ماذا يجري في المنطقة وماذا تخطط أميركا؟

يبدو ان الادارة الاميركية للنزاعات في المنطقة تنشط مجددا وبشكل واسع، وتشتبك مع المحاولة الروسية لتسوية الوضع السوري، وتتعدى ذلك لمحاولة ادارة النزاعات في منطقتي الخليج و فلسطين . وكله في اطار الفوضى الكيانية في المنطقة من جهة والنظر الى الامن الاسرائيلي بصفته جزءا من الامن الاميركي الذي لا يمس.

في سورية، يبدو ان النزاع بين موسكو وواشنطن يدور حول مناطق النفوذ المنوي اقامتها في الاطراف السورية، لكن منطقة بات مسلما بها تلك التي تقع في الجنوب الغربي من الكيان السوري والذي تطلق عليه واشنطن وتل ابيب اقليم حوران ذو الحكم الذاتي،  وهو اقليم يتموضع فيه عدد من التنظيمات المعارضة للنظام السوري وفي الوقت نفسه استفادت وتستفيد من خدمات عدة يقدمها العدو الاسرائيلي وخصوصا في مجال الخدمات الصحية .

يقول مصدر متابع للوضع السوري ان ادارة ترامب باتت على قناعة باقامة هذا الاقليم ليشكل حزاما امنيا وسياسيا للتصور الامني الاستراتيجي الاسرائيلي على ان تكون فيه شرطة محلية خاصة ذات تسليح خاص ويمنع وجود قوى عسكرية نظامية ، ويتابع المصدر :انها منطقة ستكون معبرا لتسوية ما تعطي لاسرائيل ما تريد في الجولان.

اقرأ أيضاً: هذه عناوين سياسة ترامب تجاه سوريا ولبنان

اما في فلسطين،ىفالوضع اسوء . في غزة يبدو من المعلومات التي تناقلتها وسائل الاعلام ان تعاونا اماراتيا – مصريا يجري لرعاية تحالف ما بين حماس ومحمد دحلان يقوم على فكرة حل مؤقت لاقليم غزة اولا وهو ما قد يتحول الى حلّ دائم .

وفكرة الحل تقوم على تشكيل حكومة يقودها دحلان ويمسكها فعليا يحيى السنوار على ان تتولى الامارات العربية المتحدة تمويل الخدمات الاساسية في الاقليم، شرط الامساك الامني الجدي بالحدود مع اسرائيل . ويبدو من المعلومات المتوفرة ان اسرائيل تدعم هذا الخيار وتساهم مصر بالرقابة الامنية

اقرأ أيضاً: هل تستطيع هيلاري كلينتون تنفيذ وعودها في سوريا؟

من جهة اخرى، ترى اسرائيل ان ما سيحصل في غزة يمكن تعميمه في الضفة الغربية، حيث يجري التقاسم الامني ما بين العدو الاسرائيلي والاردن وتتحول السلطة الوطنية الى مجرد سلطة حكم ذاتي تقدم خدمات للمواطنين . هذا ما حاول تسويقه الوفد الاميركي الى رام الله والذي كان في عداده صهر ترامب جاريد كوشنر، هذا الوفد ابلغ القيادة الفلسطينية رفض اسرائيل لاي طرح قد يؤدي الى قيام دولة فلسطينية وما على السلطة الا القبول بما هو مطروح ونسيان القدس واللاجئين، ويقول مصدر في رام الله ان الرئيس محمود عباس رفض هذه الطروحات جملة وتفصيلا ما دفع الوفد الاميركي لسؤاله : “على من تعتمد في رفضك هذا”؟ وقد ادى ذلك الى وقف المفاوضات وابلاغ عباس ان لا صلة يمكن ان تنشأ بينه وبين ترامب .

انه تحرك استراتيجي في المنطقة يؤشر الى ان الامن الاسرائيلي هو جزء من الامن الاميركي في المنطقة الذي يسعى لتأمينه بوسائل سياسية بديلا عن الوسائل الاخرى . ويبقى سؤال اخير، ماذا عن الجنوب اللبناني وماذا تخطط له تل ابيب وواشنطن؟ وهل نملك المناعة الداخلية لمنع فرض ما يريدون علينا؟

 

السابق
الإعلام الأميركي يتهم ترامب بـ«الجنون» وعدم أهليته للحكم!
التالي
مصارعة حرة بين ترامب وسي أن أن …والنتيجة