الصور الحقيقية لـ«مجازر بورما» أكثر رعباً من المفبركة!

المجازر أكبر من التوصيف، ودائرة الظلم والدموية تتسع.

منذ العام 1784 وتعاني الأقلية المسلمة “الروهينغا” من الاضطهاد، إذ أعلن البوذيون الحرب عليهم ليضموا بذلك إقليم “أركان” إلى بورما.

هذا الاضطهاد لم يتوقف على مدى العقود الماضية، لترتفع حدته في السنوات الماضية في ظلّ صمت دولي وعربي.

قضية مسلمي “الروهينغا” انفجرت مؤخراً، وبالتحديد في الـ25 من آب العام الحالي والذي شهد انتهاكات مروعة  مارسها الجيش المينماري  مستخدماً بذلك أبشع أنواع التعذيب من ذبح واغتصاب وقطع للرؤوس وحرق للأطفال والنساء، الأمر الذي أدّى إلى فرار أكثر من 27 ألف شخصاً بحسب ما اعلنت عنه الأمم المتحدة إلى بنغلادش مؤخراً.

فيما كشف مجلس الروهينغا الأوروبي ما جانبه عن مقتل ما يقارب الثلاثة آلاف.

هذه المأساة بكل ما تحمله من مأساوية لم تخلُ من محاولة التشويه، إذ تمّ تداول العديد من الصور التي لا تمت لهذه الحادثة في صلة،. انطلاقاً من هذا الواقع أقدم عدد من الناشطين في مقدمتهم الناشط المدني الدكتور حسن شمص والمحامي حسن بزّي على توزيع التعميم التالي:

تعتمد المخابرات الأميركية و أعوانها أسلوب نشر صور غير صحيحة عن المجازر في بورما – ميانمار و الهدف من ذلك مسألتان :

الأولى زعزعة ثقة الناس بما ينشر عن مظلومية الاقلية المسلمة و ما تتعرض له من إبادة عرقيةمن قبل البوذيين تحت جنح الظلام الإعلامي .

الثانية حجب انتباه الجمهور عن المجازر المرتكبة في اليمن و ليبيا و العراق و سوريا من قبل العدوان الاميركي و أعوانه .

لذلك ندعو الأصدقاء إلى ما يلي :

1- عدم نشر صور تفتقد للدقة في مصدرها و تواريخها .

2- مشاركتنا في الاعتصام رفضاً للمجازر التي ترتكب في ميانمار و ذلك يوم غد الخميس أمام مبنى الاسكوا – ساحة رياض الصلح في تمام الساعة الخامسة و النصف عصراً .

نرجو التعميم و تحويل النواح الفايسبوكي الى موقف فعلي من خلال الاعتصام“.

 

في هذا السياق تواصل موقع “جنوبية” مع الناشط المدني الدكتور حسن شمص الذي أكد أنّ “الهدف من الحراك هو استنكار المجازر بحق الاقلية المسلمة ببورما واستنكار الصمت الدولي بحق حكومة ميانمار علماً ان الجيش والحكومة يساهمان بإبادة المسلمين وليس فقط الشعب ضد بعضه”.

موضحاً أنّ “الاضطهاد ضد المسلمين بدأ منذ الحرب العالمية الثانية أيّ حينما كانت الدولة هناك ديكتاتورية، ولكن مع الانتقال المزعوم للديمقراطية في ميانمار استكمل الاضطهاد بوتيرة اعلى لاسباب سياسية وانتخابية أيضاً”.

إقرأ أيضاً: ذبح واغتصاب وحرق وقطع رؤوس: مسلمو «بورما» يبادون في صمت وتخاذل!

مضيفاً ان “الروهينغا لا يأخذون أبسط الحقوق الانسانية والمدنية، فلا جنسيات ولا وظائف ولا حق تملك بالإضافة للتنكيل بإعتبار انهم مهاجرين غير شرعيين من بنغلادش والدول المجاورة لميانمار.”

وعن سؤالنا عن سبب الصمت الدولي والعربي فقال” الصمت للأسف عربي وليس دولياً، فماليزيا وأندونيسيا وبريطانيا وحتى اميركا جميعها دول أدانت اعمال العنف بحق الروهينغا، فيما تركيا هددت بالتصعيد”.

أما عن صور المفبركة التي يتم تداولها فقال شمص “الصور المفبركة خطيرة جداً، كما أنّه يمكن بكل بساطة تجميع صور حقيقية اشد رعباً من الصور المتداولة، هناك مقالات ومشاهد من ال cnn و bbc تصف الوضع المأساوي هناك، نحن لسنا بحاجة لصور ملفقة”.

إقرأ أيضاً: بورما: الارهاب لا ينطبق الا على المسلمين

ليؤكد أنّ “الغاية من الصور المفبركة هو القول أنّ ما يحدث هناك كذب ولا شيء من الحقيقة وكله تلفيق”، مضيفاً “صحيح بعض الصور ملفقة ولكن هناك حقيقة لا تلغى وهي ان المجازر حقاً تحدث هناك رغم انها قليلة”.

هذا وخلص شمس أنّه ما حرب في بورما، موضحاً أنّه في الحرب يوجد طرفان متنازعان يتقاتلان، بينما نحن – بحسب كلامه- لم نسمع عن بوذي أو أيّ عنصر من الجيش قد قتل او جرح، بل هناك تطهيرعرقي بحق اقلية مسلمة، وهذا التطهير تقوده جهات حكومية وجيش على األى مستوى ضد من لا يملك حتى سكين يدافع بها عن نفسه.

السابق
اشتباك وحجز رهائن في خلدة!
التالي
سعد لـ«جنوبية»: وقف الهدر يؤدي إلى تمويل أربعة أضعاف قيمة السلسلة