ماكرون أوفر حظا للرئاسة الفرنسية ولوبان قد تحدث «المفاجأة»

تقدّم في الجولة الأولى أمس المرشّح الشاب إيمانويل ماكرون على منافسته مارين لوبان، لينتقل المرشحان إلى الجولة الثانية والحاسمة في 7 أيار. لكن ماذا تشير نتائج الجولة الأولى؟ وهل هناك فعلا انقلاب في المشهد الفرنسي التقليدي؟

تقدّم مرشح الوسط، إيمانويل ماكرون بنسبة 2.24 بإحرازه على 23.82% من الأصوات، فيما  حصلت مرشحة أقصى اليمين، مارين لوبان، على 21.58%. وذلك بعد فرز 46 مليون من أصوات الناخبين مع إغلاق مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة السادسة مساء بتوقيت غرينتش. والخطوة المقبلة ستكون بخوض هذان المرشحان الجولة الثانية من الانتخابات المقبلة في 7 أيار بحسب الـ (بي بي سي).

ولكن المفارقة، انه مهما كانت نتيجة الانتخابات النهائية،  تسجّل هذه الدورة إنقلاب في المشهدية السابقة التي كانت الأحزاب الاشتراكية وأحزاب يمين الوسط تسيطر عليها.

من ناحية ثانية، من المرجح أن يهزم مرشح الوسط مرشحة اقصى اليمين في الجولة الثانية في 7 أيار بحسب احصاءات الرأي. كما أنه من المرجح أن يحظى ماكرون بدعم المؤسسة السياسية الفرنسية؛ إذ دعا رئيس الوزراء برنارد كازينوف بعد إغلاق صناديق الاقتراع جميع الديمقراطييين بانتخاب ماكرون في الجولة المقبلة بحسب “روترز”.

إقرأ ايضًا: عشية الانتخابات الفرنسية: داعش يدعم حملة لوبان!

وتعتبر مارين لوبان، رئيسة حزب الجبهة الوطنية في فرنسا، من أبرز مرشحي الرئاسة. وعرف عن لوبلان مدى تطرفها في العديد من القضايا إذ تركز في حملتها، على معاداتها للاسلام وفرض هذه الثقافة على  فرنسا هذا عدا عن تطرفها في ملف اللاجئين والعرب، إذ تدعو لترحيل االلاجئين الغير شرعيين  من البلاد، كما إعطاء الأجانب العاطلين عن العمل إيجاد فرص عمل خلال 3 أشهر أو الرحيل.

أما وزير الاقتصاد السابق إيمانويل ماكرون مرشح الوسط  يعتبر الاوفر حظا من بين المرشحين للفوز بالانتخابات الرئاسية الفرنسية. وماكرون (39عاما ) يعد الأصغر في السباق الرئاسي.

وبحسب متابعين للانتخبات الفرنسية فإن ماكرون ليس مجرد مرشح المصارف والشركات، فهو ومرشح مساند لمواقف إسرائيل أي انه في حال فوزه سياسة فرنسا لفي عهده لن تتغير كثيرا عن سياسة سلفه هولاند خصوصا في الشرق الاوسط، وهو ما يفسّر دعم هولاند له.

 

وفي نظرة تحليلية للانتخابات الفرنسية، فمع تأهل ماكرون ولوبان للدورة الثانية، كان اللافت أنه للمرة الأولى منذ عام 1958 إزالة مرشحي حزبي يمين الوسط ويسار الوسط التقليديين من المشهدية. وهو ما يدلّ على أن الشعب الفرنسي قال كلمته وغيّر من وجهته برفض النظام الحالي كما النخبة السياسية التي كان تسيطر على فرنسا زمن طويل. بغض النظر عن مدى التباين سياسة المرشحيبن الشاسعة حول فرنسا ومستقبل الاتحاد الاوروبي

وبذلك، اظهرت نتائج الجولة الأولى أمس انهيار الاحزاب التقليدية مقابل صعود نجم الاحزاب المتطرفة من اليمين واليسار مما يعبر عن إقسام بين الفرنسيين.

 

إلى ذلك بلغت نسبة المشاركة في الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية 69.42% عند الساعة الخامسة مساء، بأقل من نقطة عن انتخابات 2012 حسب ما أفادت وزارة الداخلية الفرنسية. وقد دعا عدد كبير من السياسيين الفرنسيين الناخبين للتصويت لماكرون في الدورة الثانية لمواجهة اليمين المتطرف.
ويبقى مستوى التعبئة بين الناخبين البالغ عددهم 47 مليونا، عنصرا أساسيا في هذه الانتخابات، في وقت كان ربعهم لا يزال مترددا في حسم خياره حتى اللحظة الأخيرة قبل الدورة الأولى.

إقرأ ايضًا: لوبان بين تطرف ترامب وتهور كاميرون: لا للإسلام لا للإتحاد الأوروبي

وجاء في تقديرات صدرت عن ثلاث مؤسسات لاستطلاع الرأي ان ماكرون جمع ما بين 23 و24% متقدما على زعيمة الجبهة الوطنية لوبن التي نالت ما بين 21،8% و22%..

وبحسب “فرانس 24” كشف استطلاعان للرأي أجريا مساء أمس (الأحد) بعد إصدور النتائج، أن ماكرون سيفوز بفارق كبير على لوبان في الدورة الثانية.

وأفاد معهد إيبسوس سوبرا ستيريا أنه سيحصل على 62% من الأصوات في مقابل 38% للوبان. بينما أورد معهد هاريس إنترأكتيف أن الفارق سيكون أكبر مع 64% من الأصوات لماكرون و36% للوبان.

وفور صدور هذه التقديرات احتفل انصار ماكرون في مقر قيادته الانتخابية في باريس بهذه النتائج وهم يهتفون “ماكرون رئيس”.

وبعد إعلان النتيجة اكد  ماكرون “اننا نطوي اليوم بوضوح صفحة من الحياة السياسية الفرنسية”.مشيرا إلى أن الفرنسيين “”عبروا عن الرغبة في التجديد”.

السابق
احتجاج أمام وزارة الشؤون الاجتماعية وإقفال ابوابها
التالي
باسيل بعد لقائه المحاسبين: روحوا اعملوا امتحان تاني