تحرير «تلعفر» يجعل الحدود السورية العراقية بيد طهران

قريبا سيكون حلم تحرير الأراضي العراقية من الدواعش حقيقة في ظل ربط المدن العراقية بالمدن السورية مباشرة، وظهور ما سمي بـ"الكوريدور" الايراني.

أكد قائد محور الشمال التابع للحشد الشعبي، أن تحرير مدينة تلعفر يعني الوصول إلى الحدود السورية- العراقية، اي إنهاء ملف “داعش” عسكريا.

إقرأ ايضا: تركمان ‘تلعفر’ بشمال العراق يصدّون هجوماً لـ’داعش’

ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية، عن قائد المحور، أن تحرير تلعفر عملية استراتيجية، تكمن في ان “تحرير تلعفر يعني الوصول إلى الحدود السورية وقطع الطريق على الدواعش، حيث ستكون المنطقة آمنة كليّا. وتحرير تلعفر يعني أيضا إنهاء الملف العسكري لداعش”.

لكن يأتي تأخير عمليات تحرير تلعفر في جزء منه الى الواقع السياسي الذي يتعلق بسكانها التركمان، والى ان القطعات المشاركة في تحرير تلعفر كانت تحاتج للراحة، بعد معارك الموصل التي استغرقت ثلاثة اشهر.

وانطلق سير المعركة من على مشارف المدينة من محاورعدة، حيث ستحسم المعركة خلال أيام. ويذكر أن قوات الحشد الشعبي والقوات العراقية الأمنية يواصلان لليوم الثالث عملياتهما العسكرية لتحرير قضاء تلعفر من سيطرة تنظيم “داعش”، حيث تمكنت من تحريرعدة قرى فضلا عن السيطرة على شبكة انفاق بطول 250 متر، وقتل عشرات الارهابيين.

علما ان معركة الموصل أو ما سميّ “قادمون يا نينوى” هو هجوم مشترك لقوات الأمن العراقية مع الحشد الشعبي، وقوات البشمركة في كردستان العراق، وقوات التحالف لاستعادة السيطرة على الموصل، فبدأت الحرب البرية في تشرين الاول 2016.

وقد أعلن عن بداية العملية العسكرية رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في 17 تشرين الاول 2016، والتي تهدف إلى إنهاء وجود تنظيم الدولة وإعادة الموصل إلى السيطرة الحكومية العراقية. وذلك بحسب (ويكيبيديا).

وتُشير بعض التقارير الى أن هناك مخاوف من أزمة إنسانية، اذ يمكن أن يستخدم المدنيين كدروع بشرية للقتال من قبل “داعش”، حيث يَصل عدد المدنيين في الموصل الى مليون ونصف تقريبا.

ففي الاول من تموز الفائت، تمكنت القوات العراقية من الوصول إلى بقايا جامع النوري ومنارته الحدباء، حيث أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن إنتهاء “دويلة باطل الداعشية”. وأعلن في بيان النصر وتحرير الموصل في 10 تموز2017.

ومن المعلوم، انه حوالي 60 ألف جندي شاركوا في المعركة تمكنوا من قتل 25 ألف مسلح، ونزوح ما يقارب مليون شخص من الموصل منذ انطلاق العمليات العسكرية لتحريرها في شهر تشرين الأول الماضي. وأعلن مجلس محافظة نينوى أن 80% من مدينة الموصل دمرت بالكامل، كما نفذت طائرات التحالف الدولي حوالي 20 ألف طلعة جوية قتل فيها حوالي خمسة آلاف مسلح.

مع الاشارة الى ان وصول الحشد الشعبي العراقي الى الحدود السورية، يعد خطوة كبيرة على طريق إقامة ممر بريّ يصل ايران المطلة على بحر قزوين، بالبحر الابيض المتوسط، مرورا بالعراق وسورية، والمعروف باسم بــ”الكوريدورالإيراني”.

ويعتبر وصول الحشد الى الحدود السورية نقطة تطوّر في خط سير الأزمة السورية، اذ سينطلق مسار فصل مناطق سيطرة “داعش” عن بعضها البعض بين كل من العراق وسورية.

إقرأ أيضا: جسر «إمبراطوري» إيراني بين القصير السورية وتلعفر العراقية

وفي حال تمددت عناصر الحشد باتجاه الجنوب على الحدود السورية ستحصل مواجهة مباشرة مع “داعش” ضمن الاراضي السورية. ومع وصول الحشد الى الحدود السورية يعني أن الفرصة باتت سانحة أمام إيران لانطلاق مشروع إنشاء خط مباشر يربطها بالساحل السوري على البحر الابيض المتوسط عبر الأراضي العراقية والسورية، بحيث تتمكن من مساعدة الحكومة السورية ومسانديها اللبنانيين ومدهم بالسلاح والتجهيزات. بحسب وكالة (بي بي سي عربي).

وفي حال لم تتوصل طهران ودمشق والاكراد السوريين، الى اتفاق وتفاهم، فلن يبقى امام طهران سوى التوجه جنوباً.

السابق
العلاقات الأميركيّة – الروسيّة الى تراجع… بانتظار أيلول القادم
التالي
ترامب في عين العاصفة.. والفضائح ما زالت تلاحقه