قصة فانوس رمضان: من مصر الى الصين!

الفانوس كان عبارة عن حاجة صنعتها اليد العاملة المصرية ايام الحكام الفاطميين للإنارة في الليل، اما اليوم فبات جزءا من الديكور. مع توّفر أنواع وأشكال منه على اليد العاملة الصينية الماهرة!

عُرفت فوانيس رمضان بأشكالها المختلفة، وألوانها الزاهية، التي تخطف الأنظار، في مصر منذ مئات السنين. وقد تطورت هذه الصناعة وتغيّر شكل الفانوس التقليدي ليخرج بأشكال وتصميمات مختلفة من النحاسي الى كافة انواع الصناعات، وصولا الى الذهبي، بحسب (بي بي سي عربي).

إقرأ ايضا: رمضانُ الأمسِ وفلوكلورُ الحاضِر

وذلك بهدف جذب المصريين لاقتنائه، ولمنافسة الفانوس الصينيّ الذي دخل السوق المصرية في السنوات الأخيرة، وطغى باشكاله على الصناعة المحلية منه.

ففانوس رمضان، هو أحد المظاهر الشّعبيّة الأصيلة في مصر. وهو من الفنون الفلكلورية الّتي نالت اهتمام الفنّانين فنُشرت رسائل جامعية حوله.

وتعود أصول الفانوس، بحسب مصادر “ويكيبيديا”، الى زمن الخليفة الفاطمي الذي كان يخرج إلى الشارع ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون حاملين فوانيسهم مطلقين الاغاني الشعبية، تعبيراً عن سعادتهم بقدوم شهر الصوم. وتعددت الروايات حول اصل الفانوس. الا انه يظل رمزا خاصا بشهر رمضان لاسيما في بلد منشئه مصر.

وقد انتقل تقليد الخروج لاستقبال شهر الصوم بحمل الفوانيس ليلا من جيل إلى آخر ومن بلد الى آخر، حيث لازال الأطفال يحملونها في شهر رمضان والخروج إلى الشارع كما يحصل كل عام في بيروت وطرابلس، اضافة الى مصر، وعدد من المدن العربية، وهم يؤرجحونها مطلقين الاغاني الشعبية المناسبة. رغم ان أول من عرف فانوس رمضان هم المصريين.

مع الاشارة الى ان صناعة الفوانيس لا تتوقف بل تستمر كل السنّة، وتعود الى الظهور في شهر رمضان. فهي صناعة غير موسمية كما يظن البعض، بل دائمة ومستمرة حيث يتم تنويع اشكالها وألوانها، وتصنيعها، وتخزينها ليتم عرضها للبيع في موسمها.

وتُعد القاهرة من ابرز المدن العربية والاسلامية التي تزدهر فيها هذه الصناعة، اضافة الى حيّ الأزهر، وحي الغورية، وشارع السيدة زينب.

وقد شهدت صناعة الفوانيس تطوراً كبيراً، حيث كان الفانوس عبارة عن علبة من الصفيح توضع بداخلها شمعة، تم تركيب الزجاج مع الصفيح مع عدد من الفتحات لتستمر الشمعة في الاشتعال.

لكن بعد فترة وجيزة، تم تشكيل الصفيح وتلوين الزجاج، ووضع النقوش والأشكال. وهناك اشكال وانواع من الفوانيس، مثل: فانوس “البرلمان”، وفانوس “فاروق”، والفانوس الكهربائي.

إقرأ أيضا: شهر «رمضان» الأخير صيفاً.. فما أصل التسمية؟

واللافت انه رغم تخصص مصر بصناعة الفانوس، الا ان الصين غزت السوق بفانوسها الذي يُضيء ويتكلم ويتحرك.

واليوم في العصر الحالي، بات الفانوس التقليدي الذي يعتمد على الشمعة مع زجاج ملون نادر جدا، وقلما يستعمله الناس. وباتت البيوت تزيّن به جدرانها كنوع من ديكور تجميلي تراثيّ ليس أكثر. اضافة الى تزيين المطاعم التراثية جدرانها به لجذب الزبائن.

 

السابق
بالفيديو: اسرائيل تُجري تجربة صاروخية لصاروخ قادر على حمل رأس نووي
التالي
«انتخابات الجنوب»: ارقام ووقائع «تحريف وتهويل وتزوير وطعون»