الجرائم في لبنان «تتغوّل» على الطريقة الأميركية!

السلاح بيد الناس! هو أمر مستغرب، طالما ان السلطات الرسمية هي المُولجة حماية الافراد والمواطنين، وطالما ان القوانين تطبّق على الجميع، فلا داعي إذن للانتقام الفردي او الثأر. اما في ظل غياب القانون تنتشر شريعة الغاب فترتفع نسبة الجرائم.

1300 طفلا في الولايات المتحدة الأميركية معرّضون للقتل سنويا، اضافة الى أكثر من خمسة آلاف يصابون بجروح في عمليات إطلاق نار أيضا، وذلك بحسب دراسة للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال. كما نقلت قناة (CNN).

إقرأ ايضا: ارتفاع نسبة الجرائم في لبنان وارتباطها بالأزمة السورية

وأظهرت الدراسة أن 53% من وفيات الأطفال نتيجة استخدام السلاح، و38% سببها الانتحار، و6% تنتج عن القتل الخطأ، فيما تعود 3% من الوفيات إلىخطأ لدى رجال الأمن. وغالبا ما يكون الريف الأميركي المسرح الاكبر للجرائم، بحسب محطة “روسيا اليوم”.

وذكرّت الدراسة بانخفاض نسبة الجريمة ما بين 2002 و2014، مقابل ارتفاع عدد حوادث الانتحار خلال الفترة ذاتها. هذه الارقام متعلقة بالاطفال فقط.

اما في لبنان، البلد الصغير، الذي لا تتعدى مساحته مساحة ولاية في أميركا، فان معدلات القتل العشوائي فيه تتصدر عناوين الاخبار يوميّا، لدرجة ان مجلة “لوموند” الفرنسية وصفت لبنان في أحد تحقيقاتها بـ”الغابة”. الوصف الذي لم تعتمده الصحف الغربية خلال الحرب الاهلية اللبنانية.

ففي شهر واحد فقط سقط أكثر من عشر ضحايا، بمعدل كل ثلاثة ايام ضحية، وهو رقم مرتفع نسبة لعدد سكان لبنان.

اما حالات القتل فهي تتنوع ما بين: قتل داخل الأسرة الواحدة، والتي حصلت ثلاثة مرات خلال فترة قصيرة جدا لا تتعدى الشهر، وفي منطقة واحدة. وهي حالة غريبة عن المجتمع اللبناني المعروف بترابطه الأسريّ. وهذا يدل على التفلّت في سلم القيم الاجتماعية وتبدلّها.

اضافة الى حالات القتل الناتجة عن الرصاص العشوائي سواء في الاحتفالات او الجنازات او بسبب خلاف على أفضلية المرور حتى. واما جرّاء إشكال بين مدمنيّ مخدرات، او بسبب سرقات، او العنف الزوجي الذي شهد العام الماضي ارتفاعا في حالة القتل من قبل الزوج لزوجته.

اضافة الى حوادث السير المرتفعة جدا في لبنان. والتي تتعدى الـ700 حالات وفاة، بحسب نشرة رسمية، وهي النسبة الاعلى في المنطقة ككل، رغم التشدد في قانون السير الجديد والذي كان يؤمل منه ان يخفف من نسبة الحوادث المميتة.

إقرأ ايضا: الجرائم تتزايد في بعلبك وفوضى السلاح إلى تصاعد

وبلُغة الأرقام، فإنه منذ بداية العام الحالي، وحتى نهاية الشهر الخامس منه، وصل عدد جرائم القتل في لبنان الى 107، بحسب دراسة احصائية للشركة الدولية للمعلومات.

وهو رقم يعكس ارتفاعاً في عدد القتلى مقارنة بـ73 قتيلاً في النصف الأول من العام الماضي أي العام 2016، و74 من النصف الأول من العام 2015، وبمعدل20 جريمة شهرياً، وخمسة أسبوعياً.

ومن المؤكد ان المعدل السنوي لعام 2017 سيكون مرتفعاً جداً، اذا ما استمرت الوتيرة على الحال نفسه.

وقد لوحظ مؤخرا، أيضا الاسلوب الجديد في الجرائم لدرجة تتعدى المعقول، وبالاخص فيما يتعلق بالجرائم العائلية. وهي ظاهرة غريبة نوعا ما، لا تُعرف اسبابها، كونها ظاهرة جديدة وربما طارئة. فالوضع اللبناني بحاجة لدراسة تفصيلية للمتغيرات التي خضع لها خلال السنوات القليلة الماضية.

إقرأ أيضا: الحرب الاهلية اللبنانية بدأت قبل 42 عاماً ولم تنتهِ بعد!

وبحسب ارقام “الدولية للمعلومات”، فقد بلغ متوسط هذه الجرائم خلال السنوات الماضية 2013 – 2016، 14 جريمة عائليّة سنويا.
فهل الأسباب محض عائلية أم سياسية أم اقتصادية؟ ومتى ستنطلق الدراسات لمعرفة الاسباب الكامنة وراء ذلك، للحد منها خوفا من تغّول المجتمع اللبناني وتآكله من الداخل.

السابق
مستشفى نادر صعب تهدد وسيلة إعلامية بالمقاضاة!
التالي
اسم ليلى علوي ممنوع لدى داعش.. وعقوبات!