استطاعت الضرائب المفروضة على اللبنانيين أن تخلق جوّا من التذمّر والغضب من الطبقة السياسية، ولعلّ اللافت في هذا الحراك هو الإنتفاضة الساخرة التي أظهرها بعض جمهور “حزب الله” و”حركة أمل”، والمستقبل كثورة إفتراضية على ما قرره زعماؤهم.
اقرأ أيضاً: هل تؤدي الاحتجاجات على زيادة الضرائب الى الإطاحة بالسلسلة؟
هذه المقررات التي اتفقت عليها الطبقة السياسية والتي تمرّد عليها حزب الكتائب بزعامة سامي الجميل، أسقطت الحاجز الطائفي بين اللبنانيين، فحتى من فرقتهم السياسة جمعهم الفقر والحرمان، فالعنوان الاجتماعي هو الذي غلّب ليتفق الجميع أن يخرجوا عن اصطفافاتهم الضيقة عبر الوطن من نافذة الحرمان.
في ظل كل هذا حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الساخرة والمنتقدة، فجمهور الثنائية الشيعية انتقد بطرافة السيد والأستاذ، فيما الجمهور الأزرق المستقبلي سخر من بعض الفيسبوكيين الذين ربطوا بين التظاهرة وبين إسقاط الرئيس سعد الحريري، لا سيما وأنّ الانتفاضة شعبية لا خلفية سياسية لها وموجهة ضد الضرائب لا ضد أشخاص.
وفي هذا السياق نلحظ العدد من المنشورات، فعلى سبيل المثال، تداول العديد من الناشطين الشيعة، التدوينة التالية:
“بعد زيادة الضرائب أصدرت كتلتي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير بيان مقتضب إلى جماهير الكتلتين جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين .
صدق الله العلي العظيم”.
وذلك في لفتة ساخرة لما تقوم به هذا الثنائية ولا سيما حزب الله من إعطاء كل قرار منحى ديني وتكليف شرعي.
كذلك نشطت في أوساطهم تدوينة:
“بعد السلسلة والضرائب قرر المجلس اﻻسلامي الشيعي اﻻعلى زيادة عدد الركعات
الصبح 4
الظهر والعصر والعشا 6
المغرب 4
أما شهر رمضان صار شهرين
#يا حبيبي_يا_وطن 😅”.
السخرية لم تقف عند حد الضرائب لدى هذه الفئة بل طالت أيضاً النائب المجاهد، ومقارنته بالمقاتلين التابعين لحزب الله:
https://twitter.com/j_nehmeh/status/842173661251534848
#النائب_المجاهد لا مش مجاهد فاسد ونص وروحو خيطو بغير هالمسلة
— عماد (@princelebanese2) March 17, 2017
في المقابل، لم يكن الوسط السني أكثر هدوءً فالتصويب على الرئيس الحريري واتهام الناشطين بأنّهم أشباح، حوّل مواقع التواصل الاجتماعي لمساحة من الأخذ والرد على معيار “لطشني لـ الطشك”:
