الأكراد.. يقسّمون العراق وإيران وتركيا وسورية

ينتظر الكرد الظروف المؤاتية لحلّ أزمتهم التاريخية، من خلال تمرير مشروعهم عبر تقاطع مصالح بينهم وبين روسيا من جهة، وبينهم وبين أميركا من جهة أخرى.

الإيرانيون الأكراد في طهران يترقبون تنظيم استفتاء الاستقلال في كردستان العراق، هذا الخبر اللافت تنقلته وسائل اعلام عالمية بالتزامن مع سعيّ أكراد سورية للمرة الاولى لاجراء انتخابات للنظام الفيدرالي في مناطق سيطرتهم. اضافة الى اعلان كردستان العراق منذ فترة النيّة اجراء استفتاء حول الاستقلال عن الدولة المركزية. وذلك بحسب “الجزيرة. نت”.

إقرا ايضا: هل تُهدي كردستان الديموقراطيةَ للعراق؟

ففي الذكرى المئوية لإتفاقية سايكس- بيكو، التي رسَّمت حدود الكيانات الحالية على أنقاض السلطنة العثمانية، يعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من ابرز المتحمسين لإعادة النظر بهذه الإتفاقية، واعادة ترسيم حدود بعض الدول العربية الى دويلات مذهبية منها سورية الجارة اللدودة.

لكن النظام بقيّ، والأكراد، ألدّ أعداء تركيا، يسعون لإقامة أول دولة على حدود تركيا، اضافة الى دولة كردستان العراق “نواة كردستان الكبرى”.

لكن، واشنطن نفسها التي رسمت خرائط الدولة الكردية منذ نصف قرن أعادت حساباتها، حيث رفضت مؤخرا تمسُّك أكراد العراق بإجراء استفتاء على استقلال إقليمهم في 25 أيلول المقبل، وطلبت إرجاء هذه الخطوة. لأن أي استفتاء انفصالي كردي، يصب في مصلحة “داعش” التي تحاربها واشنطن في العراق وسورية!

لذا، نشطت الإتصالات مع أربيل العراقية لمنع الإستفتاء أو تأجيله، وهو غير مُلزم قانوناً أصلا، من هنا يتَّجه مسعود البارزاني  رئيس اقليم كردستان العراق، الى إعلان تأجيل عملية الاستفتاء هذه. علما ان البيت الكردي الداخلي لا يبشّر بالوحدة للأسباب التالية: ابرزها تعدُّد الأحزاب الكردية وتمايزها عن بعضها عقائدياً وقومياً وسياسياً، بحيث يتوزَّع الأكراد على 6 أحزاب في العراق، و4 في تركيا، و2 في كلٍّ من إيران وسورية.

كما ان أكراد إيران لا يطالبون بالانفصال لانهم يتمتعون بحقوقهم كمواطنين إيرانيين، إضافة الى خوف الأكراد المقيمين في الداخل التركي، من دفع الأثمان وطنياً وسياسياً وأمنياً واجتماعياً.

ورغم ان الكلام يتواتر عن استعداد أكراد سورية لإجراء أول انتخابات في مناطق سيطرتهم شمال البلاد، عبر عقدهم لسلسلة اجتماعات لممثلين محليين بمشاركة ممثلين عن أحزاب كردية وعربية وسريانية لتعريفهم بآلية الاقتراع والانتخابات التي ستتم على ثلاث مراحل أولها في 22 أيلول، وذلك وفق “وكالة الأنباء الفرنسية”. حيث قالت قيادية كردية للوكالة في القامشلي: “نقوم خلال هذه الفترة بشرح العملية الانتخابية بحيث نعقد اجتماعات مع المجالس المحلية والمكونات الاجتماعية لتوضيح مسار الآلية الانتخابية”.

ففي آذار 2016، أعلن الأكراد النظام الفيدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال سورية، وقسّموها إلى ثلاثة أقاليم هي الجزيرة، والفرات، وعفرين. وفي المرحلة الأولى، سيتم انتخاب الرئاسات المشتركة في “الكومونات”. وفي المرحلة الثانية في الثالث من تشرين الثاني يتم انتخاب مجالس محلية للنواحي والمقاطعات التي يتألف منها كل إقليم. ويصار في المرحلة الثالثة والنهائية في 19 كانون الثاني إلى انتخاب “مؤتمر الشعوب الديموقراطية” لكل إقليم من الأقاليم الثلاثة التي ستتمتع بصلاحيات تشريعية محلية. كما سيتم في اليوم نفسه انتخاب “مؤتمر الشعوب الديموقراطية” العام الذي سيكون بمثابة برلمان عام على رأس مهماته تشريع القوانين ورسم السياسة العامة للنظام الفيدرالي.

وكان الأكراد قد أقروا في 30 كانون الأول الماضي دستورا للنظام الفيدرالي أطلقوا عليه “العقد الاجتماعي”، كما وضعوا قانونا للانتخابات يحدد سن الاقتراع بـ18عاما. والهدف من النظام الفيدرالي، الذي تعارضه الحكومة والمعارضة السورية على حد سواء، ليس تقسيم سوريا، بحسب (فرانس24). لكن الواقع يقول غير ذلك.

مع العلم ان عدد اكراد سوريا يتراوح ما بين مليون ومليوني نسمة، وفي العراق يصل الى حوالي خمسة ملايين نسمة، وفي تركيا ما بين 20 الى 25 مليون نسمة. اما في ايران فيبلغ عددهم ستة ملايين.

ويطلقون على هذه الفيدرالية، المؤمل قيامها بين هذه الدول الاربع مجتمعة، اسم “روجافا”. بحسب ما صرّح الخبير في الشأن الكردي عباس الحسيني لموقع “جنوبية”.

إقرا ايضا: الكرد يخسرون سوريا أم سوريا تخسرهم

وفيما يخص الادارة الذاتيّة، يرى الاكراد انها قادمة عبر ما يُسمى “الفدرلة”، وهو نظام يحميّ المكونات الإثنية. وثمة انقسام بين مكونين كرديين اساسيين في كردستان العراق، وفيدرالية شمال سوريا، مما يعني ان هناك انقساما داخل القومية الكردية الواحدة الامر الذي يؤخر قيام الدولة الكردية المنتظرة.

السابق
فرح النصر وغصّة الشهادة…
التالي
مكتب باسيل يرد على «جنوبية»: أكاذيب وأضاليل