المعركة ضدّ داعش قادمة ونصرالله يعلن جهوزيته مع الجيش السوري

جرود عرسال
على وقع قصف الجيش اللبناني اليوم، لجرود رأس بعلبك في البقاع حيث مواقع تنظيم "داعش" الإرهابي، أبدت أوساط سياسية ارتياحها من جهوزية قيادة الجيش التي أنجزت خطة عسكرية متكاملة تقوم على قضم الأماكن التي تتمركز فيها المجموعات الإرهابية بعد تقسيمها إلى مربعات أمنية.

شدّد السيد حسن نصرالله في كلمة له أمس على أن “الذي سيقوم بالعملية العسكرية في الجرود اللبنانية ضد “تنظيم داعش” هوالجيش اللبناني، أما طلب مساعدة أميركية فهو اهانة للجيش اللبناني”، مؤكدا “أننا نعلق آمالا كبيرة على وجود عون رئيسا في الحرب ضدالارهاب”.
وأعلن “أننا في حزب الله حيث نحن في الاراضي اللبناني بتصرف وخدمة الجيش”، مشيرا الى أن “الجبهة السورية ستفتح على داعش حيث سيكون الجيش السوري وحزب الله والجبهة ستكون واحدة وتوقيتها بيد الجيش اللبناني ونحن جاهزون”.
ودعا نصرالله الى “وضع الكيد السياسي جانبا والتعاطي مع المعركة ضد داعش بأخلاق، خصوصا أن هذه المعركة تحظى بإجماع لبناني كبير”، متوجها الى قيادة “داعش” قائلا: “هذه المعركة خاسرة وأحسبوا اموركم جيدا”.

اقرأ أيضاً: هل سيتعرّض لبنان لحصار اقليمي بسبب حزب الله؟

في هذا الوقت كشفت المصادر نفسها لصحيفة “الحياة” أن الوحدات العسكرية باشرت منذ أيام قصف المنطقة وأن وتيرة حجم القصف المدفعي والصاروخي ارتفعت أمس في شكل ملحوظ تجاوزت استطلاع واستكشاف مواقع “داعش”، موضحة إنها باشرت في استخدام أسلحة غير مسبوقة كأنها أرادت توجيه رسالة لمئات المسلحين من “داعش” المتمركزين في الجزء اللبناني من الجرد، بأن كثافة النيران عينة لما سيكون عليه القصف في الأيام المقبلة فور تحديد ساعة الصفر لبدء عملية التحرير. ونقلت المصادر عن مرجع أمني لبناني قوله إن قضم المنطقة سيتم على دفعات وإنه لم يعد أمام داعش سوى الاستسلام أو الانتحار، خصوصاً أن الوحدات العسكرية باتت تسيطر بالنار على هذه المنطقة وتمكنت من سد كل المسارب على الإرهابيين.
ولفتت إلى أن لدى الوحدات العسكرية أسلحة متطورة قادرة الآن على تحويل الأماكن التي توجد فيها المجموعات الإرهابية إلى أرض محروقة، ونفت وجود مفاوضات مع داعش من أجل إخلاء المنطقة. وقالت إن قيادة الجيش تشترط معرفة مصير العسكريين المخطوفين لديه.

وفي سياق متصل، أفادت مصادر عسكرية لصحيفة “المستقبل” إلى أن “ما يُعطي المعركة ضد داعش في جرود القاع ورأس بعلبك بُعداً قاسياً ويُنذر بوضع صعب، هو أنه ليس لعناصر داعش مخيمات ولا أهال يُمكن أن يخافوا عليهم أو أن يُقدموا بسببهم بعض التنازلات على غرار ما حصل في جرود عرسال، حيث انتهت العملية العسكرية بمفاوضات أفضت إلى خروج النصرة مع آلاف المدنيين. وهذا الأمر لا يُمكن أن يحصل في جرود القاع ورأس بعلبك إلا في حالة وحيدة وهي أن يطلب الإرهابيون تسليم أنفسهم للجيش تحت الضربات التي سوف يوجهها الجيش لهم، والتي من المتوقع أن تنتج عنها خسائر في صفوف داعش تفوق حجم النتائج والتوقعات المُرتقبة.

وفي ما يتعلّق بالمعلومات التي تحدثت عن تأجيل قائد الجيش العماد جوزيف عون زيارته للولايات المتحدة الاميركية، بسبب اقتراب إعلان ساعة الصفر للبدء بمعركة جرود القاع ورأس بعلبك، نفت مصادر عسكرية هذا الامر بشكل قاطع، مؤكدة انه حتّى الساعة، فان الزيارة سوف تبدأ في موعدها المحدد والمقررة في 12 آب الحالي، وهي تأتي في إطار الدعم المتواصل للمؤسسة العسكرية.

احتفالية القاع بالمحررين

رأت أوساط سياسية لصحيفة “الراي” الكويتية أن “حصول احتفالية القاع بالشكل الذي تمّت فيه وما تخلله من مواقف لمسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا الذي وجّه الشكر للرئيس السوري بشار الأسد يعكس عملياً الواقع المأزوم للقوى السياسية التي لا تتفّق مع خيارات الحزب والتي تجد نفسها عالقة بين انعدام التوازن لأيّ مواجهة وبين استثمار حزب الله هذا الواقع لتسهيل إكمال وضع اليد على الداخل اللبناني”.
وسالت الأوساط أنه “اذا كان تولي الجيش اللبناني مهمة دحْر داعش من جرود رأس بعلبك والقاع من شأنه احتواء الأضرار الداخلية والخارجية لانتزاع حزب الله مهمات جديدة من الدولة رغم خشية بعض الدوائر من مسار هذه المعركة مع تنظيمٍ غالباً ما تُطرح علامات استفهام حول ارتباطاته والأكلاف المعنوية والسياسية لأيّ تنسيقٍ ولو اضطراري مع الجيش السوري اخصوصاً حزب الله او لأيّ مسارات سلبية مفاجئة بملف العسكريين التسعة الذين ما زالوا في قبضة داعش”.

اقرأ أيضاً: نجاح عملية اجلاء النصرة عن عرسال والانظار متجهة نحو داعش

لبنان يدخل على خط أزمة حزب الله – الكويت

أكدت مصادر مطلعة لصحيفة “الجريدة” الكويتية أن “الحكومة اللبنانية شكلت وفداً وزارياً رسمياً لزيارة الكويت خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك عقب تسلُّمها أواخر الشهر الماضي رسالة منالخارجية الكويتية تتعلق بممارسات حزب الله غير المسؤولة وتدخلاته في الشأن الكويتي، على خلفية قضية خلية العبدلي”، مشيرة إلى أن “الوفد سيناقش معالحكومة الكويتية مضمون الرسالة، لافتة إلى أنه سيقدم تطمينات بشأن الإجراءات التي سيتخذها لبنان لمنع مثل هذه الممارسات الشائنة من حزب الله”.

السابق
تحذيرات نقابية من ردّ قانون سلسلة الرتب والرواتب
التالي
حزب الله لم يستشر الأسد بالهجوم على جرود عرسال