هل يستطيع ترامب ان يتملّص من الاتفاق النووي مع إيران؟

يثير الرئيس الاميركي دونالد ترامب زوبعة دبلوماسية في محاولة يقول عنها مراقبون انقلابا على الاتفاق النووي مع ايران. فهل هذا الاتفاق محميّ من الامم المتحدة؟

شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على ضرورة أن يبذل المجتمع الدولي أقصى جهد بُغية عدم السماح بنسف الاتفاق النووي المبرم بين إيران ومجموعة 5(+1). ويعتبر غوتيريش أن “خطة العمل الشاملة المشتركة، بشأن برنامج طهران النووي، أحد أهم الإنجازات الدبلوماسية التي تعكس السعي الدولي إلى السلم والأمن، ويتعين علينا فعل كل ما بوسعنا بغية حمايتها”، بحسب “وكالة انباء فارس”.

إقرا ايضا: قرار ترامب ضد إيران.. للحد من نفوذها التوسعيّ في المنطقة

ويذكر أن الاتفاق النووي أصبح على وشك الانهيار في ظل تصعيد التوتر بين طهران وواشنطن منذ توليّ دونالد ترامب رئاسة البيت الأبيض، حيث واصلت واشنطن فرض اجراءات حظر جديدة على إيران، رغم اعترافها بأن طهران تلتزم بالصفقة.

وقد حذّر الرئيس الإيراني حسن روحاني من أن طهران قد تنسحب من الاتفاق خلال ساعات معدودة، في حال اتخاذ واشنطن إجراءات حظر جديدة.

من جهة أخرى، يحاول ترامب تأكيد اتهاماته تجاه إيران فيما يخصّ خرقها للاتفاق النووي المبرم معها منذ عام 2015. حيث أوعز الى اعضاء مجلس الأمن القومي بضرورة جمع أدلة تساعد في تأكيد اتهاماته لطهران بانتهاكها بنود الاتفاق النووي، بحسب “نيويورك تايمز”.

وتحاول واشنطن تغيير بنود الاتفاق، بعد ايعازها لعدد من الدول بالاستعداد لإعادة فتح المفاوضات مع ايران أو انسحاب واشنطن من الاتفاق، كما فعلت مع اتفاقية باريس بخصوص التغيّر المناخي.

وقد بدأت واشنطن باثارة الموضوع مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا حول امكانية دخول مواقع عسكرية في إيران في ظل وجود شكوك وجود عن ابحاث نووية داخلها.

وفي حال امتناع طهران عن السماح لمفتشي الوكالة بالدخول الى مواقعها العسكرية، فان الرفض سيدفع الولايات المتحدة الى اعلان طهران منتهكة للاتفاق.

فالاتفاق النووي عبارة عن اتفاقية تنفيذية يستطيع ترامب فسخها بمجرد تجاهل البند الذي ينص على رفع العقوبات عن إيران، لان توقيع المعاهدة يحتاج الى أغلبية الثلثين للمصادقة عليه، وهذا ما لم يحصل في عهد الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما.

وقد امتعض ترامب كثيرا لأن الانسحاب من الاتفاق لم يكن بين الخيارات المتاحة له، إذ صرّح لـ”وول ستريت جورنال” ان طهران “غير ملتزمة”.

بالمقابل، لا تتشارك الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاقية مثل بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا مع ترامب موقفه من الاتفاقية.

مع الاشارة الى طهران استقطبت بعيد تنفيذ الاتفاق النووي نحو 12 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية، بحسب وكالة(RT) الروسية.

إقرا ايضا: أبرز بنود الاتفاق النووي بين ايران والغرب

اذ شهد الاقتصاد الايراني انفراجا بُعيد اعلان الاتفاق، وسجلت لجنة الاستثمارات الأجنبية في الأشهرالأولى استقطاب نحو 9.176 مليارات دولار من الاستثمارات الأجنبية. وفي نهاية العام وصلت الى 12.50 مليار دولار.

فهل يُوقف تهديد طهران وعيد ترامب المستمر لها بفسخ الاتفاقية النووية؟ ام ان الامور آخذة نحو التصعيد والعودة الى نقطة الصفر؟

السابق
سامي الجميل: ماذا حصل في الادعاء على علي مملوك في قضية تفجير مساجد طرابلس؟
التالي
الرئيس عون وسيطاً بين زوجتي الموسيقار الراحل ملحم بركات!