الأزمة الخليجيّة وتقسيم السعودية.. مخاوف ودعوات

في استعراض تفصيلي للأزمة القطرية يتيّبن انها جزء من مخطط يُكمل مع طهران وينتهي بمكة. لكن الشيخ محمد علي الحاج يدعو الى التقسيم بحسب مصالح الافراد لا الانظمة..

الثابت الوحيد في الشرق الأوسط هو أنظمة العبودية والوصاية. هذا ما يؤكده المحلل السياسي ابراهيم كراغول في صحيفة “يني شفق” التركية، الذي يقول “هذه القطعة الجغرافية والمقصود بها المنطقة العربية، تدار من قبل أميركا وبريطانيا، فهما أصحاب التعليمات والأوامر، وهما من يوزّع المسؤوليات والصلاحيات داخل هذه المنطقة”.

إقرأ ايضا: السعودية وايران واحتمالات الحرب: من الأقوى عسكريا؟

“وما أزمة قطر، برأي غراغول، إلا صوت من أصوات الحرب الإيرانية-السعودية، حيث باشرت واشنطن بدولة قطر قبيل انتهاء الأزمة السورية. ويبدو أن التعليمات والأوامر صدرت خلال الزيارة الأولى لدونالد ترامب حيث تم سد طرقها البرية والبحرية والجوية”.

“كل ذلك بانتظار عملية الهجوم على طهران. التي كانت عبر تفجيرين قام بهما “داعش”، وهي المرة الاولى التي يقوم بها هذا التنظيم بالاعتداء على إيران، وهو الذي اشتهر بجرائمه ضد السنة فقط. وذلك بهدف تحريض العالم العربي السني والشيعي الإيراني ضد بعضهما البعض. والخطوة الاولى تمت من خلال تشكيل “الجبهة العربية السنيّة” التي تضم مصر والسعودية والامارات والبحرين. والهدف الرئيس هو تجزئة السعودية وتحويلها إلى دويلات”.

فـ”مصير السعودية ودول الخليج العربي بأكملها سيشبه مصير سوريا حيث ان الصواريخ ستنزل على الكعبة المشرفة بشكل اساسي”.

وكان العلامة الشيخ محمد علي الحاج رئيس حوزة السجّاد العلمية، قد دعا في وقت سابق الى تقسيم السعودية بُعيد اعدام الشيخ نمر النمر، واليوم وبعد تسارع الاحداث في الخليج العربي وتحليلات المراقبين الذين يروون ان نهاية السعودية -كمملكة- بات قريبا، وهو يتلاقى مع ما قاله الكاتب التركي ابراهيم غراغول.

وقد عاودنا التواصل مع الشيخ محمد علي الحاج حول الموضوع حيث قال لـ”جنوبية”: “لا زلت أتلقى الشتائم من طرفيّ النزاع الاسلامي-الاسلامي على دعوتي الى تقسيم السعودية، اذ اعتبره الايرانيون عبارة عن مطلب أميركي، لان هذا المطلب سيوصل الى مطالبة سنّة ايران بالتقسيم. لذا فالطرفين السعودي والايراني يطالبان بسلامة اراضي الخصم”.

ويتابع سماحته بالقول، “التقسيم الحالي للدول العربية القائم منذ العام 1916، اي بناءا على اتفاقية سايكس-بيكو، والتي ظهرت منذ مئة عام وعام، قد قضت مهمتها وشاخت، ولم يعد لها من ظروف موجبة”.

ويؤكد الشيخ الحاج بالسؤال: اللعبة أين؟ اذا طالبتُ بتقسيم السعودية،  يقال والاخر لماذا لا يطالب بحقه بالتقسيم؟ الانسان غاية ام وسيلة، الاوطان هي غاية الانسان، والتقسيمات الجغرافية لها قيمة طالما انها تخدم مصالح البشر، وعندما لا تخدم مصالحهم فلا ضرورة لها، والبشر لهم الحق بالحرية”.

ويعطي سماحته مثالا حول الموضوع، بالقول “فالاتحاد السويسري مؤلف من أربع دول، واوروبا تغيّرت جغرافيتها عدة مرات، وكلها عبارة عن اتحادات، وهذه أمور متحركة وخاضعة لمصالح البشر. فهذه الحدود العربية المفتعلة تعمل على استمرارية التوتر السني-الشيعي في كل من العراق وسوريا وكل مكان. لذا من مصلحتنا ان نلجأ الى التقسيم بحسب مصالحنا”.

ويلفت، بالقول، الى السؤال “لماذا نعتبر التقسيم مؤامرة طالما انها تخدم مصلحة المواطنين؟ ومن يقول بالمؤامرة فليزل الحدود العربية-العربية، هذا من ناحية. ومن ناحية اخرى، لا شك انه هناك مخطط خارجي لتقسيم المنطقة وقد بانت بوادره في سوريا، فهل يمكنننا الوقوقف بوجهه؟”.

“نحن وافقنا على تقسيمات سايكس- بيكو، وهكذا صار، وسرنا بحسب مصالح الغرب، فهل من مصلحتنا الاستمرار بالفتنة السنية- الشيعية، خاصة اذا كان هناك قمع على اساس عنصري، فليكن التقسيم تقسيما طائفيا”.

“في العادة أيّ تقسيم لا بد أن يستفز، وموقفنا سلبي منه من ناحية مبدئية، لكن هذا الأمر لا يجري على واقعنا المشرذم، كون المآسي الإنسانية التي تعصف بنا أهم بكثير من الوقوف عند بعض تقسيمات الإدارية والجغرافية الخاضعة للتطور مع مرور الزمن”.

و”يجب أن ينصبّ جهدنا في سبيل إنشاء أنظمة حديثة، وحتى ذلك الحين لا مانع إطلاقاً من تعديل جغرافية الأنظمة، بما يساهم في الحد من قتل البشر وتشريد الناس، وتدمير البلاد. ونقول لمن يُستفز من قبولنا بالتقسيم: كان الأولى أن يستفزك القتل والدمار والتشريد”.

وختم سماحته بالقول “انا ادعو اولا الى دولة مدنية، وانظمة ديموقراطية، فأيّ تعديل في الجغرافيا لصالحنا اهلا به. فلماذا ننزعج منه؟”.

علما ان “نيويورك تايمز” الأميركية، قد نشرت عام 2016 خريطة جديدة للعالم العربي تظهر تقسيما جديدا لبعض الدول العربية حيث ستصبح خمسة من هذه الدول أربعة عشر في التقسيم الجديد.

وبحسب الخريطة فأن السعودية وسوريا وليبيا واليمن والعراق هي الدول التي سيشملها التقسيم المفترض. فالسعودية سيتم تقسيمها الى خمس دويلات، هي: شمال السعودية، وغرب السعودية، وجنوب السعودية، وشرق السعودية، وفي الوسط العربية السعودية “وهابيستان”.

إقرأ ايضا: لماذا طالب الشيخ محمد علي الحاج بتقسيم السعودية؟

وبحسب محللي الدراسة، التفتت سيُعيد رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد بصورة أكثر مأساوية منذ “سايكس بيكو”.

السابق
مفاوضات أستانا…الجزء الخامس من مسلسل الأزمة السورية
التالي
بالصور: قرصنة موقع تلفزيون لبنان ورسالة مهينة!