الشيوعي أنور ياسين: كانوا يقولون هناك تكليف شرعي والناس غير أحرار

أنور ياسين
لا يقتصر تاريخه على النضال السياسي ضد القوى الطائفية والمذهبية، فهو أسير محرر أمضى نحو 17 عاماً في السجون الإسرائيلية إنه "الشيوعي" أنور ياسين الذي خاض تجربة الانتخابات النيابية عام 2005.

ويقول ياسين في مقابلة لـ”شؤون جنوبية” ما واجهني من ضغوطات فهي عديدة، ولا أنكر أن المقاومة الإسلامية ساهمت ولعبت دوراً أساسياً في الإفراج عني، لكن العقلية الإقصائية برزت وتمثلت بتمزيق صوري المنتشرة في مناطق مختلفة.

اقرأ أيضاً: «انتخابات الجنوب»: ارقام ووقائع «تحريف وتهويل وتزوير وطعون»

هدف الترشّح

يقول ياسين: هدف ترشحي إلى إبراز الحالة الوطنية في منطقة فيها تنوع سياسي وطائفي، لكن واجهتني تصريحات وإعلانات: “من ينتخب خارج لائحة الثنائي الشيعي هو عميل إسرائيلي”، هذه التصريحات كانت تستفزني، لا أحد يستطيع اتهامي بالعمالة وأنا الذي أمضيت سنوات شبابي في المعتقل الإسرائيلي. كانوا يحاولون إقصاء تيار واسع من استخدام حقه في الاختيار. لم يكن هدفي هو المقعد الانتخابي بقدر أن يكون للناس مساحة حرة للاختيار. ويضيف: اما ما واجهني من ضغوطات فهي عديدة:

أولاً: أنني لا أنكر أن المقاومة الإسلامية ساهمت ولعبت دوراً أساسياً في الإفراج عني، لكن العقلية الإقصائية برزت وتمثلت بتمزيق صوري المنتشرة في مناطق مختلفة.

ثانياً: طغيان الشعارات المرفوعة التي تقول أن “اللائحة – المحدلة” هي لائحة المقاومة ومن هو خارجها هو ضد المقاومة، أي أنهم، استغلوا إسم المقاومة لجذب الأصوات وإقصاء الآخرين.

العدد ١٦٣ من مجلة شؤون جنوبية
العدد ١٦٣ من مجلة شؤون جنوبية


ثالثاً: على مستوى الإعلام، جرى الاتصال بأم جبر وشاح وهي سيدة فلسطينية مناضلة كانت تهتم بنا وبالأسرى خلال فترة الاعتقال، وسألوها عن رأيها بأنور ياسين الذي أطلقته المقاومة وترشح بلائحة ضد المقاومة ظهر سلوكي وكأنه طعنة في الظهر، سؤال سيء، يريد الحصول على جواب يسيء لي من سيدة أحترمها وأجلّها، لكنها بعيدة عن أرض الواقع اللبناني.

التناقض في السلوك

وعلى صعيد المعركة الانتخابية، يوضح ياسين: كان الناس يعيشون شعوراً متناقضاً، بين انشداد للتعرف إليك وإلى برنامجك وما تريد أن تحققه، لكن هناك سلطة لا قدرة لهم على تخطيها، تستخدم الشحن وإبراز التعصب، كنت أخاطب الناس أن عليهم الاختيار ولهم الحرية. في حين أن الطرف الآخر يوجه الاتهام للذين خارج اللائحة بالعمالة لإسرائيل والعمل لتنفيذ القرار 1559. وتضمن خطابهم أنه من المعيب التصويت لأنور ياسين لأن ذلك يؤثر على مصالح الطائفة، وربما نسي هؤلاء أننا جزء من الناس ونحن جزء من منظومة الدفاع عن الوطن.

اقرأ أيضاً: أحمد مراد: لم يواجه الشيوعيون ضغوطات في انتخابات 1972

كانوا في حملاتهم الانتخابية يمنعون عنا مساحة الحرية، كانوا يقولون هناك تكليف شرعي، والناس غير أحرار. كان البعض يسألني لماذا لا تذهب إلى الزعيم الفلاني ليأخذك على اللائحة. لم يعلم هذا البعض أن الحرب ليست ضد أنور ياسين بل ضد السياسة التي ينتهجها ياسين ومن وراءه.

ويختم ياسين حديثه قائلاً: اليوم يجب أن يدور نقاش بين أوسع إطار ممكن حول شروط الترشح، حول أي نظام انتخابي يمكن أن يفتح كوة في جدار النظام الطائفي المدمّر، نظام انتخابي يستطيع أن يحافظ على التنوع اللبناني.

(هذه المادّة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” – العدد 163 – ربيع 2017)

السابق
طارق شمس يسرد «تاريخ التّصوّف في وسط آسيا»…
التالي
الجيش يفكك حزامين ناسفين في جرود فنيدق