هل جاء انسحاب حزب الله من السلسلة الشرقية بطلب من قوى خارجية؟

حزب الله
تبقى خلفية الانسحاب من السلسلة الشرقية الذي فاجأ به حزب الله المؤيدين والمناهضين له غير معروفة، وان كانت التحليلات قد عرضت كافة وجهات النظر. فربما تظهر اسباب هذا الانسحاب بعد فترة من الزمن.

جاء اعلان حزب الله تسليمه مراكزه على السلسلة الشرقية للبنان كمفاجأة ساخنة على طبق بارد، وان كان السيد حسن نصرالله نفسه قد افصح عن السبب الظاهر لذلك، الا انه صعق أهالي شهداء الحزب الذين ذهبوا على هذه الحدود دون ان يبقى متمركزا فيها. لكن المفاجأة الثانية، والتي سارع العديد من المُحللين الى القول بها، وهي ان حزب الله لم ينسحب كليّا وفعليّا، بل بشكل رمزيّ.

إقرأ ايضا: حزب الله يسلم الجيش المراكز الهامشية فقط في السلسلة الشرقية

فلماذا لم يَصدُق حزب الله في إعلانه أنه سيسلم مراكزه العسكرية الى الجيش اللبناني؟ وما هو هدفه من هذا الاعلان الذي شغل الاوساط الدبلوماسية والعسكرية؟

فقد كشفت مصادر عسكرية لموقع “ليبانون ديبايت”، ان”المراكز التي اعلن حزب الله على لسان أمينه العام انه سيخليها في السلسلة الشرقية، والتي سلّمها الى الجيش اللبناني ليست سوى مراكز غير أساسية، وهي ليست بذات أهمية، في ظل استمرار وجود مُقاتليه في المراكز الاساسية. وهو ما أكده مصدر خاص في معلومات لـ”جنوبية”.

مقابل ذلك، كانت السفيرة الأميركية في بيروت إليزالبت ريتشارد قد عقدت لقاءات مع المعنيين في لبنان، طالبة استفسارات حول خطوات الحزب المستقبلية في الجرود أيّ المنطقة الواقعة بين لبنان وسوريا.

وبحسب موقع”العربية” الالكتروني، ثمة مصادر نقلت أن طائرة شحن عسكرية أميركية قد حطت، وللمرة الأولى، في مطار رياق العسكري في البقاع حيث أفرغت حمولة من المعدات.
من هذه الناحية، ترددت أخبار غير مؤكدة، عن نيّة الأميركيين إقامة قاعدة عسكرية للاستعانة بها في عملياتها العسكرية في سوريا لمواجهة “داعش”.

إقرا أيضا: سقوط صاروخ في عين الشعب مصدره السلسلة الشرقية

والسؤال الذي يطرح نفسه، هل ان انسحاب حزب الله من السلسلة الشرقية على الحدود اللبنانية-السورية سببه الرغبة الأميركية بابعاد حزب الله عن المحيط؟ ام انه في هذا الانسحاب مصلحة استراتيجية لحزب الله؟ ام ان هذا التزامن بين الحدثين هو سرّ غير معروف حتى الساعة؟

فخبر الإخلاء هذا شغل الأروقة الديبلوماسية، حيث وردت أخبارعن إتصالات دولية مع الحكومة اللبنانية من أجل نشر القوى الأمنية الشرعية على طول الحدود الشرقية في إطار خطة كبرى لضبط تنظيم «داعش»، ومحاصرته.

وكان موقع “المستقبل” قد نقل عن مصادر أمنيّة أن انسحاب الحزب من السلسلة الشرقية ليس كاملاً، حيث بقيّ للحزب بعض المواقع والمراكز الموجودة قبيل دخول حزب الله الى سوريا، والمشاركة بالحرب فيها الى جانب النظام.

لكن الجديد ان الحزب عمد الى إخلاء مواقع له في كل من الطفيل وجرود حام ومعربون والطيبة والخضر ونحلة، ووأبقى على مراكز ذات قيمة استراتيجية كجرود بريتال وصولا الى جرود بعلبك ونحلة، وذلك لضرورات عسكرية وأمنيّة.

بالمقابل، اعتبر موقع “المستقبل” ان إخلاء الحزب لبعض مواقعه يعود الى الخوف من غارات اسرائيلية حيث يتعذّرعلى مقاتلي الحزب الاختباء بسبب الطبيعة الجردية للمنطقة.

لكن يُعيد البعض اعادة الانتشار هذه، على طول الشريط الممتد من البقاع الغربي حتى حاصبيا وشبعا، سوى استباق لأي عمل عسكري اسرائيلي من بوابة درعا والجولان، والتخوّف من تعزيز الوجود العسكري الاسرائيلي في الجنوب اللبناني.

في حين اعتبر مصدر لصحيفة “الجمهورية” أنّ “انسحاب الحزب من السلسة الشرقية جاء نتيجة للتطورات الميدانية، ويضاف الى ذلك الضغوط التي مورست على الجانب اللبناني بغية نشر قوات الشرعية اللبنانية على كل الحدود الشرقية في إطار الخطة الاستراتيجية أميركية- روسية لضبط “داعش” داخل الحدود السورية”.

إقرأ ايضا: القبس: تكتيك جديد لـ«حزب الله» في جرود السلسلة الشرقية

لذا، أجرت السلطات اللبنانية المعنية إتصالات رفيعة المستوى مع “حزب الله” أتم في نهايتها الاتفاق حول القرار الاخير، لعدم إحراج الحكومة اللبنانية مع حاجة لبنان الى الهدوء في محيط متوتر وقلق. واللافت هو الاتكال على السيد نصرالله لاعلان الخبر كون الاعلان عن هذه الخطوة لن يثير مخاوف او شكوك محازبيه.

السابق
مدير أعمال نجوى كرم يعلّق: ألف مبروك.. عقبالكم!
التالي
المشنوق: المناخ السياسي غير متوافر حالياً للعفو العام