اللواء ابراهيم يفاوض ومجلس الدفاع: لتحرير الأرض من الارهاب

اللواء عباس إبراهيم
عقد المجلس الاعلى اجتماعا امس برآسة رئيس الجمهورية ميشال عون وبحضور رئيس الحكومة سعد الحريري والوزراء المعنيين والقادة العسكريين، وقد أكد الرئيسان عون والحريري ان الحكومة ملتزمة بـ «تحرير الأراضي اللبنانية من الإرهاب، كما هي ملتزمة بالتحالف الدولي ضد الإرهاب وهي لن تتهاون ولن تضيع أي فرصة لمكافحة الإرهاب والتصدي له وردعه».

وبحسب صحيفة الجمهورية فقد تكتَّمت مصادر المجلس الأعلى للدفاع عن مجريات النقاش والقضايا التي تناوَلها في اجتماعه أمس برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القصر الجمهوري، وصَفت مصادر وزارية شارَكت في هذا الاجتماع البحثَ بأنّه «كان عميقاً ومسؤولاً وطرحت خلاله ملفّات شديدة الحساسية تتطلّب مقاربةً دقيقة وعميقة يُتوخّى منها الوصول الى النتائج المرجوّة في ترسيخ الأمن اللبناني عموماً».

اقرأ أيضاً: معركة الجرود: فصل من مناقصة في مشهد إقليمي كبير

وذكرَت هذه المصادر «أنّ منطقة الجرود بشقَّيها جرى تقويمُها بالتفصيل وفق تقارير حول ما جرى وما قد يَجري في جرود منطقة رأس بعلبك، وكان هناك ارتياح شامل إلى طردِ «جبهة النصرة» من جرود عرسال وتقويم جدّي لدور الجيش اللبناني في تلك المنطقة». إلّا أنّ المصادر لفتت الى أنّ أفكاراً عدة طرِحت للنقاش خلال الاجتماع ومِن ضمنِها ضرورة التنسيق اللبناني ـ السوري.

المفاوضات مع داعش

وبحسب المعلومات التي تملكها «اللواء» فإن المفاوضات على انسحاب «داعش» سلماً من الجرود، ومن ضمنها الكشف عن مصير الأسرى العسكريين قائمة «على السخن»، بمعنى أن عمليات قضم التلال المشرفة على مواقع «داعش» والتي لجأ إليها الجيش في الأيام الأخيرة، بالاضافة إلى القصف المدفعي والصاروخي الذي عنف في اليومين الماضيين، كان من ضمن استراتيجية المواجهة العسكرية، وأن الهدوء الذي شهدته جبهة الجرود أمس، ربما كان بمثابة الفرصة الأخيرة امام التنظيم للتسليم، اما باستمرار المواجهة في الميدان، أو الرضوخ لشروط الانسحاب بالتفاوض خصوصاً وأن الجيش جهز كل مقتضيات المعركة، بالعناصر والسلاح والذخيرة، ولم يعد امامه سوى تحديد ساعة الصفر، التي بالتأكيد لم تعد بعيدة.
وأكدت مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان اجتماع مجلس الدفاع والذي أتى مواكباً لمتابعة السلطة السياسية لإجراءات الجيش استعرض بالتفصيل الوضع الأمني والوقائع الميدانية المتصلة بتحرك الجيش المقبل من خلال خرائط عرضت حول معركته ضد الإرهابيين في رأس بعلبك وجرود القاع.

الجيش يداهم جرود القاع

وقالت المصادر إن تأكيدا برز على أن الجيش موجود على الأرض وهو ممنوح الغطاء السياسي ويملك كامل الصلاحيات للتصرف وفق ما يراه مناسبا لإنجاز مهمته في أقصر وقت ممكن وخسائر أقل.
وقالت إنه قادر على حسم المعركة التي تكتمت المصادر عن إعلان شيء عنها لضمان نجاحها بعدما تم تناول أهمية أبعاد أي معلومات عن الجيش وتحركاته الميدانية بما قد لا يخدم الهدف ويؤثر سلبا على المهمة.

لا تنسيق مع الجيش السوري

بالمقابل علمت «الحياة» من مصادر وزارية أن الاجتماع الذي شارك فيه أيضاً الوزراء أعضاء المجلس وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية اتسم بتناغم سياسي بين عون والحريري الذي جدّد رفض الحكومة كل أشكال الشراكة أو التنسيق مع القوات النظامية في سورية أو مع أي طرف آخر، في إشارة إلى «حزب الله».
ونقلت المصادر الوزارية نفسها عن رئيس الجمهورية قوله، إن لا هوادة في التصدي للمجموعات الإرهابية والتكفيرية وإن لبنان جزء من التحالف الدولي في تصديه للإرهاب ولا مانع إذا اقتضت الضرورة من التواصل معه، وهذا أمر ليس بغريب.
وأكدت أنه جرى تجديد ثقة المجلس بقيادة الجيش وتفويضها تحرير جرود القاع والفاكهة ورأس بعلبك من المجموعات الإرهابية، على أن يعود لها وحدها تحديد التوقيت للبدء في الهجوم لأنها أدرى بالوضع الميداني على الأرض، ولديها القدرة القتالية لتحرير الجرود.
ولفتت إلى أن المداخلات التي سادت الاجتماع أجمعت على أن «قيادة الجيش هي سيدة القرار ولدينا ملء الثقة بها في التوجه في خلال الإعداد للمعركة أو أثناء حصولها إلى اللبنانيين ومخاطبتهم».
وكشفت أن قيادة الجيش أعدت خطة إعلامية متكاملة ستطل بها على اللبنانيين كلما اقتضت الحاجة ببيانات واضحة حول سير المعركة. وقالت إن وحدات الجيش المنتشرة في مواجهة الإرهابيين أحسنت الرد على قصف «داعش» لأطراف بلدة القاع ومشاريعها في محاولة لاستدراجها لبدء المعركة بالتوقيت الذي يريده.

اقرأ أيضاً: «السلسلة» بلا تمويل… فهل يردّها رئيس الجمهورية؟

وأكدت أن وحدات الجيش من خلال قصفها المدفعي والصاروخي للمنطقة التي ينتشر فيها «داعش»، تمكنت من حشره في بعضها، إضافة إلى أنها نجحت في سد المنافذ المؤدية إلى الكهوف والأنفاق التي تأوي إليها المجموعات الإرهابية.
وإذ تحدثت عن ارتياح مجلس الدفاع إلى الاستعدادات التي تقوم بها وحدات الجيش تمهيداً لبدء الهجوم الشامل، نقلت المصادر في المقابل عن الحريري قوله، إن لا ضرورة للتنسيق أو للشراكة مع النظام في سورية لضرب «داعش» لأن هذا النظام هو من أحضره إلى الجرود وقد يحاول أن يحشره في المنطقة التي يتواجد فيها، لدفعه للجوء إلى الجرود اللبنانية.
ونفت المصادر كل ما يشاع عن بدء مفاوضات مع «داعش»، وقالت إن النظام في سورية لا يريد استقبال المجموعات التابعة لهذا التنظيم وهو قد يستغل بدء الهجوم للضغط عليهم للفرار إلى الجزء اللبناني من الجرود.

السابق
بالفيديو: سجن الحيوان في قفص حديدي وتمتع بحرقه!
التالي
بالصورة: انتحل صفة مسؤول في حزب الله وأقدم على السرقة