هل تنتقل عدوى الربيع العربي إلى بلاد فارس؟

الظلم والاستبداد والقمع هي من أبشع مظاهر الرجعية والديكتاتورية والتخلف، فمع هكذا نوع من الأنظمة يصبح من الواجب على المواطن والشعب رفع الصوت ليسمع العالم والثورة على الظلم للتحرر.

وقد شهد التاريخ الكثير من الثورات، كانت أهمها الثورة الانكليزية والتي قامت لأسباب دينية وسياسية، والثورة الأميركية رفضاً للهيمنة والإستعمار، والثورة الفرنسية بسبب الإنقسام الطبقي بين طبقة الشعب الفقير والمسحوق وطبقة النبلاء وذوي الصلة بالبلاط والكنيسة، والثورة العربية التي قادها أحمد عرابي في مصر بهدف تعديل القوانين وإصلاح الدولة ونظام الحكم، والثورة العربية التي طالبت بالاستقلال والانفصال عن الدولة العثمانية، والثورة الروسية بقياة لينين والتي تعتبر من أهم الثورات في القرن العشرين وقد طالبت بالعلمانية وتحرير الشعب والمساواة، وثورة فلسطين الكبرى وهي ثورة غضب بوجه الاحتلال، والثورة الصينية والتي حررت الشعب من الهيمنة الأجنبية، وثورة 23 تموز بقيادة جمال عبد الناصر للقضاء على الاستعمار والاقطاع وإقامة عدالة إجتماعية وحياة ديموقراطية، والثورة الجزائرية للتخلص من الاستعمار والظلم، والثورة اليمنية بسبب نظام الحكم والنفوذ الأجنبي وتغيير النظام إلى ديموقراطي، والثورة الاسلامية في إيران التي قادها آية الله الإمام الخميني وأسقط فيها نظام حكم الشاه الملكي.

ومع بداية العام 2011 شهد العالم العربي موجة من التحركات الشعبية سميت بالربيع العربي. بدأت في تونس ثم انتقلت إلى مصر (ثورة 25 كانون الثاني) فليبيا (ثورة 17 شباط) واليمن، وقد أدت تلك الثورات إلى الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي وحسني مبارك ومعمر القذافي وعلي عبدالله صالح. وهناك بعض الثورات التي تحولت إلى حرب أهلية ولم تنتهي بعد، مثل الثورة السورية والثورة البحرينية. إلا أن بعض التحركات الشعبية قد فشلت أو نال الشعب مطلبه، مثل الأردن والجزائر وجيبوتي والمملكة العربية السعودية والسودان والعراق وعُمان وفلسطين والكويت ولبنان والمغرب وموريتانيا.

وقد صعق الشعب الإيراني والعالم بأسره صباح يوم الأربعاء في السابع من شهر أيار 2017 بهجومين إرهابيين استهدفا ضريح آية الله الخميني والبرلمان الإيراني، وكان ضحية هذا العمل الإرهابي 12 قتيلاً و39 جريحاً، وقد تبنى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هذا العمل الإرهابي. العمل بحد ذاته رسالة قاسية إلى دولة إيران باستهداف ضريح مؤسس الجمورية الإسلامية وقائد الثورة فاستهداف هكذا مكان يحمل في طياته رسالة دينية مبطنة، أما استهداف البرلمان الإيراني فيحمل رسالة سياسية بأنه لا يوجد رضى عن الأداء السياسي وجاء توقيت العمل الإرهابي مباشرة بعد الإنتخابات الرئاسية.

إقرأ أيضاً: القاعدة وإيران والربيع العربي

تعتبر الثورة الاسلامية في إيران من أهم وأنجح الثورات في العالم لأنها أطاحت بنظام محمد رضا بهلوي القاسي والمستبد، وما كان هذا النجاح ليتحقق لولا وقوف الشعب بوجه الظلم. وتعتبر منظمة مجاهدي خلق من أهم الركائز والدعائملنجاح الثورة وقيام النظام الحالي، إلا أنه عد نجاح الثورة حصل خلاف بين منظمة مجاهدي الشعب الإيراني (خلق) والنظام الحالي والصراع لا يزال محتدماً بينهما إلى حد الآن، وقد أعدمت الحكومة عشرات الالآف منهم. إلا أن منظمة خلق واصلت عملها من داخل وخارج إيران، فتم تأسيس “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” وهو عبارة عن برلمان إيراني في المنفى، و”جيش التحرير الوطني الإيراني” الذراع المسلح لمجاهدي خلق، وتم انتخاب مريم رجوي كرئيسة للجمهورية للفترة الإنتقالية بحسب اعتقادهم.

إقرأ أيضاً: إيران «الثورة والجغرافيا» في مواجهة «الدولة والثروة»

كل هذا الغضب وعدم رضى شريحة واسعة لا يستهان بها في إيران من النظام الحالي يعود إلى الظلم الذي كان ولا يزال والخوف من الحرس الثوري والنظام الديني الصارم والتعذيب والسجن ومحاولة النظام عزل إيران عن العالم عموماً والغرب خصوصاً، والرقابة الإستخباراتية المشددة.

داعش تبنت العمل الإرهابي كما في كل منطقة من المناطق العربية، والشعب هو الذي ثار كما في كل بلد من البلدان العربية، فهل تنتقل عدوى الربيع العربي في ظل هذا الوضع الدولي والإقليمي المشحون إلى بلاد فارس؟

السابق
بالصورة: مقتل أحد كبار تجار المخدرات في برج البراجنة
التالي
القانون الجديد، وإمكانية التغيير عند الثنائية الشيعية