مخاطر بعد «استانة» تطال حزب الله والوجود الإيراني في سوريا

مؤتمر استانة المرتقب عقده.. الفشل المرتقب وحلم النجاح.

صرحت وزارة الخارجية الكازاخستانية عن انتهاء التحضيرات للمحادثات السورية في استانة كما واكد وزير خارجية كازخستان خيرت عبدالرحمنوف في كلمة له ألقاها أمام مجلس الامن بأن بلاده انهت التجهيزات اللازمة لمحادثات السلام السورية – السورية.

الحرب السورية تتجه لإتخاذ منحى مهم ومعقد مع إقتراب موعد عقد مؤتمر استانة للسلام الذي سيجمع المعارضة السورية مع النظام السوري برعاية تركيا وروسيا وإيران في العاصمة الكازخستانية استانة. الكثير من الشكوك تحوم حول مصير المؤتمر بعد عدد من الخروقات العسكرية من قبل طرفي النزاع رغم توقيع إتفاق وقف إطلاق النار منذ حوالي 11 يوماً. وقد سجلت المراصد الحقوقية والمنظمات الدولية قيام طرفي النظام بخرق الإتفاق كان ابرزها الهجمة العسكرية الشرسة التي ينفذها حالياً الجيش السوري بدعم من حليفه الإيراني وحزب الله في منطقة وادي بردى في ريف دمشق.

وأكد وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ونظيره التركي جاويش اوغلو على ضرورة احترام الاطراف المتنازعة في سوريا للإتفاق، أما عن أبرز الأسئلة المطروحة في الوقت الراهن فتدور حول مدى فعالية الضامنة الروسية لردع النظام السوري ومنعه من إستكمال خروقاته للإتفاق، بالإضافة إلى ان حزمة من الاسئلة تطرح نفسها بعد بروز تباعد في اهداف موسكو عن اهداف طهران من النزاع السوري. بينما تبدو ايضاً الصورة ضبابية عند الضامن التركي حول قدرته بمنع الفصائل السورية المسلحة من التصرف على سجيتها بعد استعصاء إنفصالها عن المنظمات المصنفة إرهابياً كالنصرة واحرار الشام.

إقرأ ايضاً: اغتيال السفير الروسي لن يؤثر على التقارب الروسي التركي

وتتخوف المعارضة السورية من استمرار الجيش العربي السوري في انتهاكاته وتعول في الوقت نفسه على دور روسيا في مراقبة جيش الاسد وضبط تصرفات الميلشيات الموالية له.

كذلك بدأت اجتماعات التحضير لإجتماع استانة المرتقب في الشهر المقبل بإجتماع يعقد اليوم في العاصمة التركية انقرة سيبحث خلاله عدة نقاط مع المعارضة السورية العسكرية والدبلوماسية بحضور ممثلين عسكريين ودبلوماسيين روس واتراك. كذلك أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات السورية قبل يومين عن عدم تحديد موقفها النهائي من استانة ونفت تلقيها دعوة لحضور الاجتماع وقد اعلن عضو الهيئة رياض اغا عن عقدهم اجتماع اليوم لتحديد مستقبل الهيئة. وكانت قد انبثقت الهيئة العليا للمفاوضات عن مؤتمر الرياض عام 2015 واعتبرت الهيئة الممثلة الوحيدة والشرعية للمعارضة السورية ونص بيانها على خروج الاسد من السلطة السورية.

إقرأ أيضاً: هل إنخفض الوجود الروسي أم زاد حجمه في سوريا؟

في الوقت نفسه ستشارك المعارضة التي شكلتها روسيا بالمؤتمر وعلى رأسهم المعارضة صاحبة العلاقات المميزة مع موسكو رندا قسيس التي طرح علامات استفهام حول دورها في مستقبل سوريا. أما عضو الائتلاف الوطني عبدالباسط سيدا فكتب مقال له في صحيفة “الحياة” اللندنية أشار فيها إلى ان النقطة الابرز في مؤتمر استانة انه تم ابعاد الجانب السوري الموالي للنظام والمعارضة عن معرفة تفاصيل التسوية المرتقبة.

ويدور الحديث إلى دعوة مشاركة مجموعات كردية عسكرية صغيرة في المؤتمر بينما تم استبعاد وحدات حماية الشعب الكردي والحزي الديمقراطي أكبر كيانان عسكريان كرديان. ويبدو ان فيتو أنقرة ما زال مستمراً لمنع تواجد الاكراد بالمفاوضات. وتنظر تركيا إلى وحدات حماية الشعب الكردي وفصائل كردية اخرى على انها تنظيمات ارهابية تريد انشاء كيان كردي مستقل يحاذي حدودها الجنوبية، وقد صرح مسؤول منطقة الادارة الانفصالية الواقعة في شمال سوريا بأن الاكراد لن يحضروا المؤتمر المرتقب. وبذلك فإن استبعاد الاكراد اللاعبين الاساسيين في الصراع السوري سيدفع الاوضاع إلى مزيد من التعقيد، وفي تصريح للمتحدث بإسم الفصائل الكردية خالد عيسى لوكالة رويترز اكد فيه ان اي حل في سوريا لن يتم بدون دعوة الاكراد إلى طاولة المفاوضات.

أما إيران فكانت قد وضعت فيتو على مشاركة السعودية، إلا ان كلامها سرعان ما تبدل بعد تصريح سفير روسيا في الامم المتحدة فيتالي تشوركين عن ترحيب صانعا اتفاق وقف اطلاق النار (روسيا وتركيا) بحضورها مما دفع المستشار الايراني في الحرس الثوري علي اكبر ولايتي بالقول ان السعودية ستشارك في المؤتمر ولكنها لن تشارك في عدد كبير من الاجتماعات الجانبية.

إقرأ أيضاً: حل شامل لسوريا أم استعداد لجولة حرب جديدة؟

ورغم بوادر انفراج الحل إلا ان عدم مشاركة الهيئة العليا للمفاوضات واستبعاد الاكراد وغياب اميركا عن استانة قد يدفع مؤتمر استانة إلى الفشل. كذلك فإن العالم ينتظر ما ستؤول إليه الظروف في الشرق الاوسط بعد تولي الادارة الاميركية الجديدة زمام الحكم في 20 كانون الثاني المقبل. وتعد ادارة ترمب المتشددة في سياستها ضد الاسلام الراديكالي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على ايران في سوريا والعراق واليمن. وليس مستبعداً إطالة عمر الحرب وفتح جولات تصفية حساب جديدة في حال اندفع ترامب للإنتقام من ايران فوق الاراضي السورية وتحقيق رغبة رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو بعد ان بدأت حكومته وجيشه بالإكثار من الكلام في الاونة الاخيرة عن التهديد الذي يمثله حزب الله المنتشر في الداخل اللبناني وفي عدد كبير من المناطق الحدودية السورية.

 

 

السابق
الحرب السورية: ما بين شوارع موسكو وأزقة واشنطن
التالي
كيف وصل عون؟