ماذا بعد القضاء على الداعشية الصوتية؟

سوريا
صفة الإرهاب ستلازم مجدداً الجماعات الفاعلة الشيعية، وليس يُستثنى منها حزب الله اللبناني، و السبب إرتفاع وتيرة المواجهة الترامبية - الخامنئية.

فالاولى ترى وجوب إستبدال ملصق الإرهاب وإستخدامه في نعت قوى أخرى شرق أوسطية، وأنه بات من الواجب جعل المتحرك ساكن و المشارك مشاكس، والمتفق معه متفق عليه، فالحكم الناجح إستمرار ومن رأى إعوجاج فليصلحه، والواصل إلى الرئاسة الأمريكية ليس بأفضلهم، لكن رُئِس فإن أحسن أعانوه وإن أساء قوموه، وإن أطاع أطاعوه وإن عصى فلا طاعة له، فالأصل ضمان الأمن وحماية المصالح و منها تلك التي في وسط وسط الكرة الأرضية المعروفة إصطلاحاً بالشرق أوسطية.

اقرأ أيضاً: لهذا يتمكن داعش من جذب جامعيين وفنانين الى صفوفه

تزاحم السيطرة على عالم البحر المتوسط لن يخدم أياً من المتصارعين المحلين فيه، لأنهم ناقصوا عدد وعديد، كياناتهم قائمة على صيغة ضعيفة هوائية تصبغها مواطنة مزدوجة، توارثت وحدة حضارية لكنها لم تكن قط وحدة سياسية، هي أي تلك الكيانات الحقت بنفسها خلال السنوات الماضية والحالية فظاعات، عجزت المؤسسات أو ما تبقى منها فيها عن ملء الفراغ، في المقابل تجد هناك دوماً من يحصيها لها ويغذيها ويستغلها بمهارة، ويجعل من واحدهم العدو الأكبر تدميراً للآخر.

التركيبة السياسية و تهجير المؤسسات ومحو آثار الحدود، لم تكن كما يتمنى مرتكبها، لقد جرت الرياح بعكس ما إشتهت أنفاسه، لقد جعل من الأرض التي يقف عليها جغرافيا أمنية تنشط فيها أعمال حربية إستخباراتية، كل من عليها يتلمس النصر ويتسلح بالكتب العسكرية وبالخطط والخداع والمناورة والزحف وتوظيف الجواسيس وشن الحروب وإعتبارها فنون تكتيكية.

أما الحديث عن الموت، فوفق شرع هؤلاء وشريعتهم حلال ولهم فيها حسن ثواب، في وقت يعتبر موت القائد الفرد ولو بصورة طبيعية يطلق ثورة والناس إلى الجنازة تدعى بالأرطال، كل من عليها يقول أنه حق والآخر مغضوب عليه أو ضال، أما وإن كان قتل النفس حرام فكفارتها تحقيق نصر يقضى فيه على ذرية المقتول كي لا يكون له في يوم إعتراض، أو يكون مجرم وقتلاه هم الحكام.

اقرأ أيضاً: إيران بين ترامب و«عسكرة» المجتمع الشيعي!

القضاء على الداعشية الصوتية سينهي المستفيد منها بالصدفة، ويجعل منه هدف للقوة النافذة الحقيقية، التي سريعاً ستشل حركته بصفات رنانة تطلقها عليه لا تقل وزناً عن سابقاتها من التي إستخدمتها مع أعدائه، تُطرب لها الآذان وتتقن لفظها الألسن العربية والأعجمية، وتستسهلها الشفاه السنسكراتية الهندية والنغمية الصينية، أما عبارات الموت لأمريكا الشيطانية، فألغت مفاعيلها الإتفاقات النووية، والعودة إليها ستحرج المرجعية الدينية، بعدما إستنفذها في مشاريع توسعية إلى جانب القوات الأمريكية، وحده الخليفة المفترض يستطيع إذا ما أعادت الجمهورية حساباتها المستقبلية، مع ضرورة الأخذ بالحسبان أن هناك عودة مظفرة روسية بقيادة بوتينية ونزعة قيصرية، وما يزيد الأمور سوداوية وتعقيداً سوى ترافقها بالزمان والمكان مع حنكة سلطانية تقودها حكمة أردوغانية تتنازع معها وتسعى إلى إقصاءها عن المغانم المتوقعة الإستراتيجية المالية والإقتصادية والسياسية.

السابق
مهزلة مكافحة الفساد في لبنان
التالي
السفارة السعودية: لا تحضير لزيارة لسلمان إلى لبنان