«اتفاق عمّان».. هل يُطلق الإشتباك الروسي-الايراني جنوب سوريا؟

ثمة هدنة أميركية روسية بخصوص الجنوب السوري، وبالاخص درعا تم الاتفاق عليها وبشكل سري في العاصمة الاردنية عمان. ما هي بعض تفاصيل هذا الاتفاق؟

تسعى موسكو من خلال “إتفاق عمّان” الذي عقد في العاصمة الاردنية بينها وبين واشنطن والمعارضة، الى تأمين معبر اقتصادي آمن لها من خلال فتح معبر نصيب السوري الحدودي مع اﻷردن، تحت حماية فصائل المعارضة السورية، وإدارة مدنيّة من قبل موظفين سوريين رسميين، مع رفع العلم السوري في المعبر، الا ان واشنطن رفضت هذا الطلب.

إقرأ ايضا: إتفاق سريّ أميركي-روسي يحميّ إسرائيل في سورية

فمنذ بداية الهدنة جنوب سوريا والتزام اﻷطراف بها، لم يُسجل منذ إعلانها في التاسع من شهر تموز الجاري، أية طلعات جوية للطيران السوري ولا للطيران الروسي ايضا. ولم تتعد الخروقات القصف المدفعي لبعض الأحياء في درعا في المناطق القريبة من طريق دمشق- عمان الدولي.

وكان «إتفاق عمّان» الذي تم بين موسكو وواشنطن والمعارضة السورية، وبدعم أردني قضى بوقف شامل ﻹطلاق النار جنوب سورية، ووقف كامل للاعمال العسكرية. ولا تزال بنود الإتفاق طيّ الكتمان رغم بعض التسريبات. وبحسب موقع “المدن” الالكتروني ثمة نقاط لم يتم الإتفاق عليها، أبرزها شمول الهدنة مدينة الغوطة الشرقية.

وكانت اﻹجتماعات قد عقدت في عمّان بحضور مبعوث أميركي إلى سورية هو مايكل راتني، والمعارضة السورية، حيث نوقشت آلية مراقبة وقف إطلاق النار والتزام الطرفين به. ومن ضمن “اتفاق عمّان” إبعاد “المليشيات الإيرانية” وحزب الله عن الحدود الأردنية الشمالية، بضمانة روسيّة.

ويُعد وجود القوات الروسيّة في المنطقة الجنوبية، ضمن مراقبة الهدنة، وتحديد نقاط وجود القوات السورية من أجل البدء بإقامة حواجز وقوات فصل بين الطرفين أي المعارضة والجيش.

وجراء هذه الهدنة سيحقق الأردن أحد أهم أهدافه، وأبرزها إبعاد حزب الله والمجموعات المؤيدة لطهران عن حدوده الشمالية، وهو ما التزمت به موسكو في الاتفاق.

واعتبر قادة في المعارضة السورية أن الهدنة ستكون بداية الحلّ السياسي الذي يُرضي جميع اﻷطراف، بصيغة لا غالب ولا مغلوب في حال شملت كامل الاراضي السورية. لكن اذا اقتصرت على الجنوب السوري فهي هدنة هشة، وتعتبر بداية تقسيم للأراضي السورية، وعودة المعارك وانتهاء اتفاق الهدنة المعقود في عمّان. ونتيجة الهدوء في الجنوب السوري عاد بعض المُهجّرين إلى مناطقهم في أحياء درعا.

وكان اللقاء بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في قمة العشرين في ألمانيا قد تناول في جانب منه وضع جنوب سوريا وأمن اسرائيل. حيث سيقع على عاتق حزب الله دفع الثمن الأكبر.

وتحدثت معلومات عن إتفاق روسي- أميركي بخصوص هدنة في جنوب سورية، بهدف ايقاف إيران عند حدها، وذلك بحسب “واشنطن تايمز”. اذ سيقوم الروس بالضغط على الرئيس السوري بشّار الأسد لقطع علاقات دمشق مع الحزب.

فحزب الله والنظام السوري على علاقة مثمرة منذ أكثر من ثلاثة عقود، فبعد ست سنوات من الحرب السورية تحاول موسكو جذب النظام الى جانبها كليّا وسحبه من بين احضان طهران.

اذ ان بشّار الأسد يخضع لضغط كبير من قبل مجموعات في فريق عمله تعمل لموسكو، تطالبه بقطع العلاقات مع حزب الله، كجزء من الإتفاق الروسي- الأميركي.

بالمقابل، ثمة معلومات صحفية سورية، تقول ان التنافس بين حزب الله والجيش السوري ارتفعت وتيرته وبشكل كبير منذ منتصف العام 2016.

وتحدثت مصادر عسكرية روسية عن غارات جويّة قامت بها طائراتها ضد مواقع لحزب الله في سورية. ويُعد هذا الوضع مفاجئا بالنسبة لحليفين قديمين في المنطقة، أيّ حزب الله والنظام السوري، منذ حكم الرئيس الأسد الأب، الذي عزز علاقاته مع القيادة الايرانية، وساعد الحزب في إمرار ترسانته لمواجهة إسرائيل، مقابل السكوت فيما يتعلق بالسياسة الداخلية للبنان.

وعلى ما يبدو أنّ الإتفاق الروسي- الأميركي حول سوريا سيكبّل حزب الله، ويضر الحلف السوري الايراني كثيرا. فـ”حزب الله”، يريد أن ينال حصّته من عملية تقسيم سورية.

وبحسب قناة “الجزيرة” ان مجرد حسم واشنطن قرارها بالمشاركة في مفاوضات آستانا، أثار الخلاف بين طهران وموسكو. مما دفع الروس لاتهام طهران بعرقلة المفاوضات.

اميركا بشار الاسد

ويرى خبراء استراتيجيون روس، ان “التحالف بين البلدين هو فقط بسبب الوضع في سورية”. فطهران وموسكو خصمان يبحثان عن تأمين مصالحهما، دون الابتعاد عن هدفهم الكبير وهو الابقاء على بشار الأسد كرئيس. فالاختلاف بين طهران وموسكو يعود لأن طهران تريد سورية تحت مظلتها السياسية والاقتصادية، بينما موسكو تريدها كحليف إقليمي.

فالحديث عن تحالف إستراتيجي بين إيران وروسيا لا حقيقة له في الواقع. فهما بلدين مختلفين في كل شيء وحول كل شيء الا في سورية، وحين يتم اعلان الحلّ النهائي سيظهر الخلاف تلقائيا بين البلدين.

إقرأ أيضا: «النجباء فيلق عراقي لتحرير الجولان» بتمويل إيراني على نسق حزب الله

والاختلاف في التفاصيل بين الطرفين يُعد أمرا طبيعيا، لكنهما متفقين حول الخطوط الكبيرة في ما يخص الأزمة السورية. وهي خلافات جوهرية والمثال هو ما الذي تريده موسكو وطهران فيما يخصّ السلطة والمنصب الاول في الدولة السورية.

وميدانيا، يتصادم الجنود السوريون مع عناصر حزب الله بشكل دائم حيث تصل الى حد المواجهة العسكرية. فبحسب “الحياة”، ان إسرائيل، مرتاحة إلى العلاقات مع موسكو، بسبب الضمانات التي تلقتها بعدم السماح للقوات الايرانية وحلفائها من حزب الله بالاقتراب من الجولان السوري على الحدود الفلسطينية المحتلة.

السابق
أصلاً هي فوضى
التالي
مصدر مقرب ينفي لـ«جنوبية» نبأ أسر أحد عناصر حزب الله