الشيعة لم ينتفضوا لنبيهم: محمد ليس «السيد» ولا «النبيه»

ما زالت تداعيات الحلقة الأخيرة من برنامج للنشر تفرض ثقلها على الساحة اللبنانية، فاعتذار الجديد من دار الإفتاء لم يخفف الأزمة لكونه حصر النبي عليه الصلاة والسلام بمذهب دون الآخر.

تحت شعار حماية الإسلام من التعديات سقطت الجديد في الفخ، ففتحت الهواء ليل الاثنين 19 كانون الأولى لإحدى إعلاميات قناة “الحياة المسيحية” للإساء للمسلمين ورسولهم.

استقبال المذيعة لم يكن هو الكارثي، وإنّما التقرير الذي عرضته القناة وما تضمنه من ألفاظ غير لائقة وتوصيفات مهينة تمسّ برمزية النبي محمد عليه الصلاة والسلام وبالديانة الإسلامية.
هذه الحلقة أثارت ضجة واسعة ممّا دفع دار االفتوى اللبناني لإصدار بيان واستنكار هذا الفعل مطالباً من الإعلام أن يكون أكثر حذراً ومحتفظاً بحقه القانوني أمام هذا التعدي، الشارع السني الذي تحفظ انطلاقاً من دار الإفتاء والذي لم ينتهِ إعلاماً وسوشيال ميديا، وضع الجديد أمام تحدّ خطير، فالتعرض للأديان في بلد متنوع طائفياً لا مصلحة لأي كان أن يستدرج اليه .
نائب مدير مجلس إدارة القناة كرمى خياط ومقدمة البرنامج ريما كركي، وسائر القيمين، حاولوا احتواء الغضب عبر التضامن مع المعترضين تحت شعار #الا_محمد، إلا أنّ هذه اللفتة لم تكفِ فما كان منهم إلا إصدار بياناً تضمن اعتذاراً والتوجه لدار الفتوى حيث تمّ التوضيح والاعتذار من سماحة المفتي عبد اللطيف دريان.
هذه الخطوة الإيجابية من المحطة، ورطتها في مأزق آخر و ورطت معها المجلس الشيعي الأعلى كهيئة دينية مسؤولة عن أمور الطائفة، والثنائية الشيعية، فالجديد خصّت بالاعتذار السنّة لكون دار الإفتاء وحده من استنكر ومن لوّح بالقضاء، فيما الجانب الشيعي ظلّ صامتاً لا يرى لا يسمع لا يتكلم، وبالتالي لم تكلف نفسها “الجديد” عناء التوجه إليهم أو التأسف منهم.

 

الجديد

 

ولأنّ محمد نبي المسلمين وليس نبي السنة، توقف الصحافي الشيعي المعارض علي الأمين في تعليق له عند هذه الازدواجية التي اعتمدتها القناة وعند تخاذل المجلس الاسلامي الشيعي متسائلاً، ماذا لو كانت الإساءة للإمام علي هل كانت القناة حينها ستعتذر من المجلس لا من دار الفتوى، وهل كان المجلس سيبقى بعيداً عن خط الاستنكار؟

إقرأ أيضاً: شاشة الجديد تفتح الهواء للإساءة للإسلام والنبي محمد
وصباح اليوم، أصدر مدير عام التبليغ الديني في المجلس الاسلامي الأعلى المستشار الشيخ عبد الحليم شرارة بياناً انتقد فيه قنوات الجديد والحياة والإيمان متوقفاً عند الحلقة الجدلية وموصفاً هذه المحطات بأنّها قرون الشيطان.
إلا أنّ اللافت هو حصر البيان بـ”مديرية التبليغ” التي هي إدارة تابعة للمجلس الاسلامي الشعي الأعلى ومديرها القاضي الشرعي الشيخ عبد الحليم شرارة المقرّب من الرئيس نبيه بري ، وبالتالي فان البيان لم يصدر عن المكتب الاعلامي للمجلس الاسلامي الاشيعي الأعلى الذي يأتمر بأمرة نائب رئيسه الشيخ عبد الأمير قبلان.

إقرأ أيضاً: الجديد تعتذر من دار الفتوى أما المجلس الشيعي فلا اعتذار

هذا التعامل الشيعي المتأخّر في الزمن مع الإساءة للنبي يعيدنا للمظاهرات التي قام بها مناصرو حزب الله دفاعاً عن السيد حسن نصرالله حينما قامت بتقليده بأسلوب ساخر كل من قناتي الـlbci والmbc، وما تبع ذلك من إحراق للإطارات وتهديدات وشعارات كادت تودي إلى فتنة.
كذلك يعيدنا للحملات التي يشنها جمهور الحركة ضد شاشة الجديد بعد كل استهداف للقناة لدولة الرئيس نبيه بري.
لنتساءل هنا، ماذا لو أعيدت حلقة للنشر بذات المضمون وذات العبارت وتمّ استبدال اسم الرسول بـ”حسن نصرالله” أو “نبيه بري”.
الإجابة ليست صعبة، لأنّ ردة الفعل الصاخبة والفورية كانت وحدها سوف تتحدث!

السابق
لحظة سقوط أحد المواطنين بعد تعرّضه للقنص في عين الحلوة
التالي
بوتين ونظام الأسد.. إلى إدلب دُر