اطلاق روحاني لميثاق المواطنة… خطوة اصلاحية!

ان يُصدر الرئيس حسن روحاني ميثاقا متعلقا بالحقوق والحريات بعد حوالي 3 سنوات على انتخابه لهو أمر مستغرب، فهل بدأت حقا ثورة الحريات في ايران؟

في خطوة متأخرة عن موعدها سنوات، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي انتخب منتصف عام 2013، عن وضع ميثاق لحقوق المواطنة بهدف ضمان حزمة من الحريات الأساسية تشمل الحق في الاحتجاج، والتحدث بحرية، والخضوع لمحاكمة عادلة، والحق في الحصول على الخصوصية. حيث قال لحظة اعلان الميثاق إنه “واحدا من أحلامي القديمة”.

اقرأ أيضاً: خفايا حياة خامنئي(3): ثروة المرشد النقدية ومصدرها

وفي رد غير مباشر على انتقادات البعض له، خاصة ما جرى في جامعة طهران امام العشرات من القياديين والطلاب، قال: “أنا سعيد جدا أن أرى أحد وعودي المهمة قد تحققت على أرض الواقع، إنني أحقق أحد أحلامي القديمة”.
وهذا الميثاق، كما أكد خبراء في الشؤون الايرانية، منصوص عليها في الدستور الإيراني الذي وُضِع في عام 1979 عند قيام الثورة في إيران على نظام الشاه، لكن الشيخ روحاني وضع له محددات ومبادئ واضحة، يمكن خلالها قياس سلوك مؤسسات الدولة ومدى التزاما بهذه المحددات. لكن معوّقات تنفيذ هذا الميثاق تتمثّل بعدم خضوع جهازي القضاء والحرس الثوريّ لأية مساءلة، علما ان هذا القانون لم يُقر كقانون رسمي نافذ بعد.

ايران
ويبقى هاجس الجمهورية الإيرانية على الدوام التمثّل بأنظمة البلدان الغربية التي يعتقد أنها متقدّمة على بلدان العالم الثالث فيما يخص حقوق الإنسان.
ورغم تعهدات روحاني التي اطلقها خلال الانتخابات الرئاسية عام 2013 بوضع ميثاق للحقوق، فقد جاءت خطوته هذه متأخرة بهدف اعادة تفعيل الدعم الإصلاحي له خلال الحملة الانتخابية التي ستنطلق في أيار المقبل.
وفي اتصال مع الإعلامي مصطفى فحص، الخبير في الشؤون الإيرانية، وردا على سؤال حول سرّ اعلان الميثاق الان، وفي هذا الوقت بالذات، قال”أولا فاقد الشيء لا يعطيه، وروحاني يتحدث عما كان يرغب به عند توليه الرئاسة”.
ويتابع فحص، قائلا “لكن ايران الان في مرحلة تجاوزت فيها كل الشعارات التي كان يرغب بها روحاني وفريقه والمعتدلين وجمهورهم الإصلاحي، وذلك لأسباب موضوعية تمرّ بها إيران والمنطقة والعالم”.
ويرى ان “العسكريتاريا الإيرانية التي تضع يدها على كافة السلطات الايرانية غير مستعدة لتلبية تنفيذ هذا المشروع، وان كان هذا المشروع موجود في أروقة الثورة التي تحولت الى قمع وديكتاتورية”.

مصطفى فحص
مصطفى فحص

ويشرح بالقول “تحوّل النظام في ايران الى سلطة سماوية بحيث يعتبر الخروج على النظام خروج على ارادة المذهب. والسلطة الحاكمة لن تسمح له بتنفيذه. من هنا بدأ روحاني يشعر بأزمة، وان كان هذا القول غير صحيح كما قد يدعي المدافعون، فليرفع روحاني الحصار عن القيادات السياسية المسجونة، وليرفع الحظر عن فايسبوك وتويتر ايضا”.
ويرى ان “هذا الميثاق يطهر بسبب حاجة روحاني الى العلاقات مع الولايات المتحدة والعالم الاوروبي ضرورة، لكن معارضيه سيقطعون عليه كل الطرقات لتنفيذ ما وعد به”.
وردا على سؤال حول الفيديو الذي انتشر مؤخرا ويتناول فيه أحد المسؤولين الطلابيين في جامعة طهران الرئيس روحاني بالانتقاد امام عدد كبير من القيادات والطلاب، دون ان يتم اعتقال هذا الطالب، يقول فحص: “المشكلة انه عندما ينتقده الطلاب امام كل الاطراف، فلأن الرئيس هو الحلقة الاضعف، خاصة ان هذا الطالب يمثّل الشباب الايراني الذي اعتقد ان روحاني سيحقق لهم بعضا مما حلموا به”.
“فالتيار المحافظ بحاجة لرفع الاصوات ليستفد منها لأجل افشال روحاني”. و”كلام الطالب الذي انتقده في جامعة طهران يثبت ان تحقيق وعوده وخصوصا الشباب، غير ممكن”.
لكن صمت حسن روحاني يُفسّر كمحاولة لإستمالة الشباب جرّاء خوفه على منصبه. خاصة ان الانتخابات القادمة على الأبواب.

السابق
الطفيلي: لو أخذتم حلب ومائة حلب ستُهزمون أنتم القتلة أنتم الإرهاب وأمه وأبوه
التالي
مناكفة التسلّم والتسليم بين ريفي وجريصاتي سياسية أم قانونية؟