مهزلة مكافحة الفساد في لبنان

سرايا المقاومة في البلدات السنية

كل مجموعة تتسلق الى السلطة بواسطة المذهبية والسلاح الميليشيوي والتبعية للوصاية وهي الأركان الثلاثة للفساد، تطرح بالطول والعرض شعارات مكافحة الفساد ومن خلال التجارب السابقة يتبين لنا ان هذا الشعار البرّاق يُستعمل من اجل وضع اليد على المؤسسات التي تبيض ذهباً كالكازينو مثلاً وإخراج جماعة العهد السابق وادخال المحسوبين على الوافدين الجدد الى غنائم السلطة والمراكز الحساسة التي تسمح بالسيطرة على الموارد والمنافع٠والواضح انه كلما ارتفع الحديث عن مكافحة الفساد ازداد الفساد انتشاراً وتوسعاً وأصبح لبنان الْيَوْمَ في اكثر المراتب تقدماً بين الدول التي يحكمها الفساد والفاسدين.

مكافحة الفساد تبدأ بإصلاح حقيقي في اجهزة الأمن وإصلاح جذري في النظام القضائي ومحاسبة جدية للقضاة وبدون هذا كله وهو امر غير مطروح في لبنان لا معنى للشعارات سوى انها للاستهلاك الداخلي ولأغراض انتخابية ودعائية٠

في اسرائيل “الشيطان الأصغر” يستطيع ضابط الشرطة ان يستدعي رئيس الحكومة أو اَي وزير والقضاء يصدر احكاماً بحقهم٠رأينا رئيس الدولة في السجن بتهم فساد وتحرش ورأينا رئيس وزراء في السجن بتهم فساد ورأينا كل رؤوساء الحكومة يمثلون امام القضاء واليوم يخضع ناتانياهو للتحقيق بتهم فساد وهو المعروف بانه رئيس الحكومة الاقوى في تاريخ إسرئيل بعد بن غوريون٠

هل يوجد في لبنان أو اَي دولة عربية ذات نظام أمني ميليشيوي اَي ضابط أو قاضٍ يستطيع ان يستدعي احد الحاكمين للتحقيق؟
في لبنان لا يستطيع الضابط أو القاضي استدعاء اَي عنصر يطلق النار في الهواء احتفالاً بالزعيم فكيف بالزعيم نفسه٠
مكافحة الفساد تعني محاسبة “كبار المسؤولين” وليس ملاحقة موظفين صغار أو معقبي معاملات وتعني اجهزة أمنية وقضاء في اعلى درجات النزاهة وبدون ذلك وفّروا علينا كل هذا الضجيج.

السابق
حكم لبنان ووظيفة حماية الحدود مع إسرائيل
التالي
ماذا بعد القضاء على الداعشية الصوتية؟