«مرصد عائلتي»: وزارة الاعلام تُجابه «التفلّت الاعلامي»

وصل الفلتان الإعلامي في لبنان لأن يتصدى وزيرالإعلام ملحم رياشي لهذا الفلتان معلنّا انشاء "مرصد عائلتي" لمراقبة الشاشات فيما تعرض من برامج. 

باتت التقارير المسيئة للأخلاق والمثيرة للحساسيات الطائفية والمذهبيّة أمرا عادّيا من على الشاشات اللبنانية، ويدخل ضمنها البرامج الكوميدية الإباحية، والحوارية، والاجتماعية، والـ”شونسونييه”، التي تفتح الهواء لكل ما هبّ ودب في مساءاتنا الطويلة، وفي توقيت يُعتبر الذروة حيث جميع أفراد الاسرة يكونون حاضرين امام الشاشة الصغيرة. وكل ذلك تحت عنوان السبق الصحفي أو “الرايتنغ“، دون تفكير او أي رادع.

إقرأ ايضا: «نقشت» يستدعي تدخّل رياشي.. والـ«lbci» #اذا_زعجك_غير

علما ان الهيئات الرقابيّة في لبنان معطلة عن أداء دورها، فالمجلس الوطني للإعلام مثلا لا يملك سلطة تقريريّة، بل يكتفي بإرسال الإشارات الى الوزارات المعنية، كل ذلك بسبب التبعيّة السياسيّة للوسائل الإعلامية.

وثمة نيّة لوزير الإعلام ملحم الرياشي لاطلاق مرصد، مهمته رصد التجاوزات الأخلاقية لوسائل الإعلام كافة حتى الإلكترونية منها. مع التأكيد على ان العمل في مشروع المرصد يسير على قدم وساق، والذي سيديره مجموعة من الأكاديميين وأصحاب الخبرة في الشأن الاعلامي. وسيُكتب للوزير ملحم رياشي في سجله هذه الخطوة التقدميّة ولكن تبقى العبرة بالخاتمة.

ولمزيد من الاضاءة على الموضوع، اعتبر إعلامي متابع ردا على سؤال لـ”جنوبية” هل لكم صلة بمرصد عائلتي؟ وما هو هذا المرصد؟ وما هي مهمته؟ وهل من صفة تقريرية له؟

قال الاعلامي المتابع: ” أقول أنه ليس هناك تفلّت اعلامي، بل فحش بالطريقة التي تُعرض فيها البرامج وأرى انها مُسيئة جدا للمجتمع والفرد، ولكل الناس المحترمين”. و”لست مع عرض الخبر بطريقة مُقززة، كما يحصل في برنامج ريما كركي وجوزيف معلوف وغيرهم، بل مع العرض بطريقة موضوعية، فأنا لست ضد ان يُثار الموضوع، لكن يجب ان يُثار بطريقة علميّة تحذيرية. أما ان يُثار بطريقة البكاء على الاطلال، فأنا ضده”.

و”شخصيا لا أتمّكن من متابعة ومواصلة مشاهدة هذه البرامج، فأنا أراقب مثلا (سي. أن. أن) و(فرانس24) والمحطات العالميّة المختلفة، وأشاهد ما يُعرض عليها من مسائل اجتماعية، فلا نجدها مقززة بالشكل الذي تقدّمه محطاتنا المحليّة”.

واضاف “انها برامج مقززة كثيرا، وخاصة مسائل اغتصاب الأطفال التي باتت منتشرة بشكل كبير على الشاشات، وهذا فيه شيء من القرف”. وتابع “ولا أؤيد ابدا “طلات” رجال الدين في هكذا برامج، رغم دورهم التوضيحي، كونهم يدورون حول الموضوع ولا يقدّمون جديدا”.

إقرأ أيضا: كليب ميريام كلينك ممنوع من البث.. والغرامة 50 مليون ليرة!

وتعليقا على اطلاق (مرصد عائلتي)، قال إن “وزارة الاعلام لا يمكنها ان تقوم بأي دور، ولا بأي اجراء لان الحريات في لبنان مُصانة!! ومعنى الحديث والتعبير عن الرأي وإثارة الموضوعات المثيرة للجدل سيحاولون تشذيبها وتهذيبها، دون أي رادع، والمرصد اجراء شكليّ. وبرأيي كما يُحَاكِم الاعلام السياسيين يجب ان تقوم وزارة الاعلام بوضع ضوابط لوسائل الاعلام”.

ويؤكد على انه “يجب على وزارة الاعلام محاسبة المحطات، وإن كان دورها اشرافيا، انما من موقعها كسلطة لا يجب ان تتدخل حرصا على الخطوط الحمر، وهي الحريات”.

وختم الاعلامي، بالقول: “هناك جهات كثيرة تؤيد ما أقول، وأنا كمراقب ومتابع أدعم إطلاق (مرصد عائلتي)”.

السابق
لبنان يحضر القمة العربية ومساعٍ لتطويق «رسالة الرؤساء الخمسة»
التالي
ديما صادق تعلّق على سقوط عون: يتوجب منا الدعم والمساندة