هدية مسمومة من ميقاتي الى الحريري

تظاهرة رياض الصلح الضرائب
عندما يدافع ميقاتي عن هيبة الحريري..

وصل نجيب ميقاتي الى رئاسة الحكومة مطلع عام ٢٠١١ بعد قرار بشار الأسد باسقاط حكومة الحريري وتشكيل حكومة “لون واحد”٠ ميقاتي وصل ضعيفاً ورهينة بيد حزب بشار وضد الرأي العام اللبناني الذي استشعر ان هذه الحكومة الحزباللاهية هي عودة وقحة للوصاية بعد ان تنفس اللبنانيون الحرية بانسحاب جيش الأسد واجهزته من لبنان بعد ارتكاب ابشع جريمة ارهابية بحق كل بيت لبناني وبحق كرامة البلد٠وعندما ذهبت هيئة التنسيق النقابية لمقابلة ميقاتي وقتها كان مطلبها إعطاء غلاء معيشة وفقاً لمؤشر الغلاء اَي تصحيح طبيعي للاجور ولكن ميقاتي الضعيف والباحث عن “الشعبية باي ثمن” قام بالهروب الى الامام ووعد بأنه سيعطي غلاء المعيشة ومعه سلسلة جديدة للرتب والرواتب ترفع من مستوى رواتب وتعويضات كل موظفي واسلاك الدولة.

اقرأ أيضاً: مظاهرة رياض الصلح تربك الحكومة وتهدّد بخلط الأوراق

كالعادة لم ينفذ ميقاتي وعده طوال ثلاث سنوات وبعده لم يقدر تمام سلام طوال ثلاث سنوات أيضاً على تنفيذ هذا الوعد-الكاذب رغم ان التظاهرات والاعتصامات لم تتوقف ورغم بروز “ابطال” نضالات على الكاميرات تفوقوا في نضالاتهم على المقاومين والممانعين الى درجة انهم منعوا اجراء الامتحانات الرسمية واضطر الطلاب الى الاكتفاء بالافادات وبأعلى نسبة من ايّام التعطيل٠
في هذه الثناء تنطّح مجلس بري (كان يُسمى مجلس النواب سابقاً) لدراسة السلسلة في اللجان المشتركة وفِي اللجان الفرعية باشتراك جميع أطراف المحاصصة الذين يُسمون أنفسهم زوراً كتلاً نيابية وهم ليسوا اكثر من ازلام واتباع٠قاموا بعشرات الاجتماعات في محاولات لوضع سقف للسلسلة اَي سقف انفاق مالي وبنفس الوقت إيجاد تمويل لهذه السلسلة ونفقاتها المستجدة٠
كل هذه العقول المجتمعة تحت قبة البرلمان لم تتفتق عبقريتها سوى عن ٢٧٧ نوع من الضرائب التي لا طائل لها سوى إرهاق الاقتصاد ولا تمتلك اَي رؤية أو قدرة على تحفيز اَي قطاع من اقتصاد متهالك بفعل بطولات احزاب الممانعة التي عزلت لبنان عربياً ودولياً٠ طوال ست سنوات تهربت الحكومات من مسؤولياتها واستمر النواب بكفاءة منعدمة وعقول مغلقة بتداول نفس الرسوم والضرائب دون اَي فكرة جديدة أو اَي حل يفيد الاقتصاد والموظف بنفس الوقت٠تجربة السلسلة شهادة حيّة على عقم ومحدودية الطبقة السياسية وانعدام كفاءة كل المسؤولين عن المالية العامة وسياسات الدولة في هذا المجال.


الْيَوْمَ السؤال لماذا يتحمل الحريري كل أوساخ الطبقة السياسية التي انقلبت عليه منذ ست سنوات؟ الحريري جاء يحمل مشروعاً انقاذياً للبلد والاقتصاد لكننا نرى ان الطبقة السياسية تغرقه في تركتها وإرثها وعقمها وعلى الأرجح في فسادها٠
الْيَوْمَ مطلوب من الحريري حرصاً على مشروعه وعلى رصيده الانتفاض على الطبقة السياسية ونفاياتها وربط السلسلة بمجموعة إصلاحات جذرية وهو يعلم ان معظم هذه الإصلاحات موجودة في اكثر من سبعين مشروع قانون أقرها مؤتمر باريس ٣ منذ عام ٢٠٠٧ لكن رئاسة مجلس النواب حبستها في الأدراج ومنعت مناقشتها أو عرضها بالظبط لأنها بداية حرب على الفساد والفاسدين٠اما تمويل السلسلة فلا يحتاج لضرائب جديدة بل يحتاج الى إدارة مالية عاقلة ونزيهة وبعيدة عن فساد الطبقة السياسية.

اقرأ أيضاً: في وصف مظاهرة لبنانية: ستاتيكو مستمر منذ عقود

اللبنانيون يريدون ان يرد الحريري الهدية المسمومة ليس لميقاتي فحسب بل لكل الطبقة السياسية ان يطرح أفكاره لا افكارها ومشروعه لا مساهماتها وصفقاتها٠الآن الحريري قادر على الإنقاذ اما لاحقاً فسيكون اول الخاسرين هو والبلد٠

السابق
إسرائيل تنفي إستدعاء سفيرها في موسكو
التالي
ماريا معلوف تتمنى من اسرائيل قصف نصرالله.. ودعوى قضائية ضدها!