هل يسعى أبو مازن الى توطين الفلسطينيين في زيارته الى بيروت؟

وصل اليوم الى بيروت محمود عباس "ابو مازن" في زيارة رسمية تستمر حتى نهار السبت. فهل سيدخل المخيمات الفلسطينية ليلتقي ابناء شعبه؟ خاصة ان ثمة رسائل من لاجئين فلسطينين وُجهت له عبر الاعلام تطالبه بالزيارة الى مخيمات اللجوء البائسة.

للمرة الثالثة منذ تسلمه الرئاسة الفلسطينية يزور محمود عباس (ابو مازن) العاصمة اللبنانية بيروت، حيث سيلتقي الرؤساء الثلاثة خلال ثلاثة ايام. ويُعتبر ابو مازن الرئيس الثاني على رأس السلطة الفلسطينية، بعد رحيل ياسر عرفات نهاية العام 2005. حيث انتخب بداية كرئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد ان كان يحتل منصب عضو اللجنة المركزية لفتح. من ثم عُين جراء استفتاء شعبي كرئيس للسلطة الفلسطينية في رام الله.

إقرأ أيضا: إسرائيل تمنع اللبناني «جمال أشمر» من حضور مؤتمر فتح في رام الله

وبحسب عضو المجلس الثوري في “فتح“، جمال أشمر فان الرئيس الفلسطيني محمود عباس: “يأتي الى بيروت اولا لتهنئة الرئيس ميشال عون بانتخابه رئيسا، وحتما سيضعه في أجواء القضية الفلسطينية والتحديات، وسيشكره على مواقفه التي أكد خلالها  على محورية المقاومة الفلسطينية وابراز الخطر الاسرائيلي على لبنان والمنطقة”.

وعمليّا، يرى عضو المجلس الثوري في “فتح”، ان زيارة عباس ستتركز على “القضايا التي لها علاقة بهموم الشعب الفلسطيني كالحقوق المدنيّة للشعب الفلسطيني، وسيتم التأكيد على موقف منظمة التحرير برفضها للارهاب وعدم السماح باستخدام المخيمات كممر أو مقر للإرهاب”.

ومن ضمن البرنامج “سيقعد لقاءً مع الرئيس نبيه بري لمناقشة الموضوعات نفسها، اضافة الى توجيه الشكر له فيما يتعلق باللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني، التي انعقدت منذ حوالي الشهر تقريبا في بيروت، وهو شبيه بالبرلمان، حيث يجمع الفلسطينيين، ويمثّل الداخل الفلسطيني، اضافة الى تجمعات الشتات، وهو يضمّ المجلس التشريعي الفلسطيني والفصائل والقطاعات المهنيّة كالصحفيين والكتّاب والأساتذة والمهندسين، وسينسق أيضا مع الرئيس ميشال عون بخصوص القمة العربية التي ستنعقد في عمّان في آذار المقبل فيما يتعلق بوحدة الموقف بخصوص اللاجئين وحق العودة”.

“فاضافة الى لقاء الرئيس نبيه بري وتهنئته بالسلامة بعد العملية الجراحية التي أبلي منها، سيلتقي الرئيس سعد الحريري، وسيهنأه بتشكيل الحكومة، وهناك عشاء، سيجمع عددا من السياسيين”.

“وسيكون هناك لقاءات مع الفصائل، خاصة انه تمت دعوة الجميع الى اللقاء، ومن سيلبيّ أهلا وسهلا به”.

ولا بد من القول انه “يسعى للتأكيد على ان الفلسطيني تحت القانون وتحت إمرة السلطة اللبنانية، كما سيطالب بالحقوق المدنية للفلسطينيين، وسيؤكد على بلورة موقف عربي ضاغط بوجه الادارة الاميركية، خاصة لجهة نقل السفارة من تل أبيب الى القدس”.

أما على مستوى الناس ووهمومها، يؤكد أشمر، أن: “على مستوى الناس العاديين، سيتناول الحقوق المدنية للفلسطينيين، وقد قام بخطوات ايجابية متعددة كانشائه صندوق “أبو مازن لمساعدة الطلبة الجامعيين الفلسطينيين في لبنان” اضافة الى الجامعيين الفلسطينيين القادمين من سوريا”.

ويضيف أشمر “أن ابو مازن يموّل الضمان الاجتماعي لموظفي السلطة الفلسطينية الوطنية الذي يشمل حوالي 300 ألف فلسطيني، إضافة الى قوى الامن الفلسطيني في المخيمات، وبالوقت نفسه يساعد المدنيين كبديل عن تقصير الاونروا”.

وبحسب أشمر، “الصندوق يضم كل الفلسطينيين، ويساعد بنسبة 30%، اضافة الى صندوق الاستثمار لمساعدة أصحاب المهن الصغيرة، ويساعد أيضا اصحاب رؤوس الأموال الصغيرة، وصندوق التكافل الاجتماعي. وهو يؤكد بذلك على استمرار دعم الفلسطينيين عبر عدة جوانب إجتماعية وثقافية”.

بالمقابل، يؤكد الدكتور كميل شمعون، رئيس منتدى الشرق للتعددية، لـ”جنوبية” تعليقا على زيارة ومطالب الرئيس الفلسطيني الى لبنان، بالقول: “بالنسبة لوضعنا كلبنانيين فيما يخص كل المكونات المجتمعية على الصعيد الطائفي نرى ان ثمة توجه نلتقي حوله  جميعنا وهو رفض التوطين. وليس ذلك ناتج عن عنصرية تجاه الموجودين على أرضنا من الفلسطينيين، انما لان الاوطان لا تبنى في ظل وجود امكانية لانعدام الإستقرار الاجتماعي. وانا لا افتح هنا ملف البؤر الأمنية، التي بات معترفا بها، بل الوضع الاقتصادي، والذي بات خطا أحمر، وأهم من الاوضاع الامنيّة التي نواجهها بكثير”.

وبرأي الدكتور شمعون: “لذا لا بد من الاجتماع لرفض التوطين من زاوية إقتصادية، وليس من زاوية أمنية، اذ لا يمكن قبول دخول فئة جديدة. حيث وصلنا الى وضع ان أكثر من نصف القاطنين على أرض لبنان صاروا غير لبنانيين، بحيث صار الوضع لا يحتمل، اضافة الى ان الحكومة اللبنانية عاجزة عن القيام بواجبها تجاه مواطنيها اقتصاديا، فكيف يطلب منها تضحية جديدة تجاه الفلسطينيين؟!”.

مع الاشارة الى “ان رسالة “منتدى الشرق للتعددية” هي رسالة انفتاح على الجميع، وليس الغرب فقط، ولكن من الناحية الانسانية نرى ان وضعنا محرج، خاصة في ظل الادارة الأميركية الجديدة، وموقفها من أزمة اللاجئين، لذا لا يمكن للبنان تحمّل تبعات الازمات التي حصلت مؤخرا، لاسيما ان المساعدات الأجنبية ليست بالمستوى المطلوب”.

إقرأ أيضا: المؤتمر السابع لـ«فتح».. خلفيات وكواليس

من هنا، يشدد رئيس “منتدى الشرق للتعددية” الدكتور كميل شمعون على انه “لا بد للرئيس ميشال عون من موقف حازم تجاه التوطين، انطلاقا من ان عدم تطبيع المواطنة يمنع التوطين”. ويختم محذّرا من انه “عندما نشرّع الباب امام الحقوق المدنيّة للفلسطينيين، فاننا نكون قد فتحنا الباب لكي يصيروا مواطنين لبنانيين”.

السابق
وزير النظام السوري علي حيدر: سنواجه الإحتلالين التركي والسعودي
التالي
سفارة دمشق في بيروت.. رعب اللاجئ من اجهزة المخابرات