الفصائل الفلسطينية تنفق الملايين .. واللاجئ منسيّ

هل من الضروري ان تتكلف الفصائل الفلسطينية المبالغ الهائلة لإحياء انطلاقاتها؟ في الوقت الذي يعاني جمهورها من فقر مدقع وفي الذي يعاني الفلسطيني من سوريا من لجوء مزدوج؟

وزعت حركة حماس في لبنان بطاقة دعوة لحفل استقبال تقيمه بمناسبة العيد التاسع والعشرين لانطلاقتها في بيروت في فندق “رامادا” الروشة، لكنها ما لبثت ان عادت ووزعت خبرا تلغي فيه هذه الاحتفالات بسبب الاوضاع التي تعيشها مدينة حلب السورية. واللافت ان معظم انطلاقات الفصائل بدأت في هذا الشهر من السنة.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو مداومة هذه الفصائل على الاحتفال بالانطلاقات من خلال مهرجانات خطابية حماسية لا تقدم ولا تؤخر. علما أن عدد التنظيمات الفلسطينية تخطى الـ13 تنظيماً مستقلا عدا عن الانشقاقات الداخلية والصغيرة.

إقرأ أيضا: الفصائل الفلسطينية: التمسك بحق العودة والحفاظ على أمن لبنان والمخيمات الفلسطينية

فكلفة الأعلام، والرايات، والبانويات، والبوسترات، اضافة الى حجز القاعات في الأوتيلات، واستئجار الكراسي، وطباعة الدعوات الورقية، والسماعات، والمسارح، والإضاءة، والشاشات، والأجهزة، والمعدات، والبنزين، والسيارات، والحشود، والإعلانات، كلها على عاتق هذا التنظيم او ذاك. فحماس تصرف أكثر من ثلاثة ملايين دولار على احتفالاتها بذكرى الانطلاقة مثلا، بحسب أحد العارفين.

حركة فتح

وفي الشهر نفسه، تقيم اضافة الى “حماس”،  كل من “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، حفلها السنوي. وتتبعها بعد أيام قليلة  كل من “حركة الجهاد الإسلامي”، وحركة “فتح”، و”الجبهة الديمقراطية”.

والسؤال هو عن سرّ تعلق هذه الفصائل باحتفالات انطلاقتها؟ فهذه الاحتفالات لا تعدو كونها طقوسا لا تقدّم ولا تؤخر بالنسبة للمواطن الفلسطيني شيئا، للفلسطيني اللاجئ الفقير المُعدم احيانا.

ولا تقتصر الاحتفالات على قطاع غزة فقط، بل تمتد إلى غالبية الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأماكن انتشار الفلسطينيين في دول الشتات.

إقرأ أيضا: الفصائل الفلسطينية تعتبر المستوطنين ’أهدافاً مشروعة’ للمقاومة

ففي الوقت الذي تدفع فيه حماس على حفل انطلاقتها 4 ملايين دولار، تبلغ ميزانية احتفالات حركة فتح بين 3و6 ملايين دولار. أما الجهاد الإسلامي، فتصل الى المليون دولار، اما فصائل اليسار الفلسطيني فسبب ضعف الإمكانيات المادية لديها تأتي مصاريفها في أسفل سلم النفقات كالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية، وحزب الشعب حيث تراوح موازنة احتفالات هذه الفصائل بين 100 و200 ألف دولار.

السابق
مارّيا معلوف تتقدّم بدعوى ضد علي بركات!
التالي
هواجس وامتعاض لدى جنبلاط من مسار التأليف الحكومي