«السعودية» ترفض الاعتذار الإيراني وتطالبها بتغيير سلوكها

ألقت العاصفة الإقليمية المتمثلة بانهيار العلاقات الإيرانية - الخليجية في ضوء القرار الذي اتخذته السعودية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران ، بثقللهااعلى مسرح الأحداث. إذ رفعت السعودية مستوى المواجهة مع ايران على الرغم من اعتذار الأخيرة.

تصاعدت أمس حدة الأزمة بين السعودية وإيران الناجمة عن الاعتداء على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد، إذ قطعت كل من البحرين والسودان العلاقات مع طهران، وواصلت الرياض سياسة الحزم فأعلنت وقف رحلات الطيران إلى إيران وقطع العلاقات التجارية معها. متجاوزتا  الأزمة بذلك إطارها المحلي وحتى الإقليمي.
قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مقابلة مع وكالة “رويترز” أمس، إن طهران مسؤولة عن زيادة التوتر. وأكد أن الرياض سترد “على الاعتداء الإيراني”، واتهم طهران بإرسال مقاتلين لدول عربية والتخطيط لشن هجمات في المملكة وجاراتها في الخليج، وأوضح أن قطع العلاقات أعقب أعواماً من “السياسات العدوانية الإيرانية”.

اقرأ أيضًا: السعودية وايران: تراكم توترات.. وقطع علاقات

ردود عربية

ولم تبقَ الأزمة محصورة بين الدولتين، إذ أعلنت البحرين والسودان أمس قطع علاقاتهما بإيران وخفضت الإمارات العربية مستوى العلاقات الديبلوماسية معها. وفي القاهرة، أفاد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي عن اجتماع طارئ لوزراء الخارجية الأحد المقبل، بهدف “إدانة انتهاكات إيران لحرمة سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد”، إضافة الى “إدانة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية”.

اقرأ أيضًا: إيران تتصرف كما لو أنها وصية دولية على الشيعة

دعوات للتهدئة

إلى ذلك، دعت دول كبرى الى احتواء التوتر الذي ينذر بتداعيات إقليمية، كما أعلنت الأمم المتحدة توجه الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا إلى الرياض ثم إلى طهران في مسعى لعدم انعكاس هذا التوتر على المفاوضات المفترضة بين المعارضة السورية والنظام في جنيف في 25 كانون الثاني الجاري:

  •      قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست: “ينتابنا القلق بشأن حاجة الطرفين الإيراني والسعودي لنزع فتيل التصعيد. ونحث الأطراف على التحلي بضبط النفس”. وأجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتصالات مع الجبير ونظيره الإيراني محمد ظريف.
  •       أعلنت الخارجية الروسية أنها “مستعدة لدعم” حوار بين الرياض وطهران، طالبة “بإلحاح” منهما ضبط النفس، وسلوك طريق الحوار.
  • دعت فرنسا الى “وقف تصعيد” التوتر، خصوصاً أن “تميز فرنسا هو قدرتها على الحوار مع الجميع”.
  •     دعت برلين عبر المتحدث باسم المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، ستيفن سيبرت، الى بذل كل ما في وسعهما “لاستئناف علاقاتهما”.

إيران “تتأسف”

وتعهدت إيران لمجلس الأمن أمس بعدم تكرار الاعتداء على البعثات الديبلوماسية، مبدية في رسالة إلى المجلس الدولي أسفها للاعتداء على السفارة السعودية، إلا ان طهران واصلت تدخلها في الشأن السعودي الداخلي، وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إن “قرار السعودية قطع العلاقات لن ينسي خطأها الجسيم بإعدام عالم دين”.

السعودية ترفض الإعتذار

بالمقابل، طالب مندوب السعودية في الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، مجلس الأمن بإدانة الاعتداءات التي تعرضت لها السفارة السعودية والقنصلية السعودية في إيران. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده المعلمي في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء من مقر مجلس الأمن الدولي بنيويورك.

وطالب المعلمي إيران بالالتزام بحماية المنشآت الدبلوماسية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وباحترام مبدأ حسن الجوار قولاً وفعلاً.

وأضاف المعلمي: “لا نريد اعتذاراً من إيران، وإنما نريد أفعالاً لوقف الانتهاكات”.

اقرأ أيضًا: التصعيد السعودي_الإيراني: هل يبقى لبنان بمنأى؟!

شقيق النمر: ولاؤنا للمملكة

إلى ذلك، دان محمد النمر، شقيق الشيخ نمر النمر، في تغريدة عبر “تويتر”، “الاعتداء” الذي تعرضت له السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد السبت. وقال: “نرفض وندين الاعتداء على سفارات وقنصليات المملكة في إيران وغيرها”. وفي مداخلة مع قناة “دريم” المصرية، قال إنه “لا إجراءات ضد العائلة من قبل المملكة”، وتابع “أنا مواطن سعودي ولائي للمملكة ومسؤوليتي أن أدافع عن بلدي وعن وطني، أنا مواطن سعودي بالدرجة الأولى”، وتابع النمر: “أنا شيعي ولكن انتمائي لوطني بالدرجة الأولى ثم للمذهب”.

الأسواق الخليجية تهتز

على الرغم من دعوات التهدئة التي صدرت من عواصم كواشنطن وموسكو وباريس، والرد الايراني على الحكم السعودي باتهامه بتصدير ازماته الى الخارج، فقد تراجعت وفق “السفير” أسواق الأسهم بحدة في منطقة الخليج، وقادت البورصة القطرية الهبوط، ونزلت أكثر من 2.5 في المئة بعد أن تجاوز تأثير الاضطرابات السياسية أي أثر إيجابي من ارتفاع أسعار النفط. كما سجل الريال السعودي هبوطا حادا أمام الدولار في سوق العقود الآجلة. وقفزت العقود الآجلة للدولار أمام الريال لأجل عام إلى 680 نقطة مقتربة من أعلى مستوى لها في 16 عاما مقارنة مع مستوى يقرب من 425 نقطة الخميس. وقال متعامل مصرفي بارز في المنطقة إنه “من المرجح أن تلامس العقود الآجلة استحقاق عام مستويات في حدود 800 نقطة هذا الأسبوع وفقا لمدى تصاعد الأحداث بين السعودية وإيران”.

السابق
فرنجية مستاء من وصف محمد رعد
التالي
خطاب نصرالله في ميزان الاعتدال الشيعي