هل يأوي لبنان ناقلة النفط «المنبوذة»؟

ناقلة النفط "غريس 1"

منذ ان فكت السلطات البريطانية حجز الناقلة الايرانية “أدريان1” التي تحمل مليوني برميل من النفط، قبل اسبوعين للاشتباه في أنها كانت تنقل نفطا إيرانيا لسوريا انتهاكا لعقوبات الاتحاد الأوروبي، حتى بدأت تلك الناقلة بالسياحة على طول وعرض البحر المتوسط، تارة تبحر باتجا سوريا لتعود وتبحر باتجاه مصر ثم الى تركيا التي نفت اليوم انها بصدد استقبالها ، فأعلنت أنقرة اليوم صبحا ان الناقلة “المنبوذة” تتجه الى بيروت.

وقع هذا النبأ المفاجىء كالصاعقة على لبنان الرسمي واعلامه، وسارع وزير المال علي حسن خليل “الأملي” الى النفي، كما سارعت وزيرة الطاقة ندى البستاني المحسوبة على رئيس الجمهورية وكتلته الى النفي كذلك، مؤكدة ان لبنان لا يمتلك مصفاة، وبالتالي لا يستطيع استقبال اي ناقلة محملة بالنفط الخام.

ولكن من يأوي الناقلة الايرانية “المنبوذة” ان لم يفعل لبنان الذي أصبح في محور الممانعة، وطبقا لذلك فان واجبه ان يتحمّل جزءا من العقوبات الاميركية التي تهدد بها أميركا أي جهة تتجرأ وتستقبل ناقلة النفط إياها.

أليس شعار “جيش شعب مقاومة” يقتضي من لبنان ان يقاوم فيرد الدين لإيران التي دعمت المقاومة فتحرر جنوب لبنان، ودعمت حزب الله في سوريا فانتصر هو والروس وجيش النظام على الارهابيين والتكفيريين، ونجا لبنان من احتلاله من قبل داعش والنصرة؟

ردّ الوزيرين اللبنانيين على الخبر التركي الذي بشرنا باتجاه الناقلة “المنبوذة” الينا كان صائبا وحكيما، ولكن هل سيتغيّر الموقف الرسمي بعد ساعات، وتحضر شعارات العزة والكرامة ومقاتلة المشروع الاميركي الصهيوني ولو على حساب مصلحة لبنان وأمنه الاقتصادي؟

السابق
نصائح وتحذيرات فرنسية وأميركية: لا ضمانات بتحييد المنشآت في حرب شاملة!
التالي
عندما يحارب الوكيل ويفاوض الأصيل