زخيا في حفل تسليم شهادات خريجي التعليم التقني: الحكمة مستمرة من جيل الى جيل

زخيا ممثلا بو عاصي في حفل تسليم شهادات خريجي التعليم التقني << دورة صانعي الرجاء >> في جامعة الحكمة : الحكمة مستمرة من جيل الى جيل

اقامت مدرسة الحكمة حفل تسليم شهادات خريجي التعليم التفني برعاية ولي الحكمة و صاحب الرعاية المطران بولس مطر ، معالي وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي ممثلا بمستشاره القانوني المحامي انطوان زخيا ، بحضور الاب الرئيس شربل مسعد و المتخرجون
زخيا ؛
القى زخيا كلمة الوزير بو عاصي ” شرفني و كلفني معالي وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي ، ان اشارككم هذا الحفل الذي يقام لمناسبة < تسليم شهادات خريجي التعليم المهني > لدورة << صانعي الرجاء >> و يسعدنا هذا اللقاء كونه يحيي تقليداً عزيزاً ، و يؤكد اكثر من رجاء مشترك
الحكمة مستمرة من جيل الى جيل ! والحكمة لا تكتفي بالتعليم بل تتعداه الى البناء الانساني، و ها انكم تتخرجون محصنين بالعلم ، و محبة الاخر ، و روح التطوع ، لكن العنوان واحد : خدمة الجميع ، التي تجسد اصدق تعبير عن محبة الانسان و احترامه لاخيه الانسان.

لقد عاش لبنان زمن البحبوحة و الازدهار ، يوم كانت الطبقة الوسطى تؤمن ربط مكوناته الاجتماعية ، و عنصراً فاعلاً في دورته الاقتصادية. لكن الحرب المؤلمة على الطبقة الوسطى ، و دفعت العديد الى الهجرة ، و ها ان الاقتصاد غير متعافٍ حتى الان ، و الاوضاع الاجتماعية تتعقد اكثر فاكثر …
الحكمة مستمرة .. و حكمة الحكمة : تكمن في ايلانها الاهمية للتعليم المهني لان فيه بوادر الحل لاستعادة الدورة الاقتصادية السليمة ، و المدخل الى الحد من الهجرة و المحافظة على شمل عائلاتنا …
ان لبنان الوطن لن ينهض الا بمهمة شبابه المنظم ، المندفع للعطاء ، المستعد للتضحية ، المتجاوب في اعماقه مع نداء الواجب الاجتماعي ، و المؤمن بسلطان القيم التي تحيا بها الاوطان ، و هذا ما حمّلتكم اياه الحكمة !

ايها المتخرجون،
لقاؤنا اليوم يدعونا للتذكير ان الانسان بالعطاء اغنى منه بالاخذ ، و هذا الذي نعطي – هو وحده – لنفوسنا غنى، و بهذا العطاء تطور العصر و المجتمع الذي فيه نعيش !
انه لقاء المحبة و المحبة ، و المحبّة مهرجان ! لانها اذ تلازم كل احتفال، و كل تذكار ، هي عندنا كل يوم عيد ، و هكذا ينبغي ان تكون ، لانها لمجتمعنا حاجة ، و لانفاسنا مناخ، و لوطننا علة وجود و سرّ بقاء.
هذا اللقاء يؤكد فعلياً ان بنية لبنان في جوهرها، تبقى فعل ايمان بالتسامح و الاخاء، مهما تعاظمت مشكلاته الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية . هل يكون استقرارٌ اقتصاديّ او ازدهارٌ بغير عدالةٍ اجتماعية يتسع نطاقها على الدوام ؟ ان وطناً تمازجُ قوّته حنانهُ يستحق ان نحيا له، ان نناضل من اجله و نتفانى، ان وطناً كهذا يعلّقُ الامل على الحكمة ، ليشرق منكم اكثر من قبسِِ في وجهه الوضوح !

اقرأ أيضاً : «تعليم حقوق الإنسان في الجامعات اللبنانية» بين الواقع والمرتجى

الحضور الكريم؛
نحن جميعا مدعوونَ لتوظيف كل الطاقات في بناء وطن، و لتغليب ارادة الخير على كل السلبيات ، و ترسيخ مفاهيم التنمية المستدامة التي ترسم معالم التغيير على خطين :
– خط بناء المواطن الصالح
– بموازاة بناء الدولة الصالحة ، لانه عندما غابت الدولة، بات فريقٌ من اللبنانيين اسيرً عقدة الخوف ، فيما بات الفريق الاخر اسير عقدة الغبن السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي.

لا بد من التوقف امام رسالة الحكمة منذ تأسيسها ، الرسالة المقترنة بالمحبة، و هي تؤكد انه لكل رسالة ان تدرك و تحقق. هذه المحبة لا تتمثل فقط في نتائجها و آثارها بقدر ما تتمثل بعطاء و قدرة على التضامن و الاخاء ، نحيا منها في مهرجان للمحبة لا ينفضي، تفيض منه من القريب الى البعيد حتى تعم الوطن باسره

اقرأ أيضاً : المجتمع المدني: توجّه نحو العصيان وعدم دفع الضرائب

و ختم زخيا:
مبروك لكم تخرجكم ، و التهنئة للحكمة ، على مشاركتها القيّمة في المسؤولية الاجتماعية ، و ما حققته حتى الان ، هو دور رائد في المشاركة في الاعباء الاجتماعية و الوطنية ، و نحن نامل ان تهيمن على العائلة الانسانية اللبنانية الكبرى ، و التي تعي اكثر فاكثر وحدة مصيرها
عشتم و عاش لبنان

السابق
رياض سلامة بين التجديد والإقصاء
التالي
قصة الجاسوسة الاسرائيلية التي نقلت استعدادات الحرب مع اسرائيل