باسلة زعيتر تقصّ «أحلامها الموجوعة»

عن "دار الأمير" في بيروت، صدر حديثاً، للكاتبة اللبنانية باسلة زعيتر مجموعة قصصية موسومة بـ"أحلام موجوعة"، (في طبعة أولى 2017).

وقد صُدِّرت هذه المجموعة بتقديم للكاتب اللبناني علي مهدي زيتون، ومما يقوله في نص التقديم:
باسلة زعيتر التي بدأت تشق لنفسها طريقاً واضحاً إلى عالم الشّعر، لا تستطيع أن تخلع نسكها الشعريّ حين تدخلُ نسكها السّرديّ. فالقصّة عندها كتابة، كتابة وكفى، على حدّ تعبير نبوءة أدونيس. وهي حين تعاين برؤيتها جانباً من جوانب هذا العالم، إنما تحاول أن تنفذ إلى عمق من أعماق ذلك الجانب، لم تصله رؤية أخرى قبلها، ولن تصل إليه أية رؤية بعدها. هذا سرها الذي تحافظ عليه بكل طاقتها.

اقرأ أيضاً: «العنف الأسري/ رجال يتكلّمون» لـ عزّة بيضون…

باسلة منحازة إلى خصوصية رؤيتها، لا تصغي كثيراً إلى الأصوات القادمة إليها من النصوص التي تقرأها، تتمثل تلك الأصوات، تمتص المتعة التي وفّرتها لها، تعيد صوغها متعة خاصة توفرها لقارئ نصوصها من خلال رؤيتها هي. يعني ذلك أن باسلة تسير بتؤدة على درب الكتابة.

كتاب باسلة زعيتر
والمجموعة القصصية التي تضعها باسلة بين أيدينا، هي نتاج تجربة حياتية خصيبة، وفي سنّ مبكرة، فهي متوهّجة شقيقة متوهّجة على مقاعد الدراسة. تستمع إليها فتقدّر أنها تسعى إلى أفق نادر غريب تريد أن تصل إليه وحيدة. ما أريد قوله هو أنها مشروع أديبة، لأن الأديب لا يصبح أديباً إذا لم يتميّز بأمرين: الفرادة، والتوهّج، وهما أمران محققان في باسلة.

اقرأ أيضاً: دلال البزري تكشف عن تجربتها الحزبية في «سنوات السعادة الثورية»

ونقدِّم من المجمعة القصة التالية، والتي تحمل عنوان: “بلا عنوان….”:
عبرنا أزمنة الدخان… بلا هُويّة مضينا نترع المقل آثاماً وانتهاكات… تجرتحنا الخطى رسل موت… تتوّهنا الدرب بقايا ارتحال… وتسلونا الشمس مكوّرين على أنقاض التاريخ، نحاول استجماع رذاذ رماد، علّ شعلة الغابرين توقظ الجمر في روح العمر… فيعلو صراخ محتضر يسيّج نجيع الولادة… رسمتنا الأيام عابري سبيل على محطّاتها… وأخرستنا نداءات القبور… أمّتنا غبار التّلاشي… وهمسنا صدى السكون الغريق في مغاور الضّياع… سراديب عشقنا فتات جوع… ووجودنا شمعة أطفأتها الدماء.. أي حياة نرتجي ونحن المجنّدون لحراسة الخوف… أضلاعنا جسر عبور نحو المنفى… وحكايانا مواسم قحطٍ… كم مرّةً دفنّا أصواتنا وحطّمت أشرعتنا أمواج الغدر… بلا صلاة غدونا نشيّع قلوبنا ونغنّي… ونمضي بلا عنوان… بلا عنوان… بلا عنوان….

السابق
أيهما كان اشد تأثيرا تهديدات أبو خشبة أو نشر «جنوبية» خبر الاستغناء عنه؟
التالي
إعلامية كويتية تصف مايا دياب بالبذاءة والوقاحة