في ذكرى خروج الجيش السوري من لبنان: حزب الله هو الوصي!

الجيش السوري
يستذكر اللبنانيون اليوم انسحاب الجيش السوري من لبنان وذلك بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري وثورة الأرز.

دخل الجيش السوري لبنان في العام 1976 تحت ذريعة طرد الجيش الإسرائيلي وتطييع الوجود الفلسطيني. فسيطر على أغلب المآرب السياسية وعلى نظام الحكم، وكان يتدخل في كل التفاصيل ولا يمرّ أي قرار دون موافقته.
وشهد لبنان في مرحلة الهيمنة السورية قمعاً للحريات وإرهاباً واعتقالاً للصحفيين المعارضين وتعذيبهم وتوجيه تهم مختلفة لهم وتعكير الأمن وإغلاق المحطات التلفزيونية المعارضة، وكان العديد من الوجوه السياسية الأمنية داعمة لهذا الوجود منها اللواء جميل السيد.

اقرأ أيضاً: أقنعة الوصاية وتضحية حزب الله…

هذا التعدي السوري على السيادة اللبنانية، فجرّه إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005 واتهام فريق من اللبنانيين للجانب السوري بأنّه مرتكب هذه الجريمة ومطالبته بانهاء عهد الوصاية السورية.
ليتحقق هذا المطلب بعد الضغوطات الخارجية والقوى المؤثرة التي شكلها أقطاب “ثورة الأرز”، حيث خرج الجيش السوري من لبنان مرغماً في 26 نيسان 2005 مع انقسام الشارع اللبناني إلى شارعين، شارع 14 اذار الذي رفع شعارات سيادة حرية استقلال، وشارع 8 آذار الذي حمل شعار شكراً بشار الأسد.

إلا أنّ انتهاء الوصاية السورية لم تحوّل لبنان إلى وطن آمن، إذ بدأت الاغتيالات للشخصيات البارزة التي كانت معارضة للنظام ولأذرعه اللبنانية. كما بدأت في السياق نفسه تتبلور وصاية جديدة وهي “الوصاية الإيرانية” المتجسدة اليوم بسيطرة حزب الله على مقاليد الحكم، في ظل المحاصصة السياسية الطائفية من الحكام.

ومن المفارقات التي يتوقف عندها اللبناني بين الوصايتين، أنه في عهد الوصاية السورية لم يكن هناك قرار لبناني بالانتخابات النيابية أو الرئاسية أو حتى التعيينات الحكومية إذ كانت سوريا ممسكة بزمام الحكم؟ أما الآن فالكيد السياسي، والمحاصصات الطائفية، والانقسامات، أثبتت أنّ الطاقم السياسي اللبناني اعتاد على التبعية، إذ لم يتمكن من إجراء انتخابات ديمقراطية، فانتخاب رئيس الجمهورية تمّ على أساس التوافق لا الديمقراطية، فيما التمديد للمجلس النيابي مستمر في ظلّ عدم الاتفاق على قانوني انتخابي يمثل جميع الأطراف، ويرضي المحاصصة، ويظهر حزب الله في هذه الناحية هو المعطل والمهيمن في ظل تمسكه النسبية.

وفي سياق الحديث عن وصاية حزب الله على لبنان، كان للنائب السابق أحمد فتفت تصريحاً لـ”النهار” جاء به، “رغم الانسحاب فإن ذيول الوصاية السورية لم تنته في لبنان”.

مضيفاً “الوصاية لم تكن مشروعاً سورياً فحسب، بل اقليمياً وتبيّن أنه مشروع إيراني كبير، كان النظام السوري أداته الاولى، وعندما انسحب بات حزب الله أداته الثانية”.

هذا وقد تحدثت جريدة “الاوريون – لوجور” في العام 2012 عن التجاوزات التي ارتكبتها الوصاية السورية، وتكشف الجريدة عن نص مقابلة أجراها أحد محرري الجريدة مع سيدة لبنانية في بلدة بسابا، أنّها شاهدت السوريين يقتادون زوجها وولديها إلى خارج منزلهم في ضاحية بيروت الجنوبية المسيحية ويعدمونهم رمياً بالرصاص. عدا عن عمليات السرقة والاعتداءات والجرائم، التي كانت تحصل في معظم المناطق اللبنانية، ناهيك عن السجون السورية المليئة باللبنانيين المفقودين.

اقرأ أيضاً: زمن الوصاية الشيعية على لبنان

ختاماً، أتوقف بشكل خاص ما حدث مع والدي المرحوم في عهد الوصاية، إذ كان والدي بائعاً للخضار يتجوّل على عربة في الشوارع وهو رجل كبير، وقد كان يخبرنا كيف يتعرض يومياً للشتيمة والصراخ من العسكري السوري الذي كان يأخذ كل ما يشتهيه من خضار “للمعلّم” دون أن يدفع مقابلاً ودون أن يتجرأ أحد من المارّة أو الواقفين على بسطاتهم في سوق برج البراجنة على الاعتراض أو رفع رؤوسهم.

السابق
المسلمون في الصين ممنوعون من تسمية أبنائهم بأسماء دينية!
التالي
رئيسي بين إطاحة روحاني وخلافة المرشد