مظاهرة رياض الصلح تربك الحكومة وتهدّد بخلط الأوراق

التجمّع الجماهيري في ساحة رياض الصلح أمس، كان هو الحدث الذي هدّدد باعادة خلط الاوراق، فشعار المطالبة بإقرار السلسلة مشفوعا برفض الضرائب، خلّف ارباكا على المستوى السياسي والحكومي.

بحسب صحيفة “الانوار” فقد شهدت ساحة التظاهر حالات من الهرج والمرج بين المتظاهرين والقوى الامنية التي تمارس عناصرها ضبط النفس وعدم الرد على الاستفزازات والقاء المفرقعات وعبوات المياه.

وقد توجه الرئيس سعد الحريري بعد الظهر إلى ساحة رياض الصلح حيث خاطب بواسطة مكبر للصوت المتظاهرين المحتشدين في الساحة بالقول: نحن هنا وعدناكم أن نكون واضحين معكم، وإن شاء الله سترون أن هذه الحكومة مع فخامة الرئيس سوف تكون دائما إلى جانبكم وإلى جانب الناس ووجع الناس.

إقرأ ايضًا: في وصف مظاهرة لبنانية: ستاتيكو مستمر منذ عقود

وقد اطلق عدد من المتظاهرين على الاثر هتافات عدائية، وقام بعض المتظاتهرين المناوئين برشق موكبع بزجاجات المياه.

على صعيد آخر وفي تغريده له عبر موقع تويتر، دعا الرئيس الحريري منظمي التظاهرة إلى تشكيل لجنة ترفع مطالبهم لمناقشتها بروح إيجابية.

وأبرزت صحيفة “الجمهورية ” خمس نقاط اساسية رافقت التظاهرة امس، أبرزها:

اولاً، إلتقاء منظمات من المجتمع المدني وأحزاب وقوى سياسية متباعدة في السياسة على الدعوة الى التحرّك. وبذل المشاركون جهوداً صعبة جداً للاتفاق على الحد الأدنى من القواسم المشتركة من خلال لجنة تحضيرية اجتمعت مرّات عدة خلال اليومين الماضيين من دون ان تتمكن من الاتفاق على قراءة مشتركة للمطالب، فانتهى الامر باتفاق عمومي على رفض الضرائب واختلاف حول البدائل استدعى اتصالات مكثفة للخروج ببيان في ختام التحرك للاتفاق على أن يكون البديل وقف الهدر والفساد وضريبة على أرباح المصارف لا تطاوِل المودعين.

ثانياً، لوحظ انّ مجموعات ملثّمة دخلت على الخط في سيناريو مشابه لما شهده الحراك المدني ضد النفايات. وعلى رغم انّ المنظّمين عملوا منذ ما قبل بدء التحرك على محاولة تلافيه، إلّا انهم فشلوا في ذلك ما أدى الى استهداف القوى الامنية ببعض المفرقعات والعبوات البلاستيكية والعصي ومحاولة اجتياز الحواجز الحديدية.

ثالثاً، بروز عودة الحركات اليسارية الى الساحة اللبنانية في الوقت الذي انقرضَ اليسار في العالم، ما يُعدّ ظاهرة استثنائية في لبنان.

رابعاً، برزت في الحراك أمس جمعيات غير حكومية هي نفسها التي حاولت في الحراك السابق النزول الى الشارع يدعمها بعض السفارات.

خامساً، بروز عدد من المطالب، ففي حين طالب بعض المتظاهرين بالسلسلة في منأى عن موضوع الضرائب، طالب آخرون بعدم دفع الضرائب بغضّ النظر عن إقرار السلسلة، بينما طالب طرف ثالث بإقرار السلسلة بلا ضرائب، لكنّ اللافت انّ هناك قوى كانت تطالب بفرض ضرائب على الاغنياء وبعض القطاعات الاقتصادية واستثناء الطبقات المعوزة.

سادساً، حاول رئيس الحكومة تَلقّف كرة النار لعلّه يتمكن من استيعابها واحتوائها وفتح حوار مع المتظاهرين، لكنّ محاولته باءت بالفشل. فعوض ان يلتقط المتظاهرون هذه المناسبة الديموقراطية التي أبداها الحريري أطلقوا هتافات معادية ورشقوا موكبه بزجاجات المياه الفارغة والحجارة والعصي، ما يكشف وجود نيّات مبيّتة غير حوارية، بل تصعيدية لدى بعض أطراف الحراك.

سابعاً، إتصالات سياسية رافقت الحراك بين القوى السياسية والحزبية المشاركة في الحكومة في محاولة لصوغ خطة مشتركة لمواجهة خصومهم ومنعهم من الاستفادة من الحراك الشعبي لتعزيز مواقعهم الانتخابية في ظل الموجة الشعبية الرافضة للضرائب واتجاه بعض القوى والاحزاب الى الانقلاب على مواقفها السابقة بدعم الضرائب والموازنة التي اقرّتها الحكومة.

ثامناً، إلغاء رئيس مجلس النواب نبيه بري سفره الى المغرب وهو ما ربطه البعض بخريطة الطريق التي كان قد أعلنها، والتي تعتبر خطته لإعادة الامساك بزمام المبادرة في رسالة ضمنية الى الحكومة والعهد في اعتباره الضمان السياسي لهما.

تاسعاً، إتخاذ الدولة استعدادات أمنية كثيفة اكثر من المرات السابقة وكأنها كانت تتوقع حصول تفاعلات. لكنّ المميّز انّ القوى الامنية تعاطت مع المتظاهرين حضارياً ولم ترد على ايّ تطاول عليها، سواء بعد رشقها بالحجارة او بتوجيه مفرقعات نارية صوبها.

واذا كان هدف الحراك إعادة النظر في الضرائب والسلسلة، فالأمر سينتهي قريباً، فحسب معلومات «الجمهورية» أّن الدولة ستعيد النظر في نوعية الضرائب ومصادر الايرادات لتمويلها، علماً انّ هناك مَن بدأ يتحدث عن إمكان إرجاء إقرار السلسلة الى ما بعد الانتخابات النيابية في وقت لم يقرّ بعد قانون انتخابي جديد.

اقرا ايضًا: ليست ثورة ضدّ الحريري وإنما ضد الجوع والضرائب

قانون الانتخاب

أكدت مصادر بارزة في “التيار الوطني الحر” لصحيفة “الأخبار” أن “البحث ضاق، وللمرة الأولى نقترب من التوافق، وكل الجهات تنسّق في ما بينها”، موضحة أن “البحث يستند الى الاقتراح الأخير الذي اقترحه وزير الخارجيةجبران باسيل. وقد تقدمنا في البحث كثيراً، وباقي بعض الملاحظات والتفاصيل البسيطة التي يمكن معالجتها وتخطّيها”.

ولفتت الى أن “البحث سيتواصل خلال سفر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ورئيس الحكومة سعد الحريري غداً، على أن يعود الزخم الى النقاش في القانون الانتخابي مع عودتهما نهاية الأسبوع”، مشيرة الى أن “ملاحظات رئيس مجلسنبيه بري على القانون بسيطة، فيما موقف حزب الله إيجابي. ولو كان موقف الحزب سلبياً أصلاً لكان توقف البحث في القانون كما حدث بعد رفض اقتراح قانون المختلط الذي قدّمه باسيل سابقاً”، مؤكدة “أننا وبري متفقون على معادلة: لا عودة الى الستين ولا تمديد ولا فراغ، وبالتالي على ضرورة التوصل الى قانون جديد لإجراء الانتخابات”.

بالمقابل أكدت مصادر في فريق8 آذارللصحيفة أن “رئيس مجلس النواب نبيه بري رافض تماماً لمشروع وزير الخارجية جبران باسيل، وأن ملاحظات حركة أمل على الاقتراح تنسفه من أساسه”، لافتة إلى “وجود توافق بين حزب الله وأمل حيال هذا المشروع، جازمة بأن تيار المستقبل يقترب أكثر من أي وقت مضى من إعلان تبنّيه لمشروع النسبية في لبنان دائرة واحدة”.

السابق
شاهدوا كيف تحوّل أحمد حلمي إلى مترجم لـ «اللهجة اللبنانية»!
التالي
شاهدوا هوية من قاموا بالإعتداء على الرئيس الحريري