لماذا إنتخب اللبنانيون اليمين الفرنسي؟

يبدو أن للفرنسيين المقيمين في لبنان، دوافع شبيهة بتلك الموجودة لدى الناخبين المقيمين في فرنسا، فالخوف من التمدد الإسلامي ومحاربة الإرهاب والعداء للاجئين ورفض الإختلاط الاوروبي وتفضيل الإنعزال والخروج من منطقة اليورو رأها جزء من الناخبين الفرنسيون وحاملي الجنسية الفرنسية المقيمين في لبنان خياراً مفيداً لصالح بلدهم الثاني فرنسا.

إختار اللبنانيون اليمين الفرنسي، فبحسب النتائج الرسمية النهائية الصادرة عن فرنسا، بلغت نسبة الأصوات التي ذهبت للتيارات اليمينية والمحافظة 71%، مما طرح تساؤلات حول طبيعة الناخب اللبناني الحاصل على الجنسية الفرنسية.

وبحسب الأرقام الرسمية المتداولة، فقد حازت مارين لوبان، المرشحة عن الجبهة الوطنية، على نسبة 11% من اصوات الناخببين الذين إقترعوا في السفارة الفرنسية في بيروت، بينما المرشح المحافظ فرنسوا فيون، فحصل على 60.44%، أما المرشح الوسطي إيمانويل ماكيرون، الذي إنتقل إلى المرحلة النهائية في إنتخابات فرنسا فلم يعجب برنامجه الإنتخابي أكثر من 16% من الناخبين.

إقرأ أيضاً: هل ينجح المسلمون في اقصاء لوبان عن الرئاسة الفرنسية؟

أما عن الدوافع التي أدت باللبنانيين الفرنسيين إلى إنتخاب التيارات اليمينية والمحافظة، يقول الأستاذ الجامعي، والمتخصص بالعلاقات الدولية وليد عربيد، أن اللبنانيين مازالو متأثرين بمرحلة الإنتداب الفرنسي، والرئيس شارل ديغول. ولطالما كانت العلاقة بين لبنان وفرنسا لديها أبعاد ديغولية، وما قدمه ديغول للبنان يؤثر إلى وقتنا الحالي في كيان الجالية اللبنانية الفرنسية، والفرنسيون العائدة جذورهم إلى لبنان. لذلك فـ”إن الذين إنتخبوا اليمين والمحافظين هم الفئة النخبوية وأصحاب رؤوس المال والتجار، أما تيارات اليسار الفرنسي، لم يؤثر كثيراً على حاملي الجنسية الفرنسية، لذلك فإن قلة قليلة إنتخبت البرامج الإنتخابية اليسارية والليبرالية الوسطية.

إقرأ أيضاً: الانتخابات الرئاسية الفرنسية تقضي على الاحزاب التقليدية

لقد “لاقى اليمين المتطرف ترحيباً من اللبنانيين، خصوصاً من القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب”، ويعود ذلك إلى “علاقات سياسية قديمة جمعت الجبهة الوطنية الفرنسية مع الأحزاب اللبنانية المسيحية.” ويرجح عربيد أن تكون المعركة قد حسمت بعد دعوة المحافظين الفرنسيين بقيادة المرشح الخاسر فرنسوا فيون للتصويت إلى ماكرون، ولكن ما حصل في الدورة السابقة ليس حاسماً، لأن الناخب الفرنسي قد يغير خياراته نتيجة مفاجئات قد تحصل كأحداث أمنية. لذلك تنظر لوبان للمعركة الإنتخابية كتأسيس لحركتها السياسية، وستعمل المرشحة اليمينية المتطرفة من الآن إلى 7 أيار إلى حشد المزيد من الدعم، لأنها في حال خسرت فإنها تريد أن يكون ذلك بفارق صغير.

إقرأ أيضاً: لوبان بين تطرف ترامب وتهور كاميرون: لا للإسلام لا للإتحاد الأوروبي

من جهة آخرى، لا يستيعد المراقبون أن تحاول الحملة الإنتخابية لماري لوبان توظيف نسبة الأصوات الجاليات الفرنسية في دول الإغتراب، والتي صب أغلبها لصالح التيار اليميني والمحافظ، للإستفادة منها في الدورة الإنتخابية القادمة أوائل الشهر القادم.

السابق
حارِب إيران في إيران!
التالي
هآرتس: حزب الله يحاول الترويج انه يرعب تل أبيب