّى جابر أن ينتهي هذا الملف والملف الآخر في مناطق شبعا وحق لبنان فيها، الذي يشكل أيضا نقطة بارزة، إذ يعتبرها الجانب السوري سورية وإسرائيل تستغل هذا المنطق السوري لتبقي على احتلالها له”.

السابق
السبهان: القتل والارهاب نصر وشرف.. عن أي شرف يتحدثون؟
التالي
بالفيديو: رجلٌ يحاول قتل المارة في حي السلم