إيران تحاول اقتناص إتفاقٍ من السعودية في لحظة قوتها

محمد جواد ظريف
رياح التغيير تضرب العلاقات الايرانية – السعودية لجهة تعديل وجهة سيرها نحو التعاون. فما سرّ مد ايران لليد تجاه السعودية؟

أكدّ حسن فيروزآبادي مستشار المرشد الإيراني آية الله الخامنئي خلال إجابته على أسئلة صحافيّة على هامش المعرض الدفاعيّ، نهاية ايلول الفائت، أنّ “إيران سوف تمحو السعودية من الوجود. مشيراً أنّه لم يبق شيء يذكر من النظام السعودية والوهابية، وأنّ إيران سوف ترد في حال أخطأت السعودية بحقها”.

أما اليوم وبعد أشهر قليلة فقط، انقلبت التصريحات 360 درجة بل رأسا على عقب، حيث أعلن محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني، أن إيران والمملكة العربية السعودية يجب أن تعملا للمساعدة على إنهاء الصراعات في سوريا واليمن بعد نجاحهما في التعاون بشأن لبنان العام الماضي.

إقرأ ايضا:  خطبة العيد في إيران: السعودية خائنة تركت حجاجنا يموتون عطشاً

وقال ظريف في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس “لا أرى سببا في أن تكون هناك سياسات عدائيّة بين إيران والسعودية، حقيقة يمكننا العمل معا لإنهاء الأوضاع المأساوية لشعوب سوريا واليمن والبحرين وغيرها من دول المنطقة”. وتابع “تمكنت إيران والسعودية من وقف عرقلة عملية الإنتخابات الرئاسية في لبنان، حققنا نجاحا وانتخب ميشال عون رئيسا للبنان العام الماضي، وهو حليف وثيق لحزب الله اللبناني المدعوم من إيران، ورحبت طهران بانتخابه، واعتبرته انتصارا لحزب الله.

بالمقابل عادل الجبير وزير الخارجية السعودي قد قال إن إيران أكبر داعم للإرهاب في الشرق الأوسط، وعبّر عن أمله في أن يكون العالم جادا في محاسبتها على ذلك”. وأضاف الجبير في مداخلة أثناء مشاركته في منتدى دافوس بسويسرا أن “الشاغل الأكبر هو ضلوع إيران في المنطقة ودعمها ورعايتها للإرهاب”، كما أشار إلى انتهاكاتها في مجال تصنيع الصواريخ البالستية، وإفلاتها من المحاسبة على دعمها للإرهاب وتدخلاتها في شؤون الآخرين.

وكان الجبير، سابقا، قد اتهم طهران بزعزعة استقرار المنطقة، وقال إن علاقة بلاده بإيران متوترة، وإن ذلك نتيجة سياساتها العدوانية والعدائية، وقال إنه “سيكون من الرائع العيش في سلام وتناغم مع طهران، لكن لا بد من أن يكون هناك جهد من الطرفين”.

وكان وزير الدفاع الايراني السابق ورئيس جهاز الأمن القومي الإيراني الحالي علي شمخاني قد اعلن انه لا نيّة لإيران بمحاربة النظام السعودي لان البديل هو “داعش”.

وفي رد لمحمد جواد ظريف خلال مشاركته في مؤتمر دافوس بسويسرا قال حول الأزمة بين إيران والسعودية، “لا أرى سببا ليكون هناك سياسات عدائية بين ايران والسعودية، يمكننا التعاون من اجل استقرار المنطقة، كانت ايران والسعودية قادرتان على ازالة العقبات امام انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان، وتوصلنا الى حل في لبنان، كما ان الجميع تضرر من سعر النفط، ولكن كنا قادرين على دفع السوق الى الاستقرار”. وأضاف “سمعنا مغالطات كلامية كثيرة من السعودية، علينا النظر الى حقيقة الوضع في المنطقة ونرى وندرك كيف تسير المنطقة في مسار خاطىء”. و”ان سياسة ايران الخارجية حول الشأن الدولي ستستمر بغض النظر عن نتيجة الانتخابات، ان ايران بسبب موقعها الجغرافي تنشد السلام والاستقرار في المنطقة”.

وبحسب مطلعين على السياسة الإيرانية، فان التغيّر في الخطاب الإيراني تجاه السعودية يعود الى أن إيران انتصرت في لبنان، ونراها في اليمن صامدة، وفي سوريا متقدّمة، وفي العراق مسيطرة.

لذا، يُعتبر تليين خطابها تجاه السعودية- التي لا تزال مستنفرة في خطابها تجاه ايران- لأنها  ترى انه الوقت المناسب لتعقد صفقة مع السعودية بعد الهزة المالية والتراجع السعوديين في سوريا.

وفي اتصال مع خبير العلاقات الدولية الدكتور شفيق المصري حول العلاقات السعودية –الإيرانية ورياح التغيير، قال لـ”جنوبية”: “الاتجاه الايراني اكثر اعتدالا امام استحقاقات متعددة أولها أن هذه التحديات هي تفّهم ينسجم مع السياسات الامريكية المقبلة ومع العهد الجديد، حيث تقابل ايران ذلك بنوع من الاعتدال على مختلف الجهات”. شفيق المصري

و”من هذه الجهات الجهة الخليجية، فهذا الخطاب لعله مؤشرات لانعطافات جديدة في سياسة المنطقة، ومن جهة أخرى هناك مساع للملمة الوضع على المستوى السوري”.

إقرأ ايضا: حملات تكفير متبادلة بين السعودية وايران

و”ايران لا بد ان تكون شريكة بذلك. فتقابل العهد الامريكي الجديد بنوع من الأيدي المفتوحة، للقول بأن هذه الايدي بحاجة الى نوع من التراضي السلمي المقبل بخلاف التهديدات”.

وردا على سؤال حول كيف تلاقي السعودية هذه الرسائل الجديدة من قبل إيران؟”. يرى المصري، أنه: “بالأساس وبخلاف بعض الإدعاءات اللبنانية، حتى لا نكابر، نقول الحلحلة في المنطقة لابد ان يكون ورائها نوع من التفاهم، ولو كان صامتا بين القوى الفاعلة، أي ضمن مثلث إقليمي في المنطقة يندرج ضمن الثنائية الدولية أي أمريكا، وروسيا. هذا المثلث أيّ إيران تركيا ومجلس التعاون الخليجي”.

السابق
النظام يجبر المعارضة على توقيع إتفاق «وادي بردى»
التالي
أبو الغيط في بيروت وجنبلاط يشدّد على قانون متوازن للإنتخابات