رياض سلامة بين التجديد والإقصاء

رياض سلامة
هل يعود رياض سلامة الى سدة حاكميّة مصرف لبنان رغم التجديد له لأكثر من 24 سنة؟ ومن يقف خلف إبعاده؟

طال الجدل حول التجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فطُرح التجديد كضرورة ملحة واستثناء خاص في ظل العقوبات الاميركية الاخيرة التي تعكف وزارة الخزانة الاميركية فرضها على حزب الله وحلفاء مقربين منه، تساؤلات عدة لا تخلو من الاستهجان حول سبب التاخير في بت هذا الملف.

إقرأ ايضا: حزب الله يعلنها مقاومة ضد رياض سلامة

حيث ربطه البعض بمعضلة وضع قانون الانتخاب، الا انه قامت حملة ترويج لصورة “الحاكم المخلص” وقدرته على الحد من تداعيات اقراره او اقله التخفيف من اضراره في الاقتصاد اللبناني، وتاليا المحافظة على المساعدات التي تعهدت واشنطن بتأمينها من دعم للجيش اللبناني والبنى التحتية والتي تقدّر سنويا بـ 250 مليون دولار.

فما كان خافيّا حول البت في التمديد لولاية رابعة “للحاكم” كشف من خلال “مطالعة اعدتها مديرية الشؤون القانونية في مصرف لبنان في الرابع من آذار الماضي ونشرتها “الاخبار”  تحكي عن عملية ضخمة نفّذها الحاكم رياض سلامة، في العام الماضي، تحت اسم «الهندسة المالية»، وهدفت، الى نقل نحو 5.6 مليارات دولار من «المال العام» الى «المال الخاص»، بهدف تعزيز موجودات مصرف لبنان بالعملات الاجنبية وتعزيز ميزانيات المصارف وتمكينها من زيادة رساميلها وأرباحها.

علما ان حساباً بسيطاً لكلفة “الهندسة المالية”، او الربح الناتج منها، يوصل الى رقم يفوق 15 مليار دولار.

وينقل “تقرير صندوق النقد الدولي عن المسؤولين في مصرف لبنان ان هذه العملية المالية حققت أهدافاً عدّة، وساعدت في الحفاظ على الاستقرار المالي وتعزيز رساميل البنوك.

إقرأ ايضا: حزب الله يهاجم رياض سلامة: لن نسمح بـ لي ذراعنا

فهذا القرار يعدّ دليلاً حسيا على أن حاكم مصرف لبنان تجاوز صلاحياته القانونية، وقام خلافاً للقوانين النافذة، باستغلال السلطة، اي ما يُسمى شعبيّا واعلاميّا بالفساد الذي يتبناه صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ومنظمة الشفافية العالمية.

كما نقل موقع “ليبانون ديبايت” انه “على الرغم من كلّ محاولات تأمين توافق محلي على اسم رياض سلامة، ولاسيما نيّة رئيس الحكومة سعد الحريري التجديد لسلامة جرّاء ضغط العقوبات الماليّة الأميركيّة بالحزمة المحدثة، وإرسال وزير الماليّة الى واشنطن، وعدم رفض الرئيس ميشال عون بل انتظاره رأي تياره، يدخل التجديد للحاكم سلامة سوق التحليلات والافتراضات.

فالقرار النهائي في موضوع حاكم مصرف لبنان لم يبت به حتى الان، لان ثمة هناك جهّات تسعى إلى عدم التجديد مع عدم تحيد موقفها من المسألة.

وكان حزب الله قد شنّ حملة على سلامة على خلفية تنفيذ قانون العقوبات الاميركي الذي صدر لمكافحة تمويل حزب الله المصنف إرهابي وفق الادارة الاميركية.

يبدو أن الهدوء الذي خيّم على العلاقة بين حزب الله وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة كان هدوء ما قبل العاصفة، حيث نشطت التحركات بين الطرفين كمحاولة لرأب الصدع، عادت الأزمة إلى نقطتها الأولى مع فتح حزب الله النار على سلامة بعدما أعلن الأخير أمس عن اقفال المصرف المركزي 100 حساب مرتبط بـ”حزب الله” تطبيقاً للقانون الاميركي الخاص بمكافحة شبكة تمويل الحزب بحسب ما أكد لـ”جنوبية” محمد وهبة المتخصص في الشؤون الاقتصادية.

مقابل هذا التراخي في حسم الموضوع المهم جدا للبنان ترتفع اسهم شخصية اقتصادية مدعومة من التيار الوطني الحر وهي اسهم الدكتور آلان بيفاني مدير عام وزارة الماليّة  خاصة مع توزيع معلومات ان سلامة يتصدر الحاكمية منذ ربع قرن.

وتتحدث معلومات أخرى عن اسماء اضافية مرشحة لهذا المنصب وهي منصور بطيش، وجهاد أزعور.

إقرأ أيضا: هذه هي المعاشات الخيالية لكبار المسؤولين والموظفين في لبنان!

واللافت هو ان بعض وسائل الاعلام اللبنانية تشن حملة كبيرة على سلامة الذي يؤيد عودته الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري ويرقلها  الرئيس ميشال عون. علما ان هذا المنصب الخطير جدا والحساس يفترض ان يكون الحاكم شخصية اقتصادية مارونية مما يجعل أمر البت بالاسم لدى رئاسة الجمهورية فقط.

السابق
بالفيديو: ميلانيا ترفض إمساك يد ترامب وتصفعها!
التالي
زخيا في حفل تسليم شهادات خريجي التعليم التقني: الحكمة مستمرة من جيل الى جيل