الإعلام الأميركي يتهم ترامب بـ«الجنون» وعدم أهليته للحكم!

على ما يبدو ان حرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع وسائل الاعلام تأخذ حيزاً واسعاً ويأخذ هذه المرة شكل التشكيك بـ"الصحة العقلية لترامب".

قامت احدى مقدمات البرامج الصباحية على شبكة سي أن أن، ميكا بريجينسكي، وخطيبها جو سكرابورو بالتشكيك بصحة ترامب العقلية. فقالت بريجينسكي حول شخصية ترامب:” يبدو أن لديه ‘أنا” تتسم بالهشاشة والرعونة والطفولية نراها مراراً خاصة مع النساء، بينما أضاف سكاربورو قوله لها: “إنه يهاجم النساء لأنه يخشاهن”، مشيراً الى أن “ترامب شخص مضطرب عقلياً” ولديه “هوس غير صحي”.

في المقابل، قام ترامب بمهاجمة المذيعين عبر حسابه على موقع تويتر، ووجه إليهما انتقادات تمس شخصيتهما، خاصة بريجينسكي التي وصفها بأنها مجنونة وغبية، وأنها كانت تدمي بشدة أثناء عملية تجميل وشد لعضلات وجهها، بينما قال عن سكاربورو “إنه معتوه”. هذا الأمر استدعى ردوداً من المذيعين على الرئيس الأميركي متسائلين عما اذا كان ترامب قادر على إدارة البلاد، وقالا إن ترامب يحاول مساومتهما للاعتذار له، مقابل عدم نشر أخبار تسيء لهما في صحيفة فضائح.

موقف آخر سجل للرئيس ترامب رداً على صحيفة “نيويورك تايمز” التي انتقدت استخدامه المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي في مقال لافت يتألف من ثلاث كلمات حيث جاء في المقال “توقف، فقط توقف”. واستغل ترامب كلمة ألقاها في حفل في مركز كينيدي بواشنطن، لتوجيه انتقادات لوسائل الإعلام مجدداً، ورأى أن “الإعلام الزائف يحاول إسكاتنا، لكننا لن نسمح لهم”. كما أشار الى أن “الإعلام الزائف حاول منعنا من الوصول إلى البيت الأبيض، لكنني أنا الرئيس”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يفجر فيها ترامب جدلاً في الأوساط الاعلامية. فقد شهدت مؤخراً ساحة شبكة سي ان أن الاميركية جدلاً كبيراً بعد قيام الممثلة والمذيعة الكوميدية كاثي غريفن بحمل رأس دمية تشبه الرئيس ترامب مغطاة بالدماء وكأنها تحاول تقليد نموذج تنظيم داعش، الأمر الذي تسبب بطردها من مجموعة سي أن أن. وقامت الأخيرة بانهاء التعاقد مع غريفن بعد انتشار تلك الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي حيث قوبلت بانتقادات واسعة حتى بين بعض المشاهير. وقام الرئيس ترامب حينذاك باتهام غريفن “أنها مريضة ويجب أن تشعر بالعار مما فعلت خصوصاً أن ابنه الصغير بارون قد شعر بالذعر لدى رؤيته الصورة”.

رغم أن جميع رؤساء الولايات المتحدة الأميركية السابقين كانت لهم سجالات حادة مع الصحافة، إلا أنّ العلاقات بين الإعلام والبيت الأبيض وصلت حالياً إلى أدنى مستوياتها، فيما اتهمت بعض المؤسسات الإعلامية ترامب بالكذب في مسائل عدّة، قبل أن يصل الأمر بالرئيس ترامب لوصف الإعلاميين بأنّهم أقل الناس صدقية على الأرض، كما اعتبر كبير مستشاريه، ستيفن بانون، الذي لفت الى أن وسائل الاعلام الحالية تشكل حزب معارضة لترامب. ومنذ حملاته الانتخابية للوصول الى سدة الرئاسة، يجد ترامب نفسه امام مواجهة مع وسائل الاعلام حتى اعتبرها فاسدة وتحاول تزوير الانتخابات لصالح المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

اقرأ أيضاً:«ويكيليكس» تعلن عن 10 ملايين وثيقة ستهز الانتخابات الأميركية.. ونائب ترامب ينقذه!

هذا النهج الذي يسلكه ترامب في علاقته بوسائل الاعلام تجد فيه الخبيرة السياسية الألمانية دانييلا شفارتزر “قلة احترام” معتبرة في حوار لها مع “دويتشه فيلله” أنه “رغم تكراره مراراً أنه يحترم الصحافة، ويتشبث بحرية الإعلام، ولكن حينما ننظر إلى سلوكه فإن كلامه يعتبر امتداداً لتعليقاته المنحطة”.

وقد نصح احد صحافيي صحيفة “نيويورك تايمز” جيم روتنبرغ الصحافيين قائلاً: “ترامب سيبقى ترامب، لكن عليهم الآن تعلم درس مهم بأن يتقبلوا الأشياء التي لا يستطيعون تغييرها، ثم إيجاد الشجاعة لتغيير الأشياء التي يستطيعون تغييرها، بالطرق الصحيحة لا الخاطئة”.

ربما لا يدرك الرئيس الأميركي خطورة ازدراء وسائل الاعلام،حيث أطاح الأخير بالرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون عبرالتحقيقات الاستقصائية التي أجراها الصحافيان كارل برنستين وبوب وودورد، وتعرضا في غضونها لأقصى الصعوبات والاتهامات الشخصية والمهنية، وحوربت خلالها صحيفة واشطن بوست، ووضعت العراقيل من أجل دفعها إلى الإفلاس والإغلاق والهزيمة، لكنّ الصحيفة انتصرت.

ويمكن للحادثة، التي جرت في العام 1947 أن تتكرّر مجدّداً لو اتفقت وسائل الإعلام الأميركية، التي يتهمها ترامب بالكذب ونشر الأخبار المغلوطة، أن تستقصي، عبر تقارير وتغطيات وتحقيقات، في علاقات ترامب التجارية والسياسية وخصوصاً ما تم تناوله في الفترة الأخيرة عن التدخل الروسي في شؤون الانتخابات الأميركية.

اقرأ أيضاً:التحقيق حول التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية يطال مستشارا مقربا من ترامب

وفي المحصلة، مشكلة ترامب تكمن في الحقائق التي تنشرها وسائل الاعلام وليست مشكلة شخصية بحسب ما يؤكد محللون لما يجري في الساحة الاعلامية.

السابق
النازحون الى الواجهة وارتياح بعد تسليم «عين الحلوة» الإرهابي السيّد
التالي
ماذا يجري في المنطقة وماذا تخطط أميركا؟